هيلين ريتشي رائدة الخطوط الجوية الأمريكية

تميزت بشغفها للطيران والذي كان سبباً أساسياً في كونها إحدى أهم الطيارين الإناث الرائدات في العالم، وأول امرأة تعيّن طيارة في الولايات المتحدة لتصبح رائدة في الخطوط الجوية الأمريكية

مركز الأخبار ـ .
انتشار فكرة الطيران... طريق هيلين إلى السماء 
فتحت الفرنسية إليزابيث ثيبيل الباب أمام مهنة جديدة للنساء كانت حكراً على الرجال عندما قادت في الرابع حزيران/يونيو 1784 منطاد الهواء الساخن لتصبح بذلك أول امرأة تدخل عالم الطيران.
كان من بين من تأثرن بها هارييت كويمبي أول امرأة أمريكية تحصل على رخصة طيران في الولايات المتحدة ومن ثم هيلين ريتشي التي لاقت دعماً كبيراً من والدها الذي شجعها على تعلّم مبادئ الطيران والحصول على رخصة قيادة، بعد تخرجها وبلوغها العشرين ومن ثم اشترى لها طائرة خاصة، حلّقت في أولى رحلة فيها نحو مدينة جونسونبورغ بولاية بنسلفانيا، لتنضم إلى فريق الاحتفالات الجوية الذي كان يقام هناك في المناسبات.
حياة هيلين العائلية 
لا يوجد الكثير من التفاصيل عن حياة هيلين قبل أن تمتهن الطيران لكن من المعروف أنها ولدت في مدينة ماكيسبورت بولاية بنسلفانيا في عام 1909، ودرست فيها وكان والدها آنذاك مشرفاً على المدارس في المدينة.
إنجازاتها في مجال الطيران
أول فوز لهيلين ريتشي كان في عام 1933 عندما اشتركت في سباق جوي مع فرانسيس مارساليس، حيث بقيت حينها في الجو لمدة عشرة أيام تقريباً مع إعادة تزويدها بالوقود أثناء تلك الأيام، وفي عام 1934 أُقيم أول سباق جوي وطني للنساء في مدينة أوهايو في الولايات المتحدة، انتهى بفوز هيلين.
حققت هيلين ريتشي العديد من الانتصارات في مجال الطيران ما أتاح لها الحصول على أول فرصة للعمل كأول امرأة تقود طائرة في الولايات المتحدة، حين طلبت شركة الخطوط الجوية المركزية وهي شركة طيران مشهورة في مدينة غرينسبورج في الولايات المتحدة منها العمل معها في عام 1934.
وكانت أول رحلة مدنية لها مع الشركة في الـ 31 كانون الأول/ديسمبر من ذات العام، باستخدام طائرة فورد ثلاثية المحرك، وكانت الرحلة من واشنطن العاصمة إلى ديترويت، وباستخدام مهاراتها تمكنت من أن تصبح جزء من الخطوط الجوية في الولايات المتحدة، كما كانت أول امرأة تؤدي اليمين في مجال الطيران، ومن أوائل مدربي الطيران الإناث.
الذهنية الذكورية تقصي هيلين 
لم يبقى المجال مفتوحاً طويلاً أمام طيران هيلين ريتشي لكونها امرأة، فقد أُجبِرت على التنحي من قمرة القيادة في شركة الطيران الجوية، وذلك من قبل النقابة القائمة على الذكور فقط، إلا إن تنحيها لم يكن نهاية المطاف بالنسبة لها.
واصلت بعد ذلك أداء العروض الجوية وسجلت العديد من الأرقام القياسية، أشهرها رقم قياسي دولي للطائرات التي تزن أقل من 200 كغ (440 رطل)، بعد أن وصلت إلى 18.448 قدماً (5.623 متراً) أثناء رحلة طيران من مطار الكونغرس إلى مطار الكهوف في فيرجينيا.
وفي عام 1936 تعاونت هيلين ريتشي مع أميليا آيرهارت في سباق جوي عبر القارات سُمّي بـ سباق "بنديكس"، حصلتا فيه على المركز الخامس متفوقين على بعض الفرق الذكورية، كما وحلقت مع أحد مساعدي النقل الجوي البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية بين عامي (1939 ـ 1945).
وفاتها
في شقتها الكائنة في مدينة نيويورك انتهت مسيرة الرائدة هيلين ريتشي بسبب جرعة زائدة من الأدوية في السابع من كانون الثاني/يناير عام 1947 وهي في التاسعة والعشرين من عمرها وما تزال في ريعان شبابها، مخلّدة اسمها كأحد أهم رائدات الخطوط الجوية في العالم.