زوجات بلا مأوى
تبدأ الأمهات المصريات بشراء مستلزمات الزواج للفتاة منذ الطفولة
نيرمين طارق
القاهرة ـ ، فلا تجد بيت مصري يخلو من المفروشات والأواني والأجهزة الكهربائية التي تنتظر موعد رحيل الفتاة إلى عش الزوجية، ولكن لا أحد يفكر في توفير جدران تأوي هؤلاء الفتيات عند وقوع الطلاق أو حدوث الخلافات الزوجية؛ التي تفرض على النساء ترك المنزل والنتيجة تكون زوجات بلا مأوى.
المنزل في مصر ملكاً للرجل والمرأة معرضة للطرد لأي سبب، هؤلاء النساء اللواتي يتبعنَّ اقتصادياً لأزواجهنَّ ولا يملكنَّ مسكناً يأويهنَّ يعانينَّ من التهميش والتعنيف بمختلف أشكاله، بدءً من اللفظي وحتى الجسدي والمادي. هؤلاء النساء هنَّ الأكثر اقتناعاً بأن على المرأة تحقيق الاستقلال الاقتصادي، حتى لا يستمر تهميشها.
الضرب والسب
تقول هند عبد العال (42 عاماً) من حي فيصل بالجيزة "منذ زواجي وتحدث خلافات بيني وبين زوجي، وعندما كان أبي على قيد الحياة كنت أذهب إليه بعد كل مشاجرة، وكان يرحب بي وببناتي وكان زوجي يأتي ليعتذر مني، ولكن بعد وفاة والدي استرد صاحب العقار الشقة لأنها إيجار قديم، وبعد شهر واحد حدث خلاف بيني وبين زوجي وتعرضت للضرب والسب لكني لم أترك المنزل؛ فلم يعد هناك مكان أستطيع الإقامة فيه لمدة يوم واحد".
"ملكيش مكان غير بيتي"
تقول هدى حسان (37 عاماً) من حي المرج بالقاهرة "بعد وفاة أمي اتفقت أنا وشقيقاتي على بيع شقة العائلة وقمنا بتقسيم المبلغ، جددتُ منزل الزوجية بنصيبي من المال، وقمت بشراء غرفة أطفال جديدة لابني، وبعد شهور من بيع الشقة حدثت مشاجرة بيني وبين زوجي، وقال لي بكل وضوح "خليكي عارفة ملكيش مكان غير بيتي، يعني لو اتطلقتي هتنامي في الشارع" فشعرت بوجع لا يقل ألماً عن طعنات السكين لإن بعد عشر سنين زواج أصبح زوجي يستغل عدم وجود بيت يأويني".
بيت أخي
تقول مريم محمود (33 عاماً) من حي عابدين بالقاهرة "انفقت المبلغ الذي ورثته على جهازي كما تفعل أغلب البنات في مصر، وقمت بشراء أحدث الأجهزة الكهربائية وملابس مستورده تكفيني لسنوات بعد الزواج، ولو عاد الزمن بي لن أفعل ذلك فأبسط حقوقي أن يكون لي مكان خاص بي، ولكن هنا في مصر تربينا على أن بيتك هو بيت زوجك، لكن زوجي يقوم بطردي خلال كل مشاجرة وأذهب للإقامة في بيت أخي الذي أخبرني أن وجودي في منزله مقبول لكن بدون ابنائي فهو ليس ملزم بتحمل أعبائهم".
التهديد بالطرد
تقول فضيلة عليّ (47 عاماً) من حي غمرة بالقاهرة "سبب استمراري مع زوجي حتى هذه اللحظة هو عدم وجود بيت يأويني، وزوجي يجبرني على خدمه شقيقه الذي لم يتزوج بعد، وعندما اعترض يهددني بالطرد من البيت. عندما ذهبت بعد إحدى المشاجرات إلى منزل شقيقتي لم يتقبل زوجها وجودي أكثر من ثلاثة أيام، وقال لي بكل وضوح الضيف له عندنا ثلاثة أيام فقط".
وتقول غادة عبد الفتاح (40 عاماً) من حي القومية بالشرقية "لن أفعل كما فعلت أمي فهي كانت تدخر مرتبها لتشتري لي المفروشات والأجهزة الكهربائية التي أصبحت بلا قيمة في هذا الوقت، وحلم حياتي أن أوفر لابنتي سكناً يحميها؛ فالرجل يغدر في أي لحظة مثل ما حدث معي، فزوجي طلقني وتزوج من امرأة أخرى، وكنت أذهب للإقامة شهر عند أخي وشهر عند عمي وشهر عند خالي حتى وجدت عمل كمشرفة وأم بديلة في دار أيتام، وتقيم ابنتي معي في هذه الدار. أدخر مرتبي واتمنى أن أستطيع شراء سكن ولو غرفة وصالة تمليك؛ لإن أسرتي كانت تعيش في منزل إيجار ولم يتركوا لي سكناً".
الخيانة الزوجية
تقول سهير محمود (48 عاماً) من حي شبرا بالقليوبية "عندما كنت اكتشف خيانة زوجي كنت أذهب إلى منزل عائلتي وبعد وفاة أمي تزوج أخي في شقتها، وعندما ذهبت إليه بعد مشاجرة مع زوجي لم تتحملني زوجته وأرادت تحويلي لخادمة في بيتها فعدت إلى زوجي لكي أكون مع أبنائي".
وتقول وفاء إبراهيم (36 عاماً) من حي المطرية بالقاهرة "مرتبي يكفيني وأستطيع الإنفاق على نفسي ولكنه لا يكفي لشراء شقة، ووالدي اشترى لأشقائي الرجال شقق وقال "البنت ليها جهاز ملهاش عندي شقة عشان الشقة على الراجل" وجهز لي جهاز تكلفته لا تقل عن ثمن الشقة، وحالياً زوجي يجبرني على وضع كل مرتبي في البيت ويقول لي بكل صراحة "لو مش عاجبك سيبي البيت وانت ملكيش بيت".