تحرش وعنف وتمييز... واقع النساء والفتيات ذوات البشرة السمراء
تعيش الفتيات والنساء ذوات البشرة السمراء في اليمن واقعاً صعباً يتضمن العديد من التحديات والمشاكل التي تؤثر على حياتهن.
هالة الحاشدي
اليمن ـ تواجه النساء والفتيات في اليمن العديد من المشاكل أبرزها التحرش الجنسي الذي يواجهن في حياتهن اليومية في الأماكن العامة مثل الشوارع والأسواق، وأيضاً في المنازل والمدارس والمكاتب هذا الأمر يعرضهن للخطر الجسدي والنفسي ويحرمهن من حقوقهن في الحرية والسلامة.
تعاني المرأة السمراء في اليمن من مشاكل اجتماعية وقضايا تعرضها للتمييز والتهميش في المجتمع، رغم أن المرأة اليمنية بشكل عام تواجه تحديات كبيرة، إلا أن المرأة السمراء تعاني من نوع خاص من التمييز بسبب لون بشرتها.
بالإضافة إلى التحرش الجنسي، تواجه الفتيات والنساء ذوات البشرة السمراء في اليمن العنف الأسري، فهن تتعرضن للضرب والإيذاء داخل منازلهن من قبل أفراد عائلاتهن فهذا العنف يخلق بيئة غير آمنة لهن، ويتسبب في أذى جسدي ونفسي، وتواجه النساء والفتيات التمييز الجنسي والعرقي في حياتهن اليومية، من حقهن في الزواج المبكر إلى حقهن في الحصول على التعليم.
ولا يقتصر التحدي على الفتيات والنساء فقط، بل يشمل أيضاً الأطفال ذوي البشرة السمراء، فهم يتعرضون للاعتداء والمضايقات ويُستغلون في العمل القاسي، ما يسلبهم من طفولتهم ويحرمهم من فرصة الاستمتاع بحقوقهم الأساسية كأطفال، وتؤثر تلك التجارب السلبية على صحتهم النفسية والجسدية، وتحول دون فرصتهم في الحصول على تعليم جيد وتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
وقالت نعمة الناشري التي تنتمي إلى الفئة السمراء "أننا كفتيات من الفئة السمراء نتعرض للاعتداءات، والتحرشات، والمضايقات في المدارس والشوارع، بالإضافة إلى ذلك نتعرض للكلام المهين الذي يقلل من مكانتنا بسبب لون بشرتنا، وحتى عند تقديم شكاوى وبلاغات للأجهزة الأمنية، فإنها لا تقوم بالتحقيق أو اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه الفتيات والنساء من الفئة السمراء، بل يتم ابتزازهن وتجاهل معاناتهن، ولا تحصلن على حقوقهن المشروعة".
وأوضحت أن هناك العديد من الحالات التي يتعرض فيها الأشخاص من الفئة السمراء للاعتداءات من قبل أقاربهم وغيرهم، مع ذلك لا يتم القبض على المجرمين في كثير من الأحيان، وحتى إذا تم القبض عليهم يقوم أفراد العائلة بالتنازل عن القضية خوفاً من الفضائح.
من جانبها تقول غدير العدني أن النساء والفتيات السمر في اليمن تعانين من عدة أشكال من التمييز والاضطهاد، بما في ذلك التحرش الجنسي والنظرة الدونية في المجتمع والثقافة، بالإضافة إلى ذلك تواجهن تحديات في الوصول إلى فرص عمل، وتتلقين رواتب أقل من النساء ذوات البشرة الفاتحة في القطاعين الحكومي والخاص، على الرغم من جهودهن الكبيرة في مجال النظافة، إلا أنهن تعانين من تمييز مهني وتشغيلي.
وأشارت إلى أن النساء والفتيات من الفئة السمراء تفقدن الدعم في حالة تعرضهن للعنف أو الاعتداء الجنسي، وأن التوعية وتوفير الخدمات السرية التي تساند هذه النساء تشكل جزءاً من الحل، مشددةً على ضرورة بذل الجهود لتعليم النساء حقوقهن وتوفير مراكز قريبة من مساكنهن، وذلك قد يكون قابلاً للتنفيذ من أجل تشجيعهن من التعليم وتوعيتهن بحقوقهن كخطوة أولى لتمكينهن، كما يتطلب الأمر وضع قوانين قانونية تكافح التمييز ضد المرأة وتعزز حقوقها.