تخطت مقاومة أمينة شنياشار 300 يوم وأربعة فصول
دأبت أمينة شنياشار التي قُتل أبناها وزوجها أمام عينيها، على الصراخ من أجل "العدالة" أمام محكمة أورفة منذ أكثر من300 يوم، على الرغم من رياح وأمطار الشتاء والشمس الصيف الحارقة في أورفة ونظرات الناس المارة
الوقفة الاحتجاجية التي بدأتها أمينة شنياشار من أجل أثنين من أبنائها وزوجها الذي قتل من قبل السلطات التركية، قد تجاوز 300 يوماً، قوبلت كل صرخة من أجل العدالة من قبل أمينة شنياشار التي تسعى لتحقيق العدالة منذ عام أمام محكمة أورفة، بالقمع والقسوة. تعرضت أمينة شنياشار للضرب والاعتقال ونُقلت إلى المستشفى وتم استجوابها 12 مرة خلال العام.
مدينة مامد أوغلو
أورفة - دأبت أمينة شنياشار التي قُتل أبناها وزوجها أمام عينيها، على الصراخ من أجل "العدالة" أمام محكمة أورفة منذ أكثر من300 يوم، على الرغم من رياح وأمطار الشتاء والشمس الصيف الحارقة في أورفة ونظرات الناس المارة، ألا أنها الساعية لتحقيق العدالة، وهي جالسة على الأرضية الاسمنتية أو في أروقة المحكمة، أو في مراكز الشرطة حيث تم احتجازها تصرخ أين هي "العدالة" تكافح أمينة شنياشار التي تناضل من أجل العدالة. تخرج كل صباح من منزلها في برسوس باحثةً عن العدلة وتجلس على الأرضية الاسمنتية أمام باب المحكمة؟ وتسأل السلطات التركية عن "العدالة"
قصتها ليست مجرد قصة امرأة جالسة على أرضية المحكمة الاسمنتية!
قصة أمينة شنياشار، هي قصة كل من يطالب بالعدالة. في 14 حزيران عام 2018، هاجم النائب عن حزب العدالة والتنمية إبراهيم خليل يلدز متجر عائلة شنياشار بالسلاح أثناء زيارته لتجار في برسوس مع أقاربه ومرافقيه. خلال الهجوم أصيب من عائلة شنياشار جلال شنياشار الذي يبلغ من (41) عاماً وهو أب لثلاثة أطفال، وعادل شنياشار(36) عاماً بجروح خطيرة، كما أصيب محمد وفاضل وفريد شنياشار في أماكن مختلفة من أجسادهم. أمينة شنياشار، التي هرعت إلى مستشفى برسوس الحكومي عندما سمعت بالحادث، فقدت زوجها حاج إسفت شنياشار وابنيها الذين قتلوا ظلماً.
تذهب النساء دائماً لزيارتها وتقديم الدعم لها
تم القبض على فاضل شنياشار أحد ابناء أمينة شنياشار التي فقدت 2 من أبنائها الأربعة في المجزرة، وسجن بعد الحادث. وحكم على فاضل شنياشار بالسجن 37 عاماً و6 أشهر على خلفية هذه القضية. بدأت أمينة شنياشار التي فقدت إيمانها بالعدالة بعد المجزرة، وقفة احتجاجية أمام المحكمة لمحاكمة القاتل إبراهيم خليل يلدز وأقاربه. استمرت في الوقفة الاحتجاجية التي بدأتها في التاسع من شهر أذار عام 2018، دعمت معظم النساء الأم أمينة شنياشار التي تخرج كل يوم من منزلها في برسوس وتتوجه إلى محكمة أروفة وتطالب بالعدالة.
استمرت زيارات الدعم لأمينة شنياشار من جميع أنحاء تركيا. أخبرت أمينة شنياشار التي زارها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجد أوغلو، والرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي HDP بروين بولدان، والمئات من STK ومن منظمات حقوق الإنسان، أن مطلبها الوحيد هو العدالة.
ستضحك عندما تتحقق العدالة
اعتقلت أمينة شنياشار التي أوقفتها الشرطة كل يوم تقريباً، خلال الأسبوع الأول من الوقفة الاحتجاجية وتعرضت للضرب، ستة مرات لأسباب مختلفة. ومرضت عدة مرات بسبب تدخل الشرطة ونُقلت إلى المستشفى. قامت أمينة شنياشار التي لم تتراجع عن كفاحها ليوم واحد على الرغم من مصاعب الحياة، بوقفة احتجاجية من أجل العدالة لم نشهدها لها مثيل من قبل في العالم. يُطلق على أمينة شنياشار التي تأتي إلى المحكمة كل يوم على الرغم من مشاكلها الصحية اسم "امرأة نسيت الضحك". نحن نعلم أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجعلها سعيدة هو تحقيق العدالة.
تم التحقيق مع أمينة شنياشار 12مرة
استجاب المدعون العامون الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي في هذه القضية لمطلب أمينة شنياشار بتحقيق العدالة بالاعتقال والاستجواب. حيث تم استجواب أمينة شنياشار 12 مرة خلال الوقفة الاحتجاجية، وأدلت أمينة شنياشار بشهادتها عدة مرات خلال هذا التحقيق وباستثناء النيابة، سمعت تركيا كلها صرخة أمينة شنياشار التي كانت تذهب دائماً للشهادة وهي تقول "لا تعاقبوني، بل عاقبوا القتلة".
"كل ما يفعلونه هو القمع"
تحدثت أمينة شنياشار عن الوقفة الاحتجاجية لتحقيق العدالة، على الرغم من القمع والظلم الذي تتعرض له، إلا أنها لن تتراجع عن الدعوة.
وتحدثت أمينة شنياشار أيضاً عن تجربتها مسبقة وقالت" قاموا باحتجازنا في المخفر، تعرضت أنا وابني للضرب، مارسوا علينا كل أنواع القمع والقسوة، هؤلاء لا توجد في قلوبهم رحمة. الآن يقومون باستدعائي ويقولون "تعالي إلى المحكمة". لماذا يجب أن أحضر إلى المحكمة؟ لقد قتلوا أطفالي. قتلوا ثلاثة أشخاص من أفراد اسرتي ودفنوهم تحت التراب، نحن نجلس هنا منذ عام. إنهم يقمعوننا ويعذبوننا فقط. حبذا لو يتعرض من فعلوا هذا بنا لنفس القمع".
"لا أستطيع البقاء في المنزل"
تحدثت أمينة شنياشار عن الالآم الذي تعيشه منذ عام 2018 بقولها: "لقد تشتتت عائلتي، لم يتركوا أحداً" وبينت إنها تأتي إلى مكان الوقفة الاحتجاجية دون أن تأبه بمشاكلها الصحية. تطالب أمينة شنياشار بإبراز سجلات المستشفى التي أخفتها النيابة، وتابعت قائلةً "تم إطلاق النار عليهم في اماكن عملهم، وقاموا بإخفاء السجلات، قتلوا الناس في المستشفى، وفقدت إحدى الممرضات عقلها، واستقال طبيبان، في المساء قاموا بطلاء المستشفى وإزالة السجلات، هل هذه عدالة؟ المال هو شرفهم ودينهم وإيمانهم، جعلوا من النساء وبناتهن حارسات، ويطلبون منهم التناوب على الحراسة، لقد باعوا شرفهم مقابل المال، لا أستطيع الجلوس في المنزلي دمرت عائلتي، ولم يتركوا لي عائلة"
"يختبأ المدعون في المراحيض"
تقول أمينة شنياشار إنهم لم يروا شيئاً من العدالة في أي الأماكن التي ذهبوا إليها، وأضافت: "ذهبنا إلى أنقرة واسطنبول، ذهبنا إلى كل مكان من أجل العدالة ولكن قيل لنا "اذهبوا لا توجد عدالة، لا يوجد سوى الظلم". كما لو أنهم خُلقوا فقط من أجل الظلم، فقط يضطهدون الشعب، وعندما نذهب إلى النيابة، فيدخل المدعي العام إلى المرحاض ويختبئ، إذا لم يختبأ سيتوجب عليه توضيح الحقائق. ما الذي تخفونه؟ ألا تخافون من الله؟ وضعوا الجميع في السجن. دع العدالة تتحقق ليس من أجلي فقط، بل من أجل الجميع. أطلقوا سراح كل السجناء لكي لا تبكي الأمهات، أطلقوا سراح أبناهم ، دعوا هذا الظلم ينتهي".
"ماذا يفعل رجل المسن ومريض في السجن؟"
وفي نهاية حديثها لفتت أمينة شنياشار الانتباه إلى انتهاكات الدولة تركية للحقوق الإنسان في السجون، ووضع السجناء المرضى وقالت: "تم نقل رجل مسن كان مريضاً يديه مقيدتان إلى المستشفى، من قبل رجال الشرطة، أليست هذه قسوة؟ هل مكان هذا الرجل العجوز هو السجن؟ وليس نحن الذي يتعرض لهذا الظلم فقط أنما يفعلون هذا مع الجميع. لا توجد عدالة، لا يوجد سوى الظلم والقهر".
https://www.youtube.com/watch?v=h9PonC7HOtI