وقف المرأة الحرة في سوريا يعزز دور المرأة في برمجة الحواسيب
يهدف وقف المرأة الحرة في سوريا، من خلال الدورات التدريبية المتنوعة التي يقوم بافتتاحها للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، إلى تعزيز دور المرأة وتطوير عملها في كافة المؤسسات.
يسرى الأحمد
الرقة - أكدت الإدارية في مركز وقف المرأة الحرة في سوريا فريدة العبد الله، على أن التدريبات المهنية ساهمت في تعزيز دور المرأة في المجتمع ورفع من مستوى عملها في المؤسسات، ودفعها للانخراط في كافة مجالات العمل.
في وقت يشهد فيه العالم مرحلة من النهوض بالحضارة ووسط قفزة تاريخية في عصر العولمة والتقنيات الإلكترونية والبرمجة والتي باتت تشكل جزءاً أساسياً في حياة البشرية يعتمد على البرمجة في العديد من مجالات العمل المؤسساتي والقطاعات العامة والخاصة.
ومع افتقار تلك المجالات لوجود المرأة فيها، يسعى وقف المرأة الحرة في سوريا إلى افتتاح دورات تدريبية ومهنية في مجال البرمجة الإلكترونية والحاسوب للنساء في كل من مقاطعتي الطبقة والرقة، لتعزيز دورهن في المجتمع.
ويتضمن برنامج التدريب الذي تم افتتاحه في 15 تشرين الأول/أكتوبر الفائت دروس نظرية وعملية عن أساسيات استخدام الحاسوب والتعلم على برامجه كافة من الاكسل والوورد وبوربوينت وإنشاء ملفات ومجلدات أرشفة وإعداد تقارير، وتضمن التدريب في كلا المقاطعتين نحو عشرين متدربة من المؤسسات المدنية ومستقلات ضمن المجتمع.
وحول الهدف من افتتاح الدورة في مجال برمجة الحاسوب، قالت الإدارية في مركز وقف المرأة الحرة في سوريا مكتب الرقة فريدة عبد الله "إنها خطوة جديدة في المركز وحاز على اهتمام وإقبال من قبل النساء، وبأعداد تتزايد بشكل يومي، وهذا يعتبر من الخطوات الإيجابية المهمة في واقع المرأة خاصةً أن نسبة معرفة النساء في مجال الحاسوب يشكل 2 % من اللاتي تجدن استخدام برامج الحاسوب، إضافةً إلى تعزيز مهاراتها ودفعها للاعتماد على ذاتها لتكون مؤهلة وقادرة على الانخراط في سوق العمل وتحقيق استقلالها الاقتصادي".
وأوضحت أن هناك ظروف لا تستطيع المرأة دفع التكاليف الباهظة للدروس الخاصة بتعلم برمجة الحاسوب، لذلك يساهم التدريب بتخفيف التكاليف عليها لذلك باتت تنضم للتدريبات بسلاسة".
وعن سبب اختيار الموظفات من المؤسسات المدنية قالت "استهدفنا من خلال التدريب جميع النساء المستقلات في المجتمع خاصة العاملات في المؤسسات والدوائر الرسمية، لتكن مؤهلات وقادرات على تطوير مجال عملهن والتقدم به نحو الأفضل"، مضيفةً أن المرأة أساس بناء المجتمع وهي من تقرر مصير مجتمعها، فهي من تساهم بالنهوض فالمرأة المثقفة تخلق مجتمع واعي ومثقف.
وعن خططهم المستقبلية بينت "سنعمل على استمرار افتتاح المزيد من التدريبات وتأمين معدات الحاسوب الكافية لكي تتمكن كافة النساء اللواتي تملكن رغبة في التعلم من اغتنام الفرصة والانضمام إلى التدريب، لذا يجب على المرء أن يكون لديه اطلاع ومعرفة للقضاء على الجهل والتخلف ولبناء مجتمع يسوده العلم والتطور".
ومن جانبها أوضحت العضوة في لجنة التدريب في مكتب تجمع نساء زنوبيا نور الهدى "كون مجال عملي يتطلب العمل على برامج الحاسوب، ويعتمد بشكل أساسي على استخدام الوورد وكتابة وإعداد التقارير والأرشيف الشهري، انضممت إلى الدورة التدريبية، لأتمكن من زيادة خبرتي وتعزيز مهاراتي الشخصية وتعلم واكتساب خبرات ومعلومات جديدة".
وعن البرامج التي تتلقينها خلال الدورة أضافت "خضعنا لتدريب شامل بدأ من أساسيات استخدام الحاسوب من تشغيله إلى إتقان كافة برامجه كبرنامج الوورد والإكسل وإنشاء ملفات وحفظ ونقل أرشيف البيانات وغيره".
وحول أهمية تعلم برامج الحاسوب أشارت إلى أنه "بات تعلم برامج الحاسوب شيء أساسي ومطلوب في وقتنا الراهن خاصةً لمن يريد التقدم لأي عمل فهو من الأساسيات، إذ أن جميع الأعمال والوظائف من القطاع العام كالمؤسسات والدوائر المدنية والخدمية أو الخاصة في أسواق العمل، يعتمدون على استخدام برامج الحاسوب بشكل أساسي".
ولفتت إلى أنه "من الضروري أن تنخرط المرأة في مجال التقنيات الإلكترونية التي تساهم في رفع وعيها وثقافتها، نحن في عصر التطور والتقدم، وهناك حرب خاصة تمارس على المرأة من خلال العالم الإلكتروني وأبرزه الابتزاز الذي بات مؤخراً ظاهرة تحمل العديد من التداعيات السلبية في طياتها تجاه تدمير المجتمع والمرأة".
وأكدت أن المرأة لم تكن على وعي وإدراك ومعرفة كاملة بهذا المجال فلن تكون قادرة على معرفة كيفية مواجهة هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطر حقيقي على حياتها وواقعها"، متمنية أن يتم افتتاح المزيد من الدورات لتستفيد جميع النساء في المجتمع.
وشددت على أنه "يجب على جميع النساء من كافة الأعمار حتى الأمهات أن تنخرطن في كافة المجالات التي لم تشغلنها من قبل، حتى وإن واجهت صعوبة، لكن يجب أن تعززن مهارتهن ودورهن في كافة الجوانب فداخل كل امرأة هناك إبداع وتفنن ومن الضروري أن يكون لها بصمة إيجابية في مجتمعها".
ومن جانبها قالت المُتدربة فاطمة الرجب إنه من الضروري أن تخوض المرأة تجارب مختلفة لترفع من مستوى فكرها وقدراتها وتعزز ثقافتها، مؤكدة على أن المرأة عانت لعقود من التهميش والقمع وحصرها في إطار المنزل، لذا عليها أن تنفتح نحو آفاق العلم والتطور ومواكبة التطور والحضارة والرقي، لتعزز وتكرس دورها في المجتمع ويكون لها بصمة مميزة فيه.
وعن سبب انضمامها لإتقان برامج الحاسوب أردفت "أردت بانضمامي أن أكون مؤهلة بخبرة كافية لإيجاد فرص عمل، كون الاعتماد على برامج الحاسوب والعمل به بات حاجة أساسية وضرورة ملحة، وأصبح يتقبل أغلبية الأعمال ومشاريع العمل عليه بشكل أساسي سواءً في الأسواق أو الدوائر الحكومية أو الشركات الخاصة".
ولفتت إلى أنه "نتلقى خلال التدريبات العديد من البرامج كالأكسل والوورد والبوربوينت وغيره"، مؤكدةً على أنه يجب على المرأة مواكبة التطور الحضاري فمن المهم أن تتقن مختلف برامج الحاسوب، لأن هذا سيمكنها من امتلاك خبرة واسعة وتكون مؤهلة وقادرة على الانخراط في كافة مجالات العمل سواءً في الشركات والمؤسسات خاصة في المجال التجاري والاقتصادي كونه يعتمد على نظام البرمجة والحسابات.
وأوضحت أنه "بعد تحرير مقاطعة الطبقة من سيطرة داعش، باتت النساء تلعبن أدوارهن وفق نظام الحياة التشاركية مع الرجل، لذلك نراهن اليوم رياديات وقياديات تمارسن كافة حقوقهن بالعمل والتعليم وإدارة مشاريعهن الخاصة، حيث ساهم هذا في توعية فكرهن وتحرره".
وتمنت أن يتم افتتاح المزيد من المشاريع المختلفة "على المرأة أن تمتلك خبرة واسعة في مجال الإعلام والتصوير كونه السبيل لها لتسليط الضوء على قضاياها في المجتمع وإيجاد حلول لها".