دلوجان بوزي

كوباني- . إنهن قدوة بالنسبة لنا ويجب علينا الالتزام بنهجهن في كل مناحي الحياة".

النساء المناضلات تناضلن على الدوام ضد كل أشكال العنف والظلم والتسلط. تتطور مبادئ الحياة الحقيقية والأخلاق لدى النساء المناضلات. ويمكن الربط بين نضالهن وبين مفاهيم التضحية والمقاومة والتنظيم والتغيير الإيجابي. أي يمكن تمثيل جميع الإيجابيات في شخص النساء. ورغم الهجمات التي تستهدف قيم النساء، فإننا نرى تلك التضحية من أجل الدفاع عن وجودهن ووجود الشعب. تتمتعن بأعلى درجات الوفاء للحرية. ولذلك قامت النساء بتحدي حياة العبودية والتوجه نحو حياة الحرية. ومما لا شك فيه أن حركة حرية النساء تتضمن كل هذه المبادئ، واليوم نرى أنهن يلتزمن بهذه المبادئ ويشاركن في كل مناحي الحياة.

عدلة بكر واحدة من النساء اللواتي تحدين العقلية الاجتماعية ضمن مجتمع كوباني ورفضت حياة العبودية. تعمل عدلة ضمن نشاطات مؤتمر ستار وتخوض غمار البحث عن الديمقراطية والحرية. ناضلت ضد العائلة وتواصل حياتها لوحدها. حملت على عاتقها مهمة التنظيم، وهي الآن عضوة في إدارة المدينة، وتحدثت لنا عن حياة ونضال النساء.

 

"النساء تعشن ثورتين في آن واحد"

استهلت عدلة بكر حديثها بالتطرق إلى نضال النساء المتواصل على مدى سنوات ضد العقلية الذكورية، وقالت "إن مهمتنا الأساسية كنساء هي أن نعمل على المشاكل التي تعاني منها المرأة بشكل عام. كما نعمل على تدريب وتوعية المجتمع لتجاوز العادات والتقاليد الاجتماعية. نحن نناضل ضد العقلية السائدة لكي نكون على قدر ثقة جميع النساء. ومن أهدافنا في النضال تحقيق التغيير الإيجابي داخل المجتمع. من أجل تحقيق المساواة والعدالة. المئات من النساء ضحين بحياتهن من أجل الحرية من أمثال زيلان وبيريتان وسما، وهن أصبحن قدوة لنا. ونحن اليوم نواصل نضالنا التزاماً بنهجهن. لا زالت النساء حتى يومنا الراهن تتعرضن للظلم والاضطهاد. ولكن تمكن من تأسيس جيشهن والنضال ضد التسلط والظلم. النساء الطليعيات وضعن بصماتهن على التاريخ ونحن اليوم نستنير بدربهن. التدريبات التي نقوم بتنظيمها تتمحور جميعها حول نضال وتضحيات النساء اللواتي نعتبرهن قدوة لنا. إن النساء تعشن ثورتين في آن واحد، الأولى ثورة النضال من أجل تغيير العقلية الاجتماعية والثانية النضال ضد الدكتاتورية والفاشية".

 

"النساء تنظمن نصف المجتمع"

عدلة بكر أشارت إلى نضال النساء خلال مراحل التاريخ، وقالت "في جميع التدريبات التي ننظمها هناك دروس حول تاريخ نضال المرأة. التاريخ لا يذكر المزيد عن بطولات النساء، ولكن في التاريخ الكردي يتم الحديث عن بطولاتهن. بطليعة جيش النساء المتمثل بوحدات حماية المرأة تم تحرير جميع مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش. وهذا الامر تحقق بفضل المقاتلات والثوريات. واليوم أيضاً تشارك النساء في الجبهات، وتواجهن العدو وجهاً لوجه وتدافعن عن شرف وكرامة جميع النساء. خلال سنوات الثورة ظهرت العديد من المناضلات والمقاومات اللواتي لا زلن تواصلن النضال. وكذلك ظهرت في الفترة الأخيرة العديد من حوادث القتل والانتحار، وهذا الأمر يتم بشكل ممنهج. يجب علينا أن نساهم في حل هذه المشكلة من خلال التدريب وتنظيم النساء وتوعيتهن حول الموضوع. كما يجب علينا الاقتداء بنهج النساء المقاتلات اللواتي تقاتلن في ميادين الحرب. لأن الانتحار ليس حلاً. اليوم هناك العديد من المؤسسات النسائية التي تهتم بحل قضايا القتل والانتحار. كما يجب علينا النضال ضد الحرب الخاصة التي تستهدف المجتمع وشريحة الشباب وأن نكون يقظين حيالها. وفي الختام نقول إننا سوف نعزز نهج المقاومة والنضال من أجل تغيير العقلية الاجتماعية الرجعية".