وطأة الحرب وغياب المعيل يفاقمان معاناة النساء ويزيدان من أعبائها
ألقت الحرب الدائرة في سوريا منذ حوالي أثني عشرة عاماً، بأعبائها على النساء أكثر من غيرهن، لأنهن أصبحن المعيلات الوحيدات لأسرهن، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والأزمة الاقتصادية.
روشيل جونيور
سوريا ـ في الوقت الذي تعاني منه نساء سوريا من ألم الفقد، العديد منهن أصبحن تعلن أسرهن رغم معاناتهن من أمراض عدة وكبر سنهن، لتزداد الأعباء الملقاة على عاتقهن خلال السعي لتأمين لقمة العيش لأطفالهن.
شهيرة غانم التي تجاوزت الثمانين من العمر، تعاني كثيراً في ظل غياب أي معيل لها، حيث تعتمد على راتب التقاعد المخصص لزوجها المتوفي، الذي لا يسد سوى جزء بسيط من حاجاتها.
تقول وهي تحاول إخفاء ملامح الحزن ولكن عبثاً "لا أحد يأتي للاطمئنان عليّ حتى وإن مضى أكثر من أسبوع على ذلك، فابني الكبير توفي منذ أكثر من خمس سنوات، لا يزوروني سوى حفيدي وهو يعاني من إعاقة ذهنية".
وبالرغم من كبر سنها وألمها إثر وجود كسر في الظهر وحاجتها إلى الأدوية للعلاج، تقوم بتأمين احتياجات منزلها بالإضافة إلى قيامها بأعمال المنزل، وفي الآونة الأخيرة بدأت تعاني من الخرف والنسيان.
وهو الحال بالنسبة وفاء غانم وهي في العقد الخامس من عمرها وتعاني من مرض في القلب وكسر في الساق فهي تستخدم العصا أثناء السير، تعتني لوحدها بابنها البالغ من العمر خمسة وعشرون عاماً الذي يعاني من شلل دماغي في الجهة اليمنى، بعدما توفي زوجها قبل خمس سنوات.
تقول إنهم يواجهون صعوبات كبيرة فهم لا يحصلون على أي مساعدات عينية، وبالرغم من تقديمها طلب لدى الجمعيات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنها ردت خائبة، ولا تستطيع تأمين الأدوية التي تحتاجها هي وابنها في ظل ارتفاع اسعارها.
أما إقبال عامر فتتولى رعاية أطفال أبنها المتوفي، والتي تقطن في منزل للإجار، تقول إنها شاركت في الآونة الأخيرة في الحراك الشعبي الذي تشهده مدينة السويداء، بشكل مستمر لتطالب بحقوقها، متسائلة "إلى أين ستنتهي بنا الأوضاع المعيشية الصعبة؟".
تقول إنه ليس لها أي مورد مالي سوى عملها في متجر لبيع منتجات الألبان لإعالة أسرتها، داعيةً النساء للتكاتف والمطالبة بحقوقهن وعلى رأسها العيش الكريم "إن ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية يُصعب علينا رعاية الأيتام، فأنا يصعب عليّ تأمين لقمة عيش أطفال ابني في ظل الأوضاع الراهنة".