قصيدة" أيا عين بكي توبة ابن حمير"

دونت القصيدة الشاعرة ليلى الأخيلية وهي من شعراء العصر الأموي، وتعد من أهم شاعرات العرب في القرن الأول الهجري

، عرفت بفصاحتها وذكائها وجمالها.
لم تمجدها سوى حرية القول في شعرها ونثرها فكانت ليلى مختلفة في عصرها وعصور غيرها، ليس فقط لما تميزت به من حسن الوجه والحضور الآسر، بل لأن لها الكثير من الحكايات والمواقف مع الصحابة والشعراء وغيرهم، حكايات صالحة للسرد والنقد أدباً ودهاءً.
حظيت ليلى الأخيلية بمكانة عالية ومرموقة بين الأمراء والخلفاء، أهتم القدماء بشعرها فجمعوا ديوانها وشرحوه وتناقلوه فيما بينهم، وقد أثنى على شعرها كثير من الشعراء البارزين منهم" الفرزدق وأبو تمام"
نظمت ليلى الأخيلية شعرها في مخلف الأغراض الشعرية المعروفة في عصرها فلها قصائد في الفخر، والمدح، والغزل والرثاء ومن أشهر قصائدها رثاؤها حبيبها توبة بعد وفاته.
ومن إحدى القصائد التي رثت فيها توبة بعد وفاته قصيدة "أيا عين بكي توبة ابن حمير".
 
تقول أبيات القصيدة:
أيا عَيْن بَكّي تَوْبةَ بن حُمَيّرِ          بسَحّ كفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مَنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ           بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ
سَمِعْن بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ          ولا يَبْعَث الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكّرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَة لَمْ يَسِرْ          بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوّر
ولَمْ يَرِدِ الماءَ السّدامَ إذا                سَنا الصُّبّح في بادِي الجَواشي مُوّ
ولَمْ يَغْلبِ الخَصمَ الضّجاجَ ويملأ     الجفانَ سديفاً يَوْمَ نَكْباءَ صّرْصَرِ
ولَمْ يَعلُ بالجُرْدِ الجيادِ يَقُودُها         بسُرّة بَيْنَ الأَشمَساتِ فأَيْصُرِ