'طالبان تتعامل مع النساء على أنهن قوة مطلقة'

تقول المتظاهرات في بغلان "مهما هددونا، أو أخذونا إلى السجن، فسوف نواصل نضالنا، في ظل حكم طالبان، نقتل كل يوم، وحتى الآن وعلى الرغم من التهديدات العديدة، فإننا نواصل عملنا من المنزل".

بهاران لهيب

بغلان ـ منذ أن استعادت حركة طالبان السلطة في أفغانستان أعلنت عن قوانينها الكارهة للنساء بالتدريج، بالمقابل لم تصمت الأفغانيات وخرجن إلى الشوارع ورفعن أصواتهن، لكنهن واجهن التهديدات والضرب والسجن والتعذيب والتحرش الجنسي والاغتيالات والاختفاء، لكنهن لم تستسلمن للخوف أبداً، وواصلن مقاومتهن وصمودهن.

لكل امرأة في مقاطعة بغلان الأفغانية قصة مع القمع والنضال ضدها من أجل تحقيق العدالة، حيث تقول ش. و التي ترأس مجموعة من الناشطات ضد طالبان "لقد صرخنا من أجل الحصول على أبسط حقوقنا، حتى نتمكن من لعب دورنا كجميع أفراد المجتمع، لكن طالبان أظهرت خوفها منا وبدأت في مطاردتنا وقمعنا في كل أنحاء أفغانستان، لقد تحولنا إلى وحوش بالنسبة لهم".

وأضافت س. و وهي من نفس المجموعة "نضالنا هو نقطة ماء في بحر كبير. كلما رأيت تهديد طالبان وارتباكها أشعر بالسعادة لأنهم يعترفون أننا نحن النساء قوى لديها الوعي للتغيير".

ولفتت ز. ر إلى أنه "رغم أننا مجموعة صغيرة، إلا أننا احتججنا عدة مرات ضد القوانين المناهضة للمرأة التي تستبعدنا من المجتمع، ولم نكن قد بدأنا حركتنا بعد عندما حاصرنا العشرات من مسلحي طالبان، لم يسمحوا لنا بالتحرك، وإذا تقدمنا ​​خطوة إلى الأمام، هددونا بأسلحتهم، وفي الوقت نفسه، أهانونا".

وأكدت خ. و أنه "لقد تعرضنا للتهديد عدة مرات، وتم اعتقال العديد من عضوات مجموعتنا، إننا نواجه بالإضافة إلى طالبان مجتمعاً أبوياً. يقول أننا نقاتل من أجل الذهاب إلى الدول الأوروبية لكنهم نسوا أنه بالإضافة إلى فقداننا لوظائفنا وتعليم أطفالنا، فقدنا أيضاً أحباءنا في هجماتهم الانتحارية خلال العشرين عاماً الماضية. نحن نعتبرهم قتلة أحبائنا، ولذلك فإن الجلوس بصمت أمام طالبان هو قبول لتصرفاتهم وانضمام إلى صفوفهم".

وأشارت ج. م التي انضمت منذ فترة لهذه المجموعة وتبلغ من العمر 18 عاماً أنه "مهما هددونا، أو اعتقلونا، ولو واجهنا ألف مشكلة وتحدي سنواصل نضالنا. في ظل حكم طالبان الاستبدادي نقتل كل يوم لقد حولوا حياتنا إلى جحيم. وحتى الآن، على الرغم من التهديدات، نواصل نضالنا من المنزل، يجب أن تعلم حركة طالبان أننا نشكل نصف المجتمع وليس بإمكانهم تدميرنا".