راسونا سعيد... ناشطة حقوقية وناقدة جريئة

ناشطة حقوقية إندونيسية رأت أن تقدم المرأة يرافقه نضال ثوري سياسي، طالبت بتحقيق المساواة بين الجنسين وتعليم الفتيات

 

مركز الأخبارـ ، راسونا سعيد الملقبة بالبطلة الوطنية عُرفت بكتاباتها الناقدة للسلطات الهولندية، اعتقلت أكثر من مرة ولكنها تابعت نضالها السياسي.
 
تقدم المرأة يرافقه نضال ثوري سياسي
ولدت الناشطة النسوية المعروفة في مينانغكاباو بـ الحجة رانجكايو راسونا سعيد في 14 أيلول/سبتمبر عام 1910، في منطقة أجام ريجنسي غرب سومطرة. درست المراحل الابتدائية الأولى في مدرسة الراشيدية الداخلية وتابعت تعليمها بتشجيع من والدها محمد سعيد، في ذلك الوقت كانت هي الفتاة الوحيدة التي أكملت دراستها.
راسونا سعيد واحدة من النساء الإندونيسيات اللاتي حصلن على لقب "بطلة وطنية" من قبل رئيس إندونيسيا سوهارتو لنشاطها الثوري في صراع إندونيسيا من أجل نيل استقلالها من الهولنديين. كما أنها طالبت بالمساواة بين الجنسين وتعليم الفتيات، كانت ترى أن تقدم المرأة لا يمكن تحقيقه فقط من خلال إقامة المدارس والجامعات، بل يجب أن يكون مصحوباً بالنضال الثوري السياسي، وأن يكون لها فكر وإطلاع في المجال السياسي.
أرادت راسونا سعيد أن تدخل التربية السياسية في المناهج المدرسية التربوية، لكن تم رفض هذا القرار من قبل السلطات الإندونيسية، خشية تفتيح الأذهان في المجال السياسي.
بحثت في علم أهمية تجديد الفكر الإسلامي وحرية الفكر، ودخلت في مجادلة ونقاش مع العلامة عبد الكريم عمرو الله حول تعدد الزوجات، بينت من خلال مناقشتها أن تعدد الزوجات يزيد من معدلات الطلاق، والذي من شأنه أن يتسبب في مضايقة النساء وزيادة حالة الاكتئاب والحالات النفسية لديهن. 
 
بداية نضالها السياسي
دخلت معترك النضال السياسي، وبرزت كشخصية محورية في حركة سومطرة الثوالب التي أسست على يد العديد من الإصلاحيون غرب سومطرة، والتي التقت حينها بالعضوة رحمة اليونسية وهي إحدى النساء التي ناضلت ضد القوات الهولندية.
أسست جمعية المسلمين الإندونيسيين في بوكيتينغي عام 1930، كما عملت على إقامة دورات فكرية وعلمية للنساء في المدارس التي أنشأت في Permi. اعتقلت راسونا سعيد أكثر من مرة من قبل السلطات الهولندية، وفي أخر مرة سجنت مع زميلتها رسمية إسماعيل في سيمارانج في جاوة الوسطى عام 1932، لكنه تم إطلاق سراحها بعد أن تجاوزت فترة اعتقالها أكثر من 14 شهر، وبعد خروجها من السجن تابعت تعليمها في الكلية الإسلامية.
 
اللبوة
عرفت بكتاباتها الناقدة والصريحة، شغلت منصب رئيس تحرير مجلة "راية" عام 1935، والتي نشرت مقالات تساند المقاومة في غرب سومطرة، فغالباً ما كانت تستخدم كتاباتها تحت اسم مستعار وهو "زهرة"، حيث ركزت في مقالاتها السياسية على الاستعمار، واتخذت موقفاً معادياً ضد جميع أنواع الاحتلال، لكن الشرطة السرية الهولندية ضيقت المساحة على منشورات المجلة والصحفيين التابعين لها، حينها أصاب راسونا سعيد الإحباط من موقف الشرطة الهولندية وموقف الشخصيات الذين ساندوها والذين لم يتمكنوا فعل أي شيء فاضطرت للانتقال إلى منطقة ميدان شمال سومطرة.
كما أنها تحدثت بشكل علني ضد الحكومة الهولندية، حيث وجهت للحكومة عدة انتقادات مما أكسبها لقب "اللبوة"، وتم إدراجها في قائمة النساء اللواتي تأثرن بقانون سبيك الذي ينصّ على "معاقبة أي شخص يتحدث علناً ومباشراً ضد الهولنديين".
في عام 1937 أسست كلية للطالبات في منطقة ميدان لنشر أفكارها التي تدعو إلى مناهضة الهولنديين، والتحلي بالأفكار الثورية السياسية، وتضمين الوعي بالحركة، فقامت بعمل مجلة أسبوعية تحت شعار Menara poeteri، فكان كل ما يخصّ المرأة هو محور هذه المجلة.
كتبت في صحيفة سورابايا سبريد سيمانجات عن معلم برج بويتري، وقدمت معلومات شاملة عن هذا البرج، ولعملها المتفاني بكل أمانة ومصداقية، وسلامة لغتها، خصص لها في صحيفة مينارا بويتري التبويب الخاص للمرأة بنشر مقالاتها وكتاباتها، لكن هذه الصحيفة لم تستمر طويلا بسبب مشاكل التمويل، لذلك اختارت العودة إلى مكان نشأتها غرب سومطرة.
 
مكانة مرموقة بعد الاستقلال الإندونيسي
بعد الاستقلال الإندونيسي عام 1945، عملت راسونا سعيد كناشطة في وكالة معلومات الشباب الإندونيسية واللجنة الوطنية الإندونيسية، وشغلت منصب عضوة في مجلس تمثيل سومطرة "ديوان بيرواكيلان سومطرة" الذي يمثل منطقة غرب سومطرة بعد إعلان الاستقلال، كما تم تعيينها كعضوة في مجلس النواب في جمهورية إندونيسيا DPR RIS، وبعدها نالت منصب في المجلس الاستشاري الأعلى الإندونيسي بموجب المرسوم الرئاسي الذي أصدر في 5 تموز/يوليو عام 1959.
أصيبت بمرض سرطان الدم وتوفيت عن عمر ناهز الـ 55 عاماً، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1965 في جاكرتا، وقد تم دفنها جنوب جاكرتا في مقبرة Kalibata Heroes. 
تم تعيينها كواحدة من الأبطال الوطنيين بناءً على المرسوم الرئاسي رقم 084/1974/TK في 13 كانون الأول/ديسمبر عام 1974. وتم تسمية أحد شوارع المراسم في منطقة كونينكان جنوب جاكرتا، وفي بادانج باسمها.