فيلم "انفصال"

تسعى امرأة إلى الانفصال عن زوجها وعن ثقافة المجتمع، مضحيةً بذكريات الطفولة والوطن تاركةً ورائها آمالها وأحلامها وآلامها باحثةً عن مستقبل أفضل لها ولابنتها.

فيلم دراما إيراني عرض لأول مرة عام 2011، من تأليف وإخراج أصغر فرهادي وبطولة ليلى حاتمي، تدور أحداثه حول معاناة عائلة من المجتمع الإيراني.

تطلب الزوجة الطلاق لتستطيع السفر والعيش في ظروف أفضل خارج البلاد التي يعمها التشدد والتشتت، وفي المقابل يرفض الزوج طلب زوجته لتبدأ المعاناة والمشاكل بالتفاقم بينهما.

وطلبت "سيمين" الطلاق من زوجها الذي كان يعمل في أحد البنوك رافضاً السفر خارج البلاد التي بات العيش فيها صعب جداً والظروف من سيء إلى أسوء، أرادت "سيمين" تأمين مستقبل أفضل لابنتها الوحيدة خارج الصراعات التي لا نهاية لها.

وعرض الفيلم قصص عدة نساء. "سيمين" المغتربة عن ذاتها التي تحاول نسف مفاهيم التخلف، و"ترمه" التي تمر بصراع داخلي وكآبة عميقة فهي رمز لمستقبل قلق ومغلوب على أمره، والخادمة التي تجهض جنينها قبل ولادته، كلهم رموز لأجيال هي ضحايا مجتمع لا تنسجم فيه القيم بين السلطة والدين والأخلاق.

وتقع "سيمين" في حيرة ودوامة كبيرة تنتظر القرار لتتابع حياتها، فمن سيقرر المحكمة أم الدين أو زوجها، وكأن الأخلاق والقيم فشلت في أن تضبط لاوعي الأفراد، كما من الملاحظ أثناء متابعة الفيلم لا نرى أي مشاهد فرح أو سعادة وذلك نتيجة طبيعية التناقضات التي يعيشها أفراد المجتمع في هذه القصة.

وينتهي الفيلم بمشهد خالد يعبر عن المجتمع بشكل واضح، حيث الزوج يجلس بمكان عام بين الناس الذاهبين والعائدين، فهنا تتضح صورة الرجل الشرقي مفتوح الآفاق، وفي الوقت ذاته تظهر الزوجة من خلال إطار الشباك وهو رمز لحياة المرأة المحددة في ذات المجتمع.

وحصد الفيلم على 30 جائزة من مهرجانات متعددة، منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة إنكليزية في عام 2012، وجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي في نفس العام، ويعد أول فيلم إيراني يحصل على الجائزتين.

بالإضافة إلى جوائز الأداء التمثيلي في مهرجان برلين ذاته، فحصلت الممثلة ليلى حاتمي على جائزة الدب الفضي عن أدائها في الفيلم.

رابط الفيلم:

https://www.youtube.com/watch?v=FEcIVVOainU