لوحة "الخط الأخضر" مدام ماتيس
لوحة زيتية حادة الخطوط حارة الألوان جسد فيها الرسام هنري ماتيس بروتريه لزوجته أميلي باراير.
هنري ماتيس (1869ـ 1954) رسام فرنسي كان من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين، تفوق على أقرانه في أعماله اللافتة للانتباه باستخدام الألوان المنتظمة.
بدأ الفنان هنري ماتيس لأول مرة عام 1889 بشكل عفوي وعشوائي رسم المناظر الطبيعية الصامتة، ليبدأ بدراسة الفنون بشكل أوسع في أكاديمية جوليان الفرنسية عام 1891، تنوعت أعماله بين لوحات تصويرية ومنقوشات ومنحوتات وزجاجيات.
عرض لوحاته لأول مرة عام 1896 في صالون الشركة الوطنية للفنون الجميلة، ولمع نجمه عام 1905 بعد أن عرض أعماله مع بعض زملائه مشتركين بصالة، وأطلق اسم الوحوش على مجموعته، من ثم انشأ مركز لتعليم أسلوب الدراسة الوحشية وكان لتعليمه هذا الأسلوب أثراً واضحاً في مسار الرسم الحديث.
من أجمل ما رسم الفنان هنري ماتيس عام 1905 لوحة زيتية على القماش لزوجته أميلي نويلي باراير صورها بمشهد صامت قريب للوجه بملامح حادة وشعراً أسود، أطلق عليها اسم لوحة "الشريط الأخضر" وذلك لاستخدامه اللون الأخضر الذي قسم الوجه إلى نصفين والذي سعى من خلاله إلى اظهار الضوء والظل دون استخدام التظليل التقليدي، وإبراز ملامح الشخصية الصارمة والمستقيمة.
اللوحة تحتوي على عمق غريب في الألوان وهو ما هدف إليه الرسام لعرض شيء أكثر أهمية من مجرد صورة جميلة لزوجته مستخدماً الواناً جريئة مشبعة، ليعكس الشخصية الحقيقة للمرأة.
كل ما في اللوحة كان يحمل الكثير من الدلائل عن شخصية المرأة من الحاجبين المقوسين والعينين الجاحدتين بنظرات ثاقبة وواثقة، ولون الشعر الأسود المعبر عن الحزم والحسم.
أما الخلفية فقد احتوت على حدود أكبر قسمت المساحة إلى ثلاث مستويات من ألوان مختلفة، فاللون الأحمر من العاطفة والأرجواني الحار والأخضر الهادئ لم تكن مجموعة ألوان بل مجموعة من المشاعر التي كانت تكنها المرأة.
اللوحة موجود الآن في متحف ستاتينز للكونست في الدنمارك.