تنظيم دورات خاصة بالرجال يساهم في نشر مفهوم الحياة التشاركية
انطلاقاً من مفهوم الحياة التشاركية وحق المساواة بين الجنسين في المجتمع والنهوض به معاً نحو مستقبل مشرق ومجتمع حر واعي تسود فيه الحرية والديمقراطية
نورشان عبدي
كوباني ـ ، كان من الضروري تنظيم دورات تدريبية خاصة بالرجال يتلقون فيها الدروس من قبل النساء.
المرأة هي التي تستطيع بناء شخصية الرجل الذي تريد العيش معه وبجانبه في المجتمع ولذلك يجب عليها تمكين ذاتها من كافة جوانب الحياة وتطوير فكرها لكي تستطيع التأثير على الرجل بفكرها الحر لكي يصلوا لحياة ندية وتشاركية في المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن أجل ذلك كان من الضروري تدريب الرجال من الناحية الفكرية من قبل امرأة لكي تعرفه على حقيقتها ونضالها على مر التاريخ.
وفي إطار التدريبات التي نظمت من قبل لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار تحدثت لوكالتنا عضوة لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ديروك مسكو، قائلةً "في البداية نبارك يوم الثامن من آذار على كافة النساء اللواتي يناضلن من أجل الحرية، تعتبر أكاديمية الشهيدة شيلان أكاديمية خاصة بتدريب النساء ولكن من ضمن الدورات والتدريبات الخاصة بالمرأة توجد دورات تدريبية خاصة بالرجال أيضاً وجاء ذلك بناءً على طلب من النساء اللواتي حضرن دورات سابقة في الأكاديمية وبافتتاح دورات تدريبية خاصة بالرجل".
وأضافت "بالطبع تدريب النساء فقط وترك الرجال دون خضوعهم للتدريبات سيسبب نقصاً من الناحية الفكرية في المجتمع، وهو الذي سيؤثر سلباً على الجنسين معاً، ولن نستطيع تقييم مستوى مجتمعنا من الناحية الفكرية والثقافية من طرف دون الأخذ بعين الاعتبار الطرف الآخر، من أجل ذلك كان من الضروري خضوع الرجال وخاصة العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية لتدريبات فكرية من أجل معرفة حقيقتهم وحقيقة المجتمع والمرأة".
ولفتت ديروك مسكو خلال حديثها إلى أن "تغيير الذهنية الذكورية بات من الضروري في المجتمع وجميع محافل الحياة التي يعمل فيها الجنسين معاً تحت سقف الرئاسة المشتركة وبات من الضروري أيضاً المقاومة والنضال لكسر القالب الذي فرضته الذهنية الذكورية وذهنية الرجل على المرأة والمجتمع، وهذا كان من أحد الأسباب التي دفعتنا لافتتاح دورتين تدريبيتين فكريتين في أكاديمية الشهيدة شيلان".
وحول النتائج التي لمسوها من انضمام الرجال للدورات الفكرية التي تولت النساء إعطائها، تقول "كان لهذه الدورات تأثير ملحوظ، عندما نرى الرجال قبل خضوعهم للتدريب وبعدها، نلاحظ الفرق الذي يطرأ على تكفيرهم ورؤيتهم للمجتمع والمرأة، قبل انضمامهم للدورة يتحدثون بلغة الذهنية الإبوية لماذا يجب خضوعنا للتدريب ونحن الرجال ومن هذا المنطلق ولكن بعد تخرجهم من الدورات نرى تغيراً كبيراً في شخصية كل واحد منهم".
وعن طبيعة الدروس التي يتلقاها الرجال خلال التدريبات أوضحت ديروك مسكو "يتعرف الرجال خلال التدريب على حقيقة المرأة والصور التي تتعلق بالمرأة الإلهة والثورية والمفكرة وحقيقة المرأة الخلوقة التي كان لها 104 اكتشافاً وقوانين خاصة بها عبر التاريخ وبعد تعرفهم على جميع تلك الانجازات، يفكرون بالعديد من النقاط وهي لماذا ظهرت السلطوية والرأسمالية والعنف ولماذا تم ممارستها على الشعوب والمرأة، كما يتم إعطاء دروس حول تاريخ المرأة والحياة ندية والتشاركية وحقيقة المرأة ضمن المجال العسكري، كل تلك الدروس تحدث تغييراً كبيراً في فكر كل رجل انضم لهذه الدورات التدريبية".
وأشارت إلى أنه هناك فرق كبير بين الرجال اللذين يخضعون للدورات الفكرية وغيرهم من الرجال اللذين لم يخضعوا لها بعد من حيث طريقة التفكير النمطية بالمرأة وأدوارها "بعد تخرج الرجال من الدورات الفكرية عندما يتم النقاش معهم نرى بأنهم قاموا بتطوير فكرهم بصدد العديد من الركائز الأساسية المتعلقة بالمرأة في المجتمع، أما الرجال الذين لم يخضعوا للتدريبات يرفضون وقوف المرأة إلى جانبهم وإدارة المجتمع ولم يستطيعوا تقبلها في أيٍ من محافل الحياة وحتى في المنزل أيضاً، لذلك للتدريبات الفكرية الخاصة بالرجال تأثير إيجابي كبير ومباشر على شخصية الرجل وفكره وتعامله مع المرأة في المجتمع، بالطبع لا يمكننا التوقف عند هذا بل على المرأة أيضاً تطوير ذاتها وفكرها لكي تستطيع تدريب الرجل الذي تعيش معه وتغير من طريقة فكره النمطية".
وعن مخطط فعالياتهم لليوم العالمي للمرأة أوضحت "بمناسبة اقتراب يوم الثامن من آذار يتم العمل على بدأ افتتاح دورة تدريبة ثالثة خاصة بالرجال في أكاديمية الشهيدة شيلان بهدف تغيير الذهنية التي تسيطر على المجتمع في الوقت الحالي، فللذهنية الذكورية والحرب الخاصة تأثير سلبي ملحوظ على المجتمع ولتجاوز تلك النقاط يجب تدريب الرجال بذهنية المرأة وفكرها، وهذا سيخلق مساواة بين الجنسين من كافة الجوانب الفكرية والاجتماعية وغيرها".
وقالت عضو لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا ديروك مسكو في ختام حديثها "في ظل الظروف التي تمر بها كافة المجتمعات في الشرق الأوسط وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا يعيش كلا الجنسين بضياع بسبب الذهنية السلطوية والرأسمالية التي تفرض على الشعوب منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، لذا يجب على كل امرأة متعمقة بحقيقتها الاستمرار بالنضال والمقاومة وأن تتدفق بعشقها للتدريب بهدف معرفة ذاتها أكثر وكسر القالب المفروض عليها وعلى المجتمع بشكل عام".