'يجب أن تصمت وإلا فإن ثمن كل كلمة هو الموت'

قالت خديجة نزير وهي تركمانية الأصل وتعيش في مخيم الهول أن الناس لا يعرفون من أين تأتي خلايا ومرتزقة داعش، فهم يذبحون النساء ويعلقونهن أمام أعين الجميع.

سوركول شيخو

الحسكة ـ أطلقت قوى الأمن الداخلي المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول في الـ 25 آب/أغسطس، بدعم من وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية. وفي اليوم الرابع من الحملة تم اعتقال 12 شخصاً مشتبهاً بهم، اعترف 5 منهم بانتمائهم لداعش، كما تم العثور على 37 خيمة كانت تستخدمها مرتزقة داعش للتدريب وكمحكمة ومكان للتعذيب، وتمت إزالتها.

خديجة نزير (25) عاماً، أم لثلاثة أطفال، لاجئة تركمانية من مدينة تلعفر بالعراق، وتقيم في مخيم الهول منذ 6 سنوات، تحدثت لوكالتنا عن الجرائم التي ارتكبها مرتزقة داعش في المخيم.

 

"يقتلونهم ويرمونهم في القمامة أو يدفنونهم في الحفر"

قالت خديجة نزير "لجأنا إلى المخيم منذ 6 سنوات، هناك حوادث قتل وذبح وجلد. في هذا المخيم يمكن أن تشاهد كل أنواع الجرائم. كل خطأ له ثمن. الشخص الذي يتحدث سوف يعاقب بالتأكيد أو يجب أن تصمت، إذ قلت كلمة واحدة، فستكلفك حياتك. إنهم يقتلونهم ويرمون أجسادهم في القمامة أو يدفنونهم في الحفر أو يلقونهم في مجاري المياه. حتى أنهم يرمون الجثث أمام خزان المياه. وعندما نرى نحن وأطفالنا مثل هذه الأشياء فإننا نخاف للغاية. المرأة التي تتفوه بكلمة خاطئة، أينما وجدوها، سوف يعتقلونها وتنقطع المعلومات عنها، وبعد فترة يتم العثور على جثتها في الصرف الصحي أو إحدى الوديان".

 

"يرتكبون الجرائم ونحن ندفع الثمن"

وأضافت "نحن لا نعرف من أين يأتون ويهاجموننا. سابقاً أهلنا من العراق كان يزورننا. ولكن الآن توقفوا. هم يفعلون ونحن ندفع الثمن وتحترق خيمنا. في بعض الأحيان تكون هناك اشتباكات ونعيش في تلك الخيم القماشية، أي رصاصة يمكن أن تصيب أطفالنا وأن تحترق الخيمة، أيضاً إذا سمعوا أن أحدهم يدخن، فسوف يأتون ويأخذونه ومصيرهم معروف. سابقاً كان هذا المكان آمنا، كنا نبقى في الخارج ساعات طويلة. لقد تغير الوضع تماماً. قتل العديد من الأشخاص بدون أي ذنب".

 

"لا يمر يوم دون أن نفتح أعيننا على خبر مقتل أحدهم"

قالت "لقد أصبحنا ضحايا، يجب على بلدنا أن يعيدنا، الآن نحن متعبون هنا ولا أحد منا يريد أن يبقى هنا بعد الآن. جميع الأدوات المستخدمة في القتل هي أدوات حادة مثل السكاكين، كما تستخدم الحبال لخنق الرجال والنساء. عندما نخرج من خيمتنا في الصباح، نصاب بصدمة كبيرة. علينا أن نستيقظ كل صباح ونسمع أن شخصاً قد قتل، وهذا هو وضعنا. لا يمر يوم دون وقوع مثل هذه الحوادث المروعة. إنه أمر خطير للغاية".

 

"يخطفون الأطفال ويقتلونهم ويسرقون أعضائهم ويرمون جثثهم"

وأشارت خديجة نزير إلى أنهم لا يستطيعون إرسال أبنائهم إلى المدارس "هناك حالات خطف وسرقة للأطفال في المخيم، ولهذا لا يمكننا إرسالهم إلى المدارس. حدثت سرقة طفل هنا، قتل ثم سرقوا جميع أعضاء جسده وألقوا بجثته بعيداً. لا يمكنني إرسال أطفالي إلى روضة الأطفال الآن، لذا أتركهم في المنزل".

 

"النساء يحرقن أطفالهن"

ولفتت خديجة نزير إلى عمليات القتل وقالت إن معظمهم قتلوا في السوق "هناك جرائم قتل حدثت داخل الخيم، لكن أغلبها تحدث في السوق وفي المحلات. يراقبون الشخص الذي يرغبون بقتله، وفي النهاية يقتلونهم في السوق. هذا هو واقع مخيم الهول. هل هناك أسوأ من القتل والذبح؟ مهما حصل فإننا لا نخرج بعد الساعة السابعة مساءاً، ولا نستطيع الخروج من خيمنا حتى لو متنا".

 

"أريد أن أعيش"

واختتمت خديجة نزير حديثها بالقول "نريد العودة إلى بلادنا. على الأقل يجب أن نؤمن حقوق أطفالنا والواجب الذي يقع على عاتقنا، كما يجب أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة، لأن أطفالنا كبروا هنا، مما يحرمهم من العديد من الأشياء. اليوم أنا أم لثلاثة أطفال، ابني يبلغ من العمر 4 سنوات، وابنتي تبلغ من العمر 3 سنوات والآخر يبلغ من العمر سنة واحدة. لقد أمضينا حياتنا كلها في المخيم، هذه ليست حياة وليست حلاً. أنا أيضاً أريد أن أعيش كإنسانة، بلا خوف أو مساءلة على أي شيء. لا نريد أن نعيش وسط القتل والذبح كل يوم".