كتاب "النسوية للجميع" السياسات العاطفية
تناول الكتاب مراحل النضال النسوي والإسهامات والتغيرات التي نتجت بفضل الثورة النسوية في الستينات والسبعينات وما بعدها متوجهاً للنسويات أنفسهن، إذ سلط الضوء على مكامن النقص والخلل والضعف في النظرية والممارسة النسويتين.
كاتبة نسوية وناشطة اجتماعية أمريكية غلوريا جين واتكينز من مواليد عام 1952، معروفة بالاسم المستعار "بيل هوكس"، اعتنت بقضايا النساء السوداوات وعالجت في العديد من الكتب والمقالات مسألة الهوية النسوية.
ركزت على كتابة موضوعات حول تقاطع العرق والرأسمالية والمساواة بين الجنسين، نشرت أكثر من 30 كتاب والعديد من المقالات العلمية، وظهرت في أفلام وثائقية، وشاركت في المحاضرات العامة، كما انها عالجت العرقية والطبقية والمساواة بين الجنسين في التعليم والفن والتاريخ والحياة الجنسية وسائل الإعلام والنسوية، أسست معهد جرس السنانير في كلية بيريا ـ كنتاكي عام 2014.
يعتبر كتابها "النسوية للجميع" من أبرز المؤلفات التي تمهّد للفكر النسوي، وهو كتيّب يصحّ وصفه بالسهل الممتنع حيث استعملت لغة مبسّطة وأسلوباً سلساً مبتعدةً في ذلك عن اللغة الأكاديمية المُعتَّمة والمصطلحات التي يصعب فهمها على غير ذوي الاختصاص، أما ما يجعله مميزاً فهو دراية الكاتبة وتمكنها من القضايا النسوية.
النسوية هي فعلاً للجميع ولا تقتصر على جنس أو عرق، وذلك لأن النسوية هي حركة تهدف إلى إنهاء التمييز على أساس الجنس في كل ثقافات ومجتمعات العالم، وهو تعريف اقترحته الكاتبة في مقدمة الكتاب ثم كررته مراراً حتى يرسخ في ذهن القراء، جاءت المقدمة في شكل دعوة إلى الجميع للاقتراب من الفكر النسوي ومحاولة فهمه من المصدر، إذ ترى الكاتبة أن السبب الأساسي في معاداة النسوية يكمن في الخوف المبني على الجهل بهذه الحركة، فكان الفصل الأول مدخلاً لتبديد المخاوف من النسوية وتفنيد الأكاذيب التي تحوم حولها.
توجهت المؤلفة في كتابها الذي نشر عام 2022 بالدرجة الأولى إلى مَن لم يتعرّف إلى النسوية إلا خلال الأفكار والكتابات المستهلكة حولها، أي كل من عرف النسوية من خلال خطابات النظام الأبوي، فتتناول مراحل النضال النسوي والإسهامات والتغيرات التي نتجت بفضل الثورة النسوية في الستينات والسبعينات وما بعدها، فوجهت الكاتبة كتابها هذا بشكل خاص للنسويات أنفسهن، إذ سلطت الضوء على مكامن النقص والخلل والضعف في النظرية والممارسة النسويتين.
الكتاب يبحث عن لغة مشتركة بين النساء والرجال من كافة الطبقات لتجاوز النقص في النظرية والممارسة النسويتين، توقفت الكاتبة في المنتصف بين الدفاع عن النسوية ونقدها، دفاع عنها بتسليط الضوء على الإنجازات والتغيرات التي حصلت للعالم بفضل الحركات النسوية وإسهاماتها، ونقد للنسوية من حيث إنها حركة سياسية لم تتخلّص في بعض مواطنها من العنصرية والطبقية والعرقية، فالهدف الذي تتطلع إليه النسوية كما تراها بيل هوكس هو إنشاء مجتمع متطهر من الطبقية والعبودية والاستغلال والتحيز الجنسي "عالم مجرد من كل هيمنة، حيث الإناث والذكور ليسوا متشابهين أو متساوين دائماً، ولكن الرؤية التشاركية هي الروح التي تشكل تفاعل بينهم".
ومن أبرز النقاط التي اثارتها الكاتبة في هذا الشأن هي قلة وعي النسوية وإغفالها أحياناً الفروقات الطبقية داخل النسوية نفسها، فما إن تسلّمت النسوية البيضاء راية النضال حتى زاد الشرخ بينها وبين النسوية السوداء ونسوية الطبقة العاملة.