زاوية من الإبداع والخيال وسط ركام وخراب الحرب

النزوح من عفرين والأوضاع المأساوية للأطفال شجعت ثريا أحمد على دعم هؤلاء الأطفال من خلال خلق مساحة للرسم.

روبارين بكر

الشهباء - في زاوية من زوايا الحرب الدائرة على ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين بشمال وشرق سوريا هناك إبداع، تفنن وخيال ينادي بالأمان والسلام بأيدي جيل المستقبل.

تقول ثريا أحمد (26) عاماً وهي معلمة رسم لـ 19 طالب/ة من أعمار مختلفة، أنها تمارس هوايتها في المركز الثقافي بناحية شيراوا بمقاطعة عفرين من خلال تعليم الأطفال، بعد أن أعاقت الحرب السورية استكمال دراستها في كلية الفنون الجميلة.

النزوح من عفرين والأوضاع المأساوية للأطفال شجعت ثريا أحمد على دعمهم "الأحداث التي عاشها الأطفال في الحرب على منطقتهم أثرت بشكل سلبي على حياتهم، لهذا السبب قررت الذهاب إلى المركز الثقافي في الناحية لكي أستطيع المساهمة في إخراج الأطفال من هذا الوضع".

وعن طريقة تدريبهم على الرسم قالت "أعلم الطلاب بطريقة أكاديمية مثل نظام الجامعات والمعاهد أي ينتقل الطالب إلى مرحلة جديدة كل عام، والمستويات لدينا مختلفة فبعضهم الطلاب يتعلم النحت على الخشب والبعض الآخر ما زال يتعلم التظليل والفحم".

وأضافت "بعد النجاحات التي حققها الطلاب قمنا بافتتاح معرض للوحاتهم وذلك بالتعاون مع كومين الرسم في المقاطعة"، مشيرةً إلى أن "المعرض كان ناجحاً جداً فالمشاركين/ات فيه يستحقون النجاح في المستقبل"، موضحةً أن "ناحية شيراوا تتعرض للقصف بشكل يومي لكن ذلك لم يشكل عائق أمام طموحات أطفالنا، في بعض الأحيان تتعالى أصوات القصف وتكون قريبة منا لكن تدريبنا يستمر".

وتبين أنها تترك للطلاب حرية اختيار الموضوع الذي يريدون رسمه مع أنها تفضل رسم الطبيعة واستخدام الفحم "أفضل رسم لوحات للطبيعة لأني أشعر بأنها أقرب لشخصيتي، لكن عندما أعطي الطلاب الورقة والقلم وأطلب منهم رسم ما يشاؤون، العديد منهم يرسم لوحات لنزوحهم من عفرين بالإضافة عن تراث منطقتهم وبهذه اللوحات يعبرون عن اشتياقهم لأرضهم وتعلقهم بها".   

وتتمنى ثريا أحمد أن تثمر جهودها ويصبح الأطفال الذين تعلمهم ناجحين في أي مجال يحبونه حتى وإن لم يكن الرسم "نعمل على انضمام الطلاب لمعارض تقام على مستوى شمال وشرق سوريا لأنهم يستحقون النجاح فبالرغم من عدم توفر الإمكانيات يقدم الأطفال رسومات مميزة".

وطالب المعلمة ثريا أحمد في ختام حديثها من منظمات حماية حقوق الأطفال العمل على تطبيق بنود الاتفاقيات المتعلقة بحماية حقوق الطفل أثناء النزاع " ليس لأطفالنا ذنب لكي يصبحوا ضحايا سياسيات الدول، وحرمانهم من مدارسهم لذا نطالب من جميع الدول وضع حد للاحتلال التركي بالتوقف عن هجماته على مناطقنا ليستطيع أطفالنا العيش بأمان وسلام بعيداً عن الحرب والقصف".

ومن جانبها قالت الطالبة سينم علي (15) عاماً "عندما كنت في مدينة عفرين كانت قريتنا بعيدة من مراكز الرسم، وبعد نزوحنا إلى الشهباء فتح المجال أمامي لأمارس هوايتي، من خلال الرسم استطعت أن أعبر عما أشعر به، وخاصةً عن أيامنا الجميلة التي قضيناها في قريتنا فعندما اشتاق لها أقوم برسمها". وتتمنى أن تصبح في المستقبل رسامة بارعة تعبر في لوحاتها عن تاريخها وتراثها القديم.

أما الطالبة سوزيار حمو (14) عاماً، قالت "لم أكن مهتمة بالرسم لكن بعد انضمامي إلى دورس المعلمة ثريا تشجعت وأحببته". متمنية أن تنتهي الحرب وتعود إلى عفرين.