كتاب "ثمناً للشمس"
"ثمناً للشمس" يكشف تعذيب الأسرى وانتزاع الاعترافات منهم تحت التهديد، واجبار الأسيرات على العمل بالسخرة كالعبيد، بقلم الفلسطينية عائشة عودة.
عائشة عودة كاتبة ومناضلة فلسطينية، تخرجت من معهد حكومي للمعلمات في رام الله عام 1966 وعملت مدرسة رياضيات وعلوم بعد ذلك في مدرسة بنات عين يبرود الإعدادية.
بدأ نشاطها السياسي السري في الثانوية، تم اعتقالها في الأول من آذار/مارس عام 1969، على إثر مشاركتها في وضع القنابل في القدس الغربية.
تعرضت عائشة عودة للتعذيب في السجون الإسرائيلية، وفي 21 كانون الأول/ديسمبر عام 1970، صدر بحقها حكم المؤبد، لكنها لم تستسلم وحولت السجن إلى ساحة نضالية. بعد أكثر من عشر سنوات تم تحريرها حيث أفرج عن 76 مناضلاً ومناضلة مقابل جندي إسرائيلي.
روت قصتها في السجن من خلال كتابين الأول "أحلام بالحرية" نشر عام 2001 أما الثاني بعنوان "ثمنا للشمس" نشر عام 2012 سلطت فيه الضوء وبالتفاصيل المجروحة على تجربة الحركة النسوية الأسيرة في السجون الإسرائيلية وفي مرحلة البدايات القاسية حيث كان الموت والإذلال والاستبعاد يسيطر على حياة الأسيرات الفلسطينيات.
الكتاب الذي يسجل ملحمة وثائقية وتاريخية هامة في سيرة المناضلات الأسيرات اسماء وبطولات ومعاناة ومواجهات، يبدأ بلازمة هامة تعبر عن التحدي والإصرار على الحرية وكسر القيود وبعبارة تبدأ خطاها في فصول الكتاب بالقول "لا بد أن أرفض الموت" وتنتهي بأن "السجن ساحة نضال".
عرض الكتاب تواصل اضراب الأسرى عن الطعام، فالشمس لازالت حارقة، والاشتباك متواصل بين إرادة الحرية وإرادة السجان، والشمس تطل بوجه انثى تتدلى من السماء فوق القدس ايماناً وحباً وصلاة.
عائشة عودة التي استحضرت ذاكرتها بزخم وقوة، وعصرتها على مدار عشر سنوات قضتها في الاعتقال، وبشفافية وصدق وجرأة لملمت تلك الحكايات والجمرات، وانطقت صمت السجون ورفعت صوت الضحايا، واظهرت ما كان يدور هناك بين الحديد والفولاذ من حرب وعدوان على الإنسان وخصوبة الأنثى الفلسطينية.
روت كيف عذبوها وألقوا بها في العزل الانفرادي وقيدوها على سرير المستشفى، ومنذ أن حاولوا تجفيف المقاومة والحياة من أجساد الأسيرات المتألقات، كما حيت الشهيدات الأسيرات والقت التحية على الصديقات الأجنبيات اللواتي أسرن دفاعاً عن فلسطين.