تدريبات عسكرية على حمل السلاح... سودانيات على خط النار
عدد من الولايات السودانية قامت بإنشاء معسكرات للنساء والفتيات لتدريبهن على الفنون القتالية المختلفة وكانت البداية من ولاية نهر النيل شمال البلاد بعد 4 أشهر من بدء المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
آية إبراهيم
السودان ـ تواجه المرأة السودانية ظروفاً معقدة في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شتى المناحي أبرزها انعدام الأمن وتعرضهن لعمليات عنف واختطاف واغتصاب قادتهن إلى الاستجابة للدخول في معسكرات تدريب مخصصة لهن للتدريب على استخدام الأسلحة؛ للدفاع عن أنفسهن ومواجهة التعديات التي تحدث اتجاههن.
لم يضع السودانيين في حسبانهم يوماً من الأيام أن يجد زوجته أو ابنته أو أخته وهي تقف أمامه لطلب الموافقة على الانضمام لمعسكرات التدريب العسكرية النسائية الخاصة بتدريبهن على الفنون القتالية وحمل السلاح من أجل الدفاع عن أنفسهن، لتبدأ بذلك حقبة جديدة بالمجتمع السوداني الذي لازال يتمسك بعدم خروج المرأة من المنزل فكيف يقبل بأن تخوض تجربة حمل السلاح التي تقتصر على الرجال فقط؟ لكن ظروف البلاد أجبرتهم على التخلي عن عادات وتقاليد من الصعب تجاوزها حتى وقتٍ قريب.
حيث تتلقى الفتيات والنساء في معسكرات التدريب العسكري دورات تدريبية، عن طريقة وآلية استخدام البنادق المصنفة ضمن الأسلحة الخفيفة.
وتقول د. سامية الطيب عبد الكريم وهي طبيبة أسنان وسكرتيرة مبادرة نساء السودان وهي أول جهة قامت بإنشاء معسكر تدريب عسكري للنساء، ومن ضمن اختصاصاتها تدريبهم على فنون القتال بالمعسكرات "المبادرة نشأت مع بداية الحرب وتضم عدد من نساء السودان وتهدف إلى دعم القوات المسلحة عن طريق التدريب العسكري للنساء".
وأوضحت "كنت أعمل في العاصمة الخرطوم وبسبب ظروف الحرب لجأت للتدريب العسكري"، مبينةً أن "النساء من أكثر الفئات التي تأثرت بالحرب فقد انتهكت حقوقهن وفقدن بيوتهن ووظائفهن، وفقدن الأمن والاستقرار، والتي كانت من أبرز الأسباب التي دعتهن لحمل السلاح".
"أخوات نسيبه" اسم أول كتيبة نسائية في السودان تم تشكيلها في العام 1990 من قبل الحزب الإسلامي الحاكم السابق بقيادة عمر البشير، عادت إلى الأذهان مجدداً بعد انخراط النساء في معسكرات التدريب، واقتصرت مهام الكتيبة حينها على دعم الجيش خلال الحرب الأهلية ضد جنوب السودان، والتي انتهت بتمزيق البلاد إلى قسمين.
وتم استخدام الاسم ذاته خلال الحرب الدائرة حالياً عند افتتاح أول معسكر تدريبي للنساء والفتيات بولاية نهر النيل شمال البلاد في آب الماضي.
آلاء صالح طاهر تدرس في كلية العلوم الإدارية بالجامعة الأهلية، تبلغ من العمر 22 عاماً قررت الدخول إلى معسكرات تدريب الفتيات بعد 4 أشهر من بدء المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تقول إنها انضمت إلى معسكرات التدريب النسائية في آب، مشيرة إلى إنها تدربت على سلاح الكلاشنكوف (فك، تركيب) وعلى ضرب النار خلال 45 يوماً، مبينة أن عدد الفتيات اللاتي تدربن معها بلغ 285 فتاة.
وأوضحت أن الهدف من قرار انضمامها لمعسكرات التدريب هو حماية نفسها وأهلها وأي سودانية من أي خطر أو تهديد أو عنف يمكن أن تواجهه، ودعت جميع الفتيات للانضمام لمعسكرات التدريب من أجل حماية أنفسهن.
ومنذ بدء المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعرضت المرأة لعمليات اختطاف واغتصاب وفقاً لتقارير منظمات حقوقية تنادي بضرورة حماية نساء السودان مما يتعرضن له.
وسبق أن كشفت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة سليمى إسحق لوسائل إعلام محلية عن 157 حالة عنف ضد المرأة منذ بدء المواجهات، وقالت إن هذه الإحصائية تقديرية في ظل عدم القدرة على الوصول إلى حالات أخرى وعدم إبلاغ أهالي الضحايا عما تتعرض له بناتهن خوفاً من الوصمة الاجتماعية، مشيرة إلى أن جميع الفئات العمرية تعرضت لحالات عنف جنسي "أوضاع النساء صعبة رغم ذلك هنالك أمل".