'ثوب مريم العذراء رمز السلام '
بينت أديبة داوود إن شهر أيار/مايو يُعرف بشهر مريم العذراء وله مكانة روحية، فالنساء يرتدين ثوب مريم العذراء في هذا الشهر ويظهرن ولائهن ووفائهن لها وأيضاً يدعين لتحقيق أمنياتهن.
سوركل شيخو
الحسكة ـ
يُعرف شهر أيار/مايو بشهر مريم العذراء، وله مكانة روحية هامة لدى المسيحيين. في هذا الشهر ترتدي النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن والفتيات غير المتزوجات ملابس مريم العذراء، تتكون ملابس مريم العذراء من فستان طويل ذو لون أزرق سماوي وشال أبيض وحزام أبيض طويل. في البداية تم الإعلان عن الطقوس في هذا الشهر من قبل الطوباوي هنري. كما كان الكاهن لويس ريشولي أول شخص دعا لأداء هذه الطقوس والاحتفال بشهر مريم العذراء في إيطاليا عام 1784. ثم انتشرت بعدها إلى جميع دول أوروبا وأمريكا وجميع أنحاء العالم.
ولمعرفة المزيد عن أهمية هذه الملابس والطقوس قمنا بزيارة منزل الأم الآشورية أديبة داوود وشرحت لنا هذا الموضوع بالتفصيل.
"ثوب مريم العذراء رمز السلام"
عن كيفية وسبب ارتداء ملابس مريم العذراء قالت أديبة داوود "يُعرف شهر أيار بشهر مريم العذراء. في هذا الوقت من السنة ومن أجل ألا يهطل البرد ولا تتضرر حقول القمح والشعير، نرتدي تلك الملابس ونصلي وندعي ونطلب من الله ومريم العذراء أن يحفظا ويحميا هذه الحقول، يوجد شهرين فقط في السنة يمكننا ارتداء هذا الملابس فيها، هما شهري أيار وآب. في الماضي لم يكن هناك أطباء، فكانت النساء اللواتي يصاب أطفالهن بالمرض ترتدين ملابس مريم العذراء ويصلين من أجل شفاء أولادهن، وكانوا يشفون بالفعل، وذلك بسبب صدقهن وإخلاصهن وإيمانهن. في الوقت نفسه كانت النساء اللواتي لا ينجبن الأطفال أيضاً يلبسون هذه الملابس ويطلبون من مريم العذراء أن ترحمهن وترزقهم طفلاً. ثوب مريم العذراء رمز للسلام".
أي النساء يمكنهن ارتداء ملابس مريم العذراء؟
وأوضحت أديبة داوود من خلال حديثها من يمكنه ارتداء هذه الملابس "لا يمكن للجميع ارتداء ملابس مريم العذراء، فقط الفتيات التي لا تتجاوز أعمارهن 18 عاماً والنساء اللواتي فقدن أزواجهن يمكنهن ارتداء هذه الملابس. لا يجوز للنساء المتزوجات اللواتي مازال أزواجهن على قيد الحياة ولديهن أطفال أن يرتدين هذه الملابس. هذا هو أحد الشروط التي يجب توفرها في من ترتدي هذه الملابس. يمكن للجدات ارتدائها، عدا ذلك لا يمكن لأحد ارتدائها".
"عقدة الرغبات والأماني"
تحدثت أديبة داوود عن ربط الحزام من قبل النساء والأطفال وكبار السن "عندما نلبس الحزام الأبيض فوق الثوب الأزرق، يستطيع أياً كان وفي أي عمر كان أن يعقد عقدة في الحزام. وفي لحظات عقد تلك العقدة يصلون ويتوجهون لمريم بالدعاء. بعدها تستجيب مريم لهم وتحقق رغباتهم وأمنياتهم. لا يهم إن كان ذلك في المنزل أو في الشارع، المهم هو صدقهم وتقواهم".
"يمكن للعرب والكرد أيضاً ارتداءه لكن بشرط"
وبينت أديبة داوود أنه ليس فقط النساء الآشوريات والأرمن والكلدان يرتدين هذه الملابس، ولكن العرب والكرد أيضاً يرتدونها، "ليس فقط الآشوريين بل كل المسيحيين يستطيعون ارتداء ملابس مريم. لا يوجد فرق فالكرد والعرب أيضاً يمكنهم ارتدائها ولكن يجب أن يؤمنوا بمريم أولاً. فمريم العذراء تحقق رغباتهم وأمانيهم دون تمييز بين الأمم. ولكن يجب على من يصلي ويتوجه بالدعاء ألا يخبر أحد، فإذا ما أخبر أحد لن يُقبل دعاؤه ولن تتحقق رغباته".
"يجب على من تلبس الثوب أن تتبع كل الطرق والطقوس"
وقالت أديبة داوود إنه يجب على من ترتدي الملابس أن تتبع كل الطقوس "على من ترتدي ثوب مريم أن تصوم كل يوم سبت، وألا تأكل إلا الطعام المطبوخ بالزيت، ولا يجوز أن تأكل اللحم واللبن والجبن. يجب أن تكون نواياها وقلبها نقياً حتى تتمكن من ارتداء ملابس مريم، أيضاً يجب ألا تجرح أحد أو تكسر قلبه. وفي نفس الوقت يجب ألا تكذب أو تسرق أو تفعل أشياء سيئة، وألا ترد فقيراً أو سائلاً خائباً من أمام باب المنزل".
"منذ التسعينيات ترتدي هذه الملابس"
وفيما يتعلق بسبب ارتدائها لهذه الملابس اختتمت أديبة داوود حديثها قائلة "أنا أرتدي هذه الملابس منذ التسعينيات، لأن كل طفل كنت أرزق به كان يفقد حياته. وبعد أن ارتديت هذه الملابس رزقني الله بولدين وقد كبرا الآن. نقوم بتفصيل الفستان أولاً ثم نخيطه ونأخذه إلى الكنيسة ليبقى هناك ليلة كاملة ليصلي عليه القس ويباركه، ثم نحضره ونلبسه. يمكن ارتداءه من أسبوع إلى 15 يوماً وحتى شهر أيضاً. أنا أدعو وأتمنى الحب والسلام والصحة للجميع".