"تصورتي" حملة للتوعية بسرطان الثدي

أطلق "دنيا" المركز التخصصي لأورام النساء حملة للتوعية بسرطان الثدي بعنوان "تصورتي" ضمن الحملة العربية للتوعية

رفيف اسليم
غزة ـ ، والتي انطلقت منذ 6 سنوات، بالشراكة مع 10 دول عربية تحت رعاية عدد كبير من المؤسسات المحلية والنسوية والتجارية والتعليمية بهدف الوصول لأكبر عدد من النساء وتشجيعهن على إجراء الفحوصات الدورية التي تسهل تشخيص المرض وعلاجه منذ بدايته.
أصدر مركز "دنيا" في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، بياناً جاء فيه أن الحملة نفذت على مستوى عالمي ضمن الحملة العربية التي بدأ "دنيا" بالعمل في سياقها منذ عام 2016، بعد أن كانت محلية يقودها منذ تدشينه عام 2011.
وقالت مديرة مركز "دنيا" نفوذ مسلماني أن عنوان الحملة جاء تحت وسم "تصورتي" لما تحمله الصورة من رمزية جميلة للنساء فأرادت تثبيت تلك الصورة الذهنية للمرأة من خلال الفحص المستمر الذي يثبت سلامتها من المرض أو إصابتها في المراحل الأولى قبل أن يتفشى بالجسم، لافتةً إلى أن حوالي 2000 امرأة شاركت في الحملة من الضفة الغربية فقط، عدا عن النساء المشاركات من محافظات ودول أخرى. 
وتلفت نفوذ مسلماني أن المركز يقدم خدماته بشكل متكامل للنساء بدءاً من توعيتهن بالفحص المبكر والذاتي وحتى فحصي الماموغرام والأشعة أي الألتراساوند وصولاً للخزعة التي تعتمد على أخذ أنسجة من الثدي للتأكد من احتمالية الإصابة بشكل أدق، مشددةً أن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على نجاح العلاج خاصة عندما تكون الكتلة أصغر والمرض غير ممتد لمساحات أوسع. 
وأوضحت أن أهم النقاط التي تحاول التركيز عليها خلال الحملة مناقشة النظام الغذائي للنساء والذي قد يتسبب في إصابتهن بسرطان الثدي كالمأكولات المصنعة واللحوم المعلبة والمقليات مع محاولة استبدالها بالخضار والفاكهة وموازنة نظامهن الغذائي، مشيرةً أن تخفيف الدهون بشكل عام وممارسة الرياضة ثلاث مرات كل أسبوع لمدة نصف ساعة يساهم أيضاً في الوقاية من الإصابة بالورم. 
وقد ركزت الحملة أيضاً حسب ما أشارت إليه نفوذ مسلماني على النساء ما فوق سن الأربعين لأنهن الأكثر عرضة للإصابة والواجب عليهن إجراء فحص الماموغرام كل عام أو مدة محددة يتم الاتفاق معهن عليها، مضيفةً أن عمل المركز يهتم بتقديم الدعم النفسي للمريضات لأنه يعد من أهم مقومات الشفاء فيتم التشاور مع الطاقم الطبي للاتفاق على آلية إخبار المريضة بالإصابة وما المدة التي يجب أن تعطى لها كي تستوعب الخبر وتتمالك نفسها من جديد.
وهذا ما دربت عليه الطواقم الطبية خلال الفترة الأخيرة كي تستجيب المريضة لبرنامج العلاج، حسب حديث نفوذ مسلماني، وتتضمن خطة العلاج تعزيز ثقة المرأة بنفسها ومحاولة فهم كيف ترى ذاتها بعد عملية الاستئصال، لافتةً أن المرأة المربية وصانعة الأجيال والمقدمة للانجازات والتضحيات لا تقاس أنوثتها بهذا الجزء من جسدها تحديداً أو بالشعر الذي قد يتساقط وتلك من الأفكار الهامة التي تحاول تثبيتها خلال الحملة الحالية لدى المجتمع ككل.
وأضافت أن الحملة لا تستثني النساء دون سن أربعين عاماً فتشجعهن أيضاً على الاعتناء بصحتهن وعمل الفحوصات الذاتية والسريرية والألتراساوند في حال ملاحظة أي تغيرات تطرأ عليهن، مشيرةً أن الحملة تضمنت فعاليات رياضية كالمشي والجري والألعاب الموجهة لكل أفراد العائلة من أجل تكريس الوعي بأهمية اتباع نمط حياة صحي والذي تشكل الرياضة جانباً أساسياً فيه.
 
وتشير نفوذ مسلماني أن الحملة طالت المدارس لتثقيف الطلبة ذكور وإناث علهم يكونوا سبب في نجاة ذويهم وتثبيت فكرة أن السرطان مرض يمكن تجاوزه كأي مرض آخر إذا ما توافرت السبل اللازمة للعلاج، لافتةً أن هناك الكثير من الفعاليات التي درجت ضمن الحملة كدعم النساء لفتح مشاريع صغيرة ومساعدتهن للترويج ومشاركة تجاربهن عبر الإعلام بكل جرأة. 
وكان من ضمن الفعاليات "حافلة الكشف المتنقلة" التي جابت عدد كبير من المحافظات وخاصة الريفية منها على حد قول نفوذ مسلماني، وقد شملت إجراء الفحوصات لـ (40) امرأة بشكل مجاني، مستذكرةً أن في إحدى القرى رأت امرأة فألحت عليها كي تجري الفحص وبعد محاولات دخلت إلى غرفة الكشف المتنقلة، ليتبين أنها مصابة بأولى مراحل المرض ويتم علاجها بشكل فوري. 
تلك القصة كان من الممكن أن تتحول لحالة متأخرة يصعب علاجها أو لوفاة، فتروي نفوذ مسلماني أنها لولا مرور الحافلة أمام منزل تلك المرأة لما فكرت بالكشف بالتالي لم تصبح رحلة علاجها أسهل بكثير من تلك الحالات التي تصل متأخرة والمرض استحوذ على الجسم بشكل كامل، ناصحةً جميع النساء فوق سن الأربعين للمبادرة إلى الكشف كخطوة احترازية تحمي حياتهن وأسرهن من عواقب وخيمة قد يترتب عليها إهمالهن.
وبالرجوع للسنوات السابقة فإن حملة "تصورتي" ليست الحملة الأولى التي ينفذها مركز دنيا المتخصص بالأورام السرطانية فتقول نفوذ مسلماني أنه في السنة الماضية كان هناك حملة تدعى "ليس مجرد رقم" تهدف إلى تسليط الضوء على قصص مريضات سرطان الثدي وما عانته كل حالة من آلام وكيف تجاوزت رحلة العلاج، مبينةً أنه قد سبقتها حملة "لا تنسي الأعراض" لتذكير النساء بالتأكد من صحتهن وسلامتهن وحملة "افحصي واطمني" بالإضافة للكثير من الحملات. 
ونوهت إلى أن من أبرز إنجازات "دنيا" خلال مسيرته الطويلة تطوير كادره وأجهزة الفحص حيث تم مؤخراً شراء جهاز ماموغرام رقمي حديث وإدخال تقنية لهذا الجهاز تمكن الطاقم من أخذ عينة من الكتل الصغيرة جداً والتكلسات غير المرئية عبر جهاز الألتراساوند وإزالتها، وعلى المستوى الفلسطيني فلأول مرة أضيفت تقنية سريعة أفضل وأقل كلفة من الرنين المغناطيسي للثدي.
وتتواصل النساء مع المركز الذي يقدم خدماته للجميع بلا استثناء لإجراء الفحوصات أو لطلب الدعم النفسي الذي يعد من أولويات المؤسسة، كما تتواصل الجهات والمؤسسات مع المركز فيما قبل تشرين الأول/أكتوبر ليستفسروا عن الحملة التي ينوي تنفيذها مع بداية كل عام لشهر أكتوبر الوردي كما تطبع المؤسسات التجارية شعار الحملة على المنتجات كالمأكولات لتصل إلى جميع النساء في بيوتهن حسبما أشارت نفوذ مسلماني لوكالتنا.
واستطاع المركز خلال سنوات عمله تقديم (38860) خدمة للنساء والكشف عن (261) حالة إصابة بسرطان الثدي وتنظيم (12) حملة توعية وعقد (786) ورشة عمل ومحاضرة، فيما وصل عدد زيارات النساء للمركز (18883) امرأة.