تستمر العلاقات مع المنظمات الإنسانية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة

قالت عضو منظمة نودم، ياسمين تامر، أنه بسبب الحرب والهجمات التي تشهدها المنطقة، يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى دعم نفسي.

 سوركل شيخو

الحسكة ـ وفقاً لاحتياجات دعم ذوي الإعاقة، أنشأ مؤتمر ستار قبل عام اللجنة الاجتماعية في مدينة تل تمر في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا منظمة نودم للتأهيل والتنمية البشرية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة تل تمر.

وبحسب الإحصائية التي تم إعدادها حتى الآن في المدينة وعدد من القرى فإن هناك أكثر من 357 شخصاً من ذوي الإعاقة، وما يزال تسجيل أسماء ذوي الإعاقة مستمراً.

 

"الدعم النفسي والاجتماعي ضرورة للأشخاص ذوي الإعاقة"

قالت ياسمين تامر عضو اللجنة الاجتماعية لذوي الإعاقة أن هذه الفئة تحتاج للدعم النفسي والاجتماعي وأن لهم حقوق يجب أن يحصلوا عليها "كل شخص من ذوي الإعاقة يحتاج إلى المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي والحق في التعليم. وفي المنطقة يواجه ذوي الإعاقة العديد من المشاكل ويتم استغلالهم، مما يخلق لديهم انعدام الثقة في النفس. ويجب عدم استغلال نقاط الضعف التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص".

 

الآثار المترتبة على الحالة المهنية والمجتمعة لذوي الإعاقات الخلقية وإعاقات الحرب

وقالت ياسمين تامر إن هناك نوعين من الإعاقة "هناك إعاقة خلقية وإعاقة حرب، والإعاقة الخلقية تكون منذ الولادة، وتعتمد أسبابها على زواج الأقارب وعدم توافق الدم بين الرجل والمرأة، والأصح هو إجراء فحوصات الدم للنساء والرجال قبل الزواج لمنع زيادة نسبة الإعاقات. ومن الإعاقات الخلقية الشلل الرباعي الذي يسبب عدم القدرة الكاملة على استخدام كلا الذراعين والساقين، والشلل الدماغي، والتلاسيميا، ومتلازمة داون، والعمى. أما إعاقة الحرب فتعني فقدان يد أو ساق في الحرب والهجمات. وكل هذا يؤثر على شخصية المعاق وحياته المهنية والاجتماعية".

 

الإعاقات وكيفية علاجها

وعن الإعاقات وكيفية علاجها قالت "هناك إعاقات حركية وإعاقات حسية وكلاهما يؤثر على نمط الحياة وسلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية والتواصل في المجتمع. وأصحاب الإعاقة الحركية بحاجة إلى عكازات وكراسي متحركة وأطراف صناعية. كما تشمل الإعاقة الحسية الإعاقة السمعية والعقلية والنفسية. كما هناك حاجة إلى لغة الإشارة في حالة الأشخاص الذيم يعانون من إعاقة سمعية بسبب صوت انفجار أو شيء آخر. كما يجب أن يعتمد المكفوفون على نظام بريل وهو نظام مهم للقراءة والكتابة يستخدمه المكفوفون وضعاف البصر. ويمكنهم أيضاً استخدام النظارات والعدسات الطبية حسب مستوى الإعاقة وحاجتهم".

 

فن التواصل مع المعاقين من الكبار إلى الرضع والأطفال

وأشارت ياسمين تامر إلى أن فن التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة مهم جداً ويجب أن يمارسه الجميع "فن التواصل مع كبار السن يجب أولاً أن يكون برسم البسمة على وجوههم عندما نراهم، كما يجب عدم مناقشة المشاكل العائلية أمامهم ولا ينبغي أن يشعروا بأنهم يعانون من النقص أو الشفقة، كما يجب أن نجلس بجانب المعاقين على الكراسي المتحركة وتكون أعيننا مقابلة لأعينهم، كما ينبغي علينا أن نمسك بأيدي المعاقين المكفوفين ونعرفهم على الحاضرين، ولا نتكلم بصوت عالٍ ونشاركهم القضايا بوضوح، وفن التواصل مع الأطفال المعاقين هو على النحو التالي؛ يجب ألا نخاف منهم، ويجب ألا يشعروا بالنقص مقارنة بالأطفال الآخرين في المدارس، ويجب أن نلعب بألعابهم ونأكل من طعامهم ونشاركهم. والمهم أن يحتضنهم المجتمع. علينا أن نكتشف مهاراتهم الخفية ونعمل عليها ليكون لهم فن ومهنة".

 

"العائلة هي الداعم الأول"

وقالت ياسمين تامر أن تأثير الحرب كان أكبر على ذوي الإعاقات، وطالبت أهاليهم بمضاعفة الاهتمام بهم "خلال الحرب، يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر من غيرهم على المستوى النفسي والجسدي والاجتماعي، وتبين من خلال زياراتنا المنزلية أن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى الدعم النفسي بقدر حاجتهم إلى الدعم المالي، لذلك على الأسر تقديم الدعم النفسي لأفرادها الذين يعانون من الإعاقة وعدم انتظار المنظمات الإنسانية، حتى لا يفقدوا أطفالهم".

ولفتت إلى جهود اللجنة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة "منذ أشهر قليلة، بدأنا بجمع أسماء وأنواع الإعاقات للأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة تل تمر وقراها، بما في ذلك المهجرين والنازحين والآن أصبحت القائمة جاهزة، لكن تسجيل الأسماء في القرى مستمر ولم يتم إعداد القائمة النهائية بعد. وبناءً على القائمة التي أعددناها تواصلنا مع المنظمات الإنسانية المحلية لتقديم الدعم. أيضاً، ووفقاً لاحتياجات كل شخص من ذوي الإعاقة ينبغي تقديم المساعدة اللازمة. ونحن الآن بصدد التواصل مع المنظمات الإنسانية المحلية".

 

"رعاية المعاقين واجب إنساني"

ودعت ياسمين تامر المؤسسات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية للتوجه إلى مدينة تل تمر التي تواجه هجمات دولة الاحتلال التركي منذ أكثر من 5 سنوات ونصف، وبينت سبب ذلك بالقول "هنا يعاني الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر من غيرهم من الحرب وأصوات المدافع والانفجارات، وهم يحتاجون إلى الدعم النفسي والجسدي أكثر من غيرهم. يجب توفير الرعاية لهم دعمهم، لأن هذا واجب إنساني".