قصيدة "العيون" للشاعرة مي زيادة

مي زيادة أديبة وكاتبة فلسطينية سورية ولدت عام 1886 وتوفيت عام 1941، وكتبت مؤلفات مختلفة باللغتين العربية والفرنسية منها كتاب "ظلمات وأشعة" الذي كان من ضمنه قصيدة العيون

.
وتميزت كتابات مي زيادة أو ماري إلياس زيادة وهذا هو اسمها الحقيقي بالتوازن والإتقان بالإضافة إلى الدعابة ولها أسلوب مميز في الإقناع وتعرض رأيها بقوة.    
كما أنها كانت تعرض أفكارها بطريقة السرد التشويقي واستخدمت أساليب انشائية مختلفة كالاستفهام الاستنكاري والتعجب وكانت تضيف حكمة في نهاية النص الأدبي، ومن خلال تنسيق المفردات كانت تصور للقارئ خيالاً جميلاً في ذهنه.
ابتعدت مي زيادة عن المحاكاة والتقليد وذلك باستحضار الوجدانيات بأسلوب غامض وألفاظ روحية، وكانت توجه نصوصها لجميع الناس بمختلف طبقاتهم.  
أول كتاب وضعته بالاسم المستعار إيزيس كوبيا هو مجموعة من الأشعار باللغة الفرنسية، وفي عام 1999 اختارت وزارة الثقافة اللبنانية مي زيادة على أنها الشخصية العام التي سيقام حولها الاحتفال السنوي في عاصمة الثقافة للعالم العربي بيروت.  
ويعد كتاب "ظلمات وأشعة" أحد المؤلفات النسوية الرائدة الذي كتبته مي زيادة في النصف الأول من القرن العشرين، وكان من ضمنه قصيدة العيون التي تصف فيه الشاعرة جمال العيون وسحر ألوانها ومعنى كل لون.
وقالت في أبيات قصيدتها:
تلك الأحداق القائمة في الوجوه كتعاويذ من حلك ولجين.
تلك المياه الجائلة بين الأشفار والأهداب كبحيرات تنطَّقن بالشواطئ وأشجار الحور.
العيون، ألا تدهشك العيون؟
العيون الرمادية بأحلامها.
والعيون الزرقاء بتنوعها.
والعيون العسلية بحلاوتها.
والعيون البنية بجاذبيتها.
والعيون القاتمة بما يتناوبها من قوة وعذوبة.