لوحة "عازفة تونسية"

معالم شرقية وزخارف تراثية جسدها الفنان مراد شعابة في لوحته من خلال امرأة جالسة تعزف على العود.

 

عقب الثورة التونسية شهد الفن متسعاً أكبر من الحرية، فلم يعد بالإمكان حجب أي مبدع عن إيصال أفكاره إلى المجتمع، من بين هؤلاء المبدعين الفنان التشكيلي التونسي مراد شعابة، الذي ولد عام 1970 وبعد دراسة الهندسة الزراعية، أخذ دورات في تصميم الأزياء بأكاديمية الموضة Makni بتونس.

كانت بداياته كمصمم أزياء ركز على الأقمشة وتفاعلها مع جسد المرأة، حيث احتلت المرأة معظم أعماله الفنية، كان أول معرض له في قرطاج، تم بيع عدد كبير من اللوحات التي كانت المرأة هي العنصر الأساسي فيها.

التناسق في الأشكال والألوان والحركة هو الركيزة الرئيسية في لوحاته، وعلى الصعيد الآخر يأتي تركيزه على موضوع المرأة تشكيليًا، حيث تمنحه مساحة كبيرة من الحرية في تناول الموضوعات وذلك نظراً لليونتها، وثراء المادة التي تحيط بجسدها، كالأقمشة والحلى وحركة الشعر، والإطار المحيط بها، كالنقوش والزخارف.

لوحة "عازفة تونسية" هي من أجمل أعماله التي قام برسمها عام 2021، مصوراً فيها امرأة سمراء البشرة خشنة القوام، تجلس مرتديةً الثياب التقليدية التونسية عباءة ليمونية اللون وتحتها ثوب بني، وتظهر من حولها الزخارف والنقوش الشرقية الكثيرة.

تحمل بين يديها آلة العود وتداعب اوتاره بأصابع يديها المزينتين بأساور فضية لامعة، وأمامها منضدة صغيرة مزخرفة وعليها أبريق وكأسين.