كتاب صندوق الأربعين
في إصدار عنوانه التمرد، تسرد الروائية ميس العثمان حكايات ممتعة من حياتها في عملها العاشر "صندوق الأربعين".
إن العبور نحو الأربعين ليس سهلاً على إنسان يود المرور بأقل ما يمكنه من الخسائر في الروح والجسد والضمير، بهذه الكلمات بدأت الكاتبة والروائية الكويتية ميس خالد العثمان كتابها "صندوق الأربعين"، الذي تناولت من خلاله تفاصيل مهمة من حياتها منذ طفولتها وحتى وصولها لعتبة الأربعين.
ميس خالد العثمان روائية كويتية من مواليد عام 1977 تمارس الكتابة الأدبية منذ عام 2001، صدر لها خمس روايات كان آخرها رواية "ثؤلول" الصادرة عام 2015 عن دار العين، كما صدر لها من قبل كتاب في السرد الذاتي بعنوان "أفتح قوساً وأغلقه"، ومجموعة قصص قصيرة تحت عنوان "أشياؤها الصغيرة" صدرت عام 2003 و"عبث" عام 2001، كما أنها حصلت على جائزة ليلى العثمان للإبداع السردي عام 2006 عن روايتها "عرائس الصوف".
اتسمت ميس العثمان منذ طفولتها بالفضول وطرح الأسئلة الكثيرة والتفكير والتمعن، فلم تنساق كباقي أقرانها كما تريد العائلة أو المدرسة، مما جعل منها امرأة مميزة وسط عائلتها وصاحبة كلمة في النزاعات العائلة.
قدمت الكاتبة سرداً ذاتياً خاصاً لرحلتها وحياتها على مشارف الأربعين، ذلك العمر الفارق في حياة كل إنسان ومبدع، مزجت بين سيرتها الذاتية وعلاقتها بالكتابة كما عاشتها وكيف تكوّن وعيها الأدبي والثقافي والفكري.
حاولت منذ صغرها محاربة الجهل وعدم الاستسلام للموروثات المتعارف عليها، ساعيةً دوماً إلى البحث عن أجوبة لأسئلتها الخاصة حتى لو تم مواجهتها واعتبارها غريبة أو متمردة، بل كان كل ذلك يمنحها المزيد من القوة والإصرار.
شهدت ميس العثمان خلال حياتها العديد من التحولات والتغيرات والصراعات في بلدها الكويت وفي العالم كله، فرصدت وأرخت ووثقت مراحل هامة ومحورية في تاريخ العالم العربي مثل حرب العراق وإيران من ثم احتلال الكويت في طفولتها، وما حدث من طفرة في وسائل الاتصال والتكنولوجيا، حتى انتشار الإنترنت وما صحبه من تغيرات جذرية في وعي المجتمعات.
مما يجعل الكتاب ليس فقط مجرد سرد لذكريات وأحداث خاصة بصاحبتها، بل يتسع ليكون كاشفاً كصورة ومرآة لحال المجتمع الكويتي والعربي وحال المثقفين فيه في تلك الفترات.
من جهة أخرى فإن كتاب "صندوق الأربعين" الذي صدر عام 2018 ليس مجرد سرد لشخصيةٍ عادية، بل هي كاتبة وروائية صدر لها أكثر من عمل واستطاعت عبر مشوار حياتها القصير نسبياً أن تكرِّس حضورها كواحدة من أهم الأصوات النسائية الأدبية في الساحة الكويتية.