كتاب "رحلة القلم النسائي الليبي"
الكتاب عبارة عن دراسة أجرتها الكاتبة الليبية شريفة القيادي، لعقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، اللذان أسسه للأصوات النسائية الموجودة اليوم.
الكاتبة شريفة القيادي (1947 – 2014) ولدت في طرابلس، ودرست بها، ثم عقب انتهاء دراستها الجامعية وسافرت إلى أمريكا، حيث التحقت هناك بكلية (فونتبون) للراهبات، حصلت على ليسانس آداب - كلية المعلمين عام 1967، وماجستير آداب - جامعة طرابلس عام 1981.
كتبت أول خاطرة لها وهي في الصف الأول الثانوي، كتبت للإذاعة عدة برامج كان أهمها صورة المرأة في قصص الكتاب العرب، نساء رائدات، ساهمت في إثراء الصحف المحلية والعربية.
استعرضت في كتابها "رحلة القلم النسائي الليبي" الذي نشر عام 1997 قضية المرأة الأبرز في ذلك الوقت وهي الأمية، فكان مجرد افتتاح مدرسة أو تعيين فتاة معلمة في مدرسة أمراً ذا أهمية خاصة، مثل افتتاح مدرسة للبنات في مدينة بنغازي عام1921.
ومن بين النساء اللواتي كافحن من أجل مستقبلهن الدراسي حميدة العنيزي التي سافرت في بعثة دراسية إلى تركيا في أواخر عام 1911، والتحقت بمعهد المُعلمات بإسطنبول، فعادت بعدها إلى بنغازي، وكانت من المتفوقات في دراستها إلى الحد الذي اختارها المعهد للدراسة المتقدمة في فرنسا إلا أن ولدها رفض، لتصبح مدرسة ليبية في بلادها وقامت بتأسيس التعليم النسوي في ليبيا بعد الاحتلال الإيطالي.
أما فيما يخص مشاركة القلم النسائي الليبي في الصحف الموجودة آنذاك، كصحيفة طرابلس الغرب وبرقة الجديدة، فكان وجود اللمسة الأنثوية مستتراً وراء الأسماء المستعارة.
فيما شهدت فترة الخمسينات دخول المرأة الليبية ميدان الكتابة بشكل أكثر وضوحاً، حيث المقالات الاجتماعية الداعية إلى تشجيع المرأة على التعليم، ومن أبرز النساء اللواتي دخلن ميدان الكتابة والنشر عام 1955 كانت زعيمة الباروني، ليتوج هذا المجهود بمجموعة "القصص القومي" التي نشرتها عام 1958، التي كانت عبارة عن مجموعة من القصص مزجة بين التاريخ والاسطورة، أما النصف الثاني من الخمسينات فاتسم بدخول أخريات من أمثال: منوبية عكاشة، بدرية النعاس، خديجة عبد القادر، لطيفة القبائلي.
أما بالنسبة لفترة الستينات فقد شهدت تعدد المنابر الصحفية، مثل خديجة الجهمي التي دخلت المجال الإذاعي عام 1956، والتي عُدّت من المذيعات الرائدات في العمل الإذاعي، ثم تقلدت منصب رئيس تحرير مجلة المرأة عام 1965.
بينما أفادت تجربة السبعينات من المسيرة والتجربة الطويلة التي عاشتها الحركة الصحفية الأدبية، فيما دلت نوعية القضايا المطروحة على أن المرأة بدأت تعيش في مستوى جيد من الحياة الاجتماعية، فلم تعد مشروعية تعليم المرأة أو عدمه مجال بحث أو دخول الجامعة هي الموضوع الذي يناقش، بل دخول المرأة معترك العمل والزواج من امرأة أخرى، وقضية أسباب التخلف ووضع المؤسسات النسائية، وقضية الطلاق.
وفي السبعينات لوحظ تطور الأدب الصحفي ويمكن أن يعتبر عام 1977، على أنه بداية جديدة في الأدب الليبي لسببين الأول أن الأدب النسائي قد قطع صلاته مع الخاطرة الصحفية، والثاني ظهور أجيال من الأقلام النسائية تستحق أن تدرس كل منها على حدة.