رواية الابنة الإسبانية للكاتبة كارينا ساينز بورغو

يعد العمل الروائي "الابنة الإسبانية" الأول للكاتبة الفنزويلية كارينا ساينز بورغو

، وقد طُبعت في 22 دولة في كل من أوروبا وأميركا الشمالية واللاتينية، بما فيها فنزويلا بلد الكاتبة.
تدور أحداث الرواية عن حال الفقر والتردي وسوء الوضع المعيشي الذي يعيشه المجتمع الفنزويلي بسبب غياب القانون وانعدام الحياة الديمقراطية، وتفشي ظاهرة العنف بكافة أنواعه في البلاد إبان حكم هوغو تشافير.
استعرضت الكاتبة عبر صفحات الرواية التي تزيد على 250 صفحة، حياة بطلة الرواية وتدعى "أديليدا" في مجتمع غابت عنه موازين العدالة الاجتماعية والقانون. بعد فقدانها لوالدتها باتت تستحضر الماضي الممزوج برائحة الغاز المسيل للدموع التي كانت تطلقها الشرطة على المتظاهرين، ومن خلال شخصيات الرواية ألقت الضوء على أوضاع السجون وممارسة العنف فيها. 
في الرواية إشارات عديدة للفقد، فبعد أن عادت بطلة الرواية إلى منزلها وجدت مجموعة من النساء قد أخذن منزلها عنوة، فلجأت إلى جارتها أورورا بيرالتا المعروفة بـ "الابنة الإسبانية"، التي وجدتها ميتة داخل منزلها، تاركة خلفها رسالة تبلغ فيها أنها حصلت على الجنسية الإسبانية، لم تجد أديليدا سوى أن تنتحل شخصية أورورا بيرالتا، كي تهرب من الواقع الذي تعيشه، وتبحث عن الأمان في إسبانيا.
من خلال التحولات السردية في هذه الرواية، باتت شخصيات الرواية والأماكن والأصدقاء والذكريات تختفي، وهذا ما يمكن مشاهدته في الرواية عندما تحدثت أديليدا عن خالتيها التوأم كلارا وأميليا وصديقتي والدتها المعلمتان المتقاعدتان ماريا خيسوس وفلورنسيا، اللتان غادرتا بسرعة بعد إلقاء نظرة على جثمانهما، كما تحدثت عن مأساة اعتقال شقيق صديقتها آنا والضرب والإهانات التي تعرض لها داخل المعتقل.
الأم بالنسبة لبطلة "الابنة الإسبانية" أديليدا تعنى الحياة، فعندما تزعزع وجودها ودفنتها اختفت الحياة، وتغير كل شيء لحظة إلقاءها النظرة الأخيرة على الجثمان، واستدلت بذلك على أن الموت هو موت الكلمات واللغة بالمرتبة الأولى.
ويشار إلى صدور نسخة لعملها الروائي حديثاً في لبنان باللغة العربية في دار النشر "الدار العربية للعلوم ناشرون". وحديثاً صدر دار النشر "الدار العربية للعلوم ناشرون" نسخة عن الرواية في لبنان باللغة العربية.