زلزال المغرب… ناجية تروي معاناتها بعد انتشالها من تحت الأنقاض

تحولت العديد من القرى في إقليم الحوز إلى ما يشبه المخيمات، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وتسبب في مقتل وإصابة الألاف من الأشخاص، وفيما لايزال المئات في عداد المفقودين.

رجاء خيرات

المغرب ـ تروي الناجية من الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب جامو بورحيم معاناتها بعد انتشالها من تحت الانقاض، وفقدانها لمنزلها

الثامن من أيلول /سبتمبر الجاري ليلة وقوع كارثة الزلزال بقرية "أسلدا" بمنطقة أسني واحدة من القرى التي فارق فيها 24 شخصاً حياتهم إثر الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، وخلف ما لا يقل عن 2946 قتيلاً و6125 جريحاً.

جامو بورحيم إحدى النساء الناجيات من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، تروي لوكالتنا اللحظات الأولى من الزلزال قائلة "كنت متجهة إلى النوم عندما سمعت صوتاً أشبه بآلة الحفر، أصبت بالذهول، لأننا لم نرى ونسمع هكذا أصوات وكوارث مدمرة في منطقتنا، بعد سماع الصوت ومعرفته أنه زلزال حاولنا الخروج من المنزل وقبل الوصول إلى الباب انهارت الجدران وجميع أجزاء المنزل على أجسادنا، وعندها فقدت الوعي ولم أعد أتذكر ماذا حصل بعدها، إلى أن وجدت أهالي القرية يخرجونني من تحت الأنقاض، شعرت بالاختناق كنت أتنفس بصعوبة بالغة وسيطر الخوف والرعب علي، أصبت ببعض الجروح في قدمي"، مضيفة بصوت مخنوق "نهضت لأرى الجثث متناثرة من حولي، لأطفال ونساء ومسنين من فئات مختلفة فارقوا الحياة إثر الزلزال المدمر".

بعد أن استعادت جامو بورحيم وعيها، طُلِب منها أن تغسل النساء المتوفيات وتحضرهن للدفن وتقول "قضيت ساعات داخل الخيمة أغسل الجثث، بينما النساء الناجيات كن تلقين نظرة على الأجساد الهالكة وتهربن"، بمساعدة امرأتين فقط من القرية نجتا من الموت، انضمتا لمساعدتها إلى مهمة شاقة وصعبة، خاصة في ظل الظروف القاسية التي مرت فيها، "المشهد كان مريباً ومرعباً ولا زلت لا أقوى على النوم إلى غاية هذه اللحظة". 

وأضافت "المنازل دمرت بالكامل ورائحة الموت كانت تنتشر في كل مكان، منذ أن خرجت من القرية لم أعد إلى هناك. أخبروني أن الروائح تنتشر في القرية بسبب تحلل الجثث تحت الأنقاض".

تعيش جامو بورحيم مع أسرتها في بستان لأحد أقربائها بمنطقة أسني، أعدوا خياماً بالقرب من البستان، فمنزلهم أصيب بتصدعات ولم يعد أحد يستطيع دخوله. يقضون النهار داخل البستان وفي الليل يقصدون الخيام للنوم.

وعن حالتها بعد الزلزال المدمر تقول "لم أعد أستطيع النوم، أغفو لساعات قليلة بعد الفجر. كلما أغمضت عيني تراءت أمامي مشاهد الجثث. فقدت العديد من أصدقائي، حياتنا انقلبت رأساً على عقب، فالعيش بعيداً عن قريتنا في خيمة صعب وقاس جداً".

وتواصل فرق الإنقاذ عمليات الإغاثة والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض، حيث تستمر عمليات البحث عن الناجين لليوم الحادي عشر على التوالي من وقوع الزلزال الذي دمر المباني وشرد الأسر.

 

 

انطلقت، أمس الاثنين 18 أيلول/سبتمبر، عملية إحصاء سكان المباني المتضررة من الزلزال في مختلف الجماعات والبلدات بإقليم الحوز، كما استأنفت الدراسة بالنسبة للطلاب والطالبات في القرى المنكوبة، بعد إنشاء خيم مجهزة للعملية التعليمية وتزويدها بكافة المعدات.

وتقوم لجان مختصة بإحصاء الأسر المعنية على مستوى جميع الجماعات التي تضررت من زلزال الحوز، وذلك في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضرراً من الزلزال.

ويهدف هذا البرنامج إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خاصة من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة.