كتاب "دفاع عن حقوق المرأة"

أول كتاب في تاريخ النسوية يخاطب ثقافة عصره في الفلسفة السياسية والأدب والتربية، للكاتبة والفيلسوفة البريطانية ماري ولستونكرافت.

اعتبر هذا الكتاب أول كتاب في تاريخ النسوية يخاطب ثقافة عصره في الفلسفة السياسية والأدب والتربية، فيما كان الحيز التربوي يشغل مساحة كبيرة من الكتاب ربما لأن الكاتبة كانت تعمل في مجال التربية كمربية ومعلمة وصاحبة مدرسة.

الكاتبة والفيلسوفة البريطانية ماري ولستونكرافت (1759 ـ 1797)، وهي مدافعة عن حقوق المرأة وكان الفلاسفة النسويون والنسويات يشهدون بأعمالها التي لها تأثير كبير في طريق حصول المرأة البريطانية على حقوقها أواخر القرن العشرين.

مع ظهور الحركة النسوية في مطلع القرن العشرين أصبحت دعوة الكاتبة ماري ولستونكرافت للمساواة بين الجنسين ذات أهمية كبيرة، فأتأكد أن النساء لسن أدنى مرتبة من الرجال بشكل طبيعي، ولكن السبب هو افتقارهن إلى التعليم، واقترحت أنه يجب معاملة كل من النساء والرجال على أنهم كائنات عقلانية لبناء نظام اجتماعي ناجح قائم على العقل فقط.

فكان كتابها الذي حمل عنوان "دفاع عن حقوق المرأة: مع قيود على الموضوعات السياسية والأخلاقية" ونشر عام 1792، هو أحد أقدم أعمال الفلسفة النسوية، وضحت فيه للمنظرين والتربويين والسياسيين في القرن الثامن عشر والذين لم يؤمنوا بأن المرأة يجب أن تتلقى التعليم، وضحت أهمية تلقي المرأة للتعليم الذي يتناسب مع وضعها في المجتمع كأم ومربية ومعلمة في المنزل. 

ركزت الكاتبة على أهمية حق المرأة في التعليم لمنحها فرصة للمساهمة في المجتمع، ولنفي فكرة أن المرأة غير قادرة على التفكير العقلاني وأنها أكثر عرضة للحساسية ولا تستطيع التفكير بوضوح، مؤكدةً أن المجتمع سوف يتدهور بدون النساء المتعلمات، لأن الأم هي الأساس الذي يستطيع الطفل التعلم منه كما أنها ضحية للأعراف الاجتماعية الذكورية.

وبدلاً من النظر إلى المرأة على أنها زينة للمجتمع أو ملكية يتم تداولها بالزواج، يجب النظر إليها على أنها إنسانة لها حقوق كما للرجل.

وكان لهذا الكتاب تأثيراً كبيراً على المدافعين عن حقوق المرأة بعد نشره لأول مرة عام 1792، كما ولاقى قبولاً واسعاً بشكل عام، وقد كتبت الكاتبة هذا الكتاب في مرحلة صعبة من الاضطرابات التي حصلت بين فرنسا وبريطانيا.