قصيدة "ألا هل لنا من بعد هذا التفرق" ولادة بنت المستكفي
عندما وصل الشعر إلى الأندلس، كان قد وصل إلى ذروة الإبداع، ولم تقتصر كتابة الشعر على فئة معينة، بل امتد ليشمل فئة الشعراء التي شكلت مساحة تحتاج إلى دراسة خاصة، وكانت ولادة بنت المستكفي إحدى هؤلاء الشعراء اللواتي تركن بصمات واضحة في خريطة الشعر العربي
.
"ولادة بنت المستكفي" أميرة ملهمة، كسرها الحب وأنصفها الشعر، ولا يزال أسمها من ألمع الأسماء رغم مرور أكثر من تسعة قرون على وفاتها.
شاعرة من بيت الخلافة الأموية في الأندلس، ولدت في قرطبة عام 994م، وتوفيت عام 1091م، لقبت بـ "فراشة الأندلس"، اشتهرت بالفصاحة والشعر، وكانت من النساء البارزات في كتابة الشعر لمنافستها للشعراء الكبار، جسدت قصائدها حقبة العصر الذهبي في الأندلس.
بعد انفصالها عن محبوبها أبن زيدون الذي أحب جاريتها، وغياب المودة بينهما، كتبت قصيدة "ألا هل لنا من بعد هذا التفرق" متمنياً اللقاء به ليعبر كل واحد منهما عما يعتريه من مشاعر إخلاص ووفاء.
تقول أبيات القصيدة:
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة
لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى الله أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ