سرور قراوي أول امرأة تونسية تتقلد منصب في منطقة ريفية

في ظل سيطرة الأفكار الذكورية في المناطق الريفية بتونس، أكدت سرور قراوي، أن الرجال لا يريدون التعامل معها لأنهم يرفضون أن تكون عمدة منطقتهم امرأة يقصدونها للحديث عن مشاكلهم وطلب المساعدة.

إخلاص حمروني

تونس ـ نجحت سرور قراوي في أن تصبح أول امرأة تتقلد منصب في منطقة ريفية بمدينة سيدي بوزيد الواقعة في الوسط الغربي لتونس وتبعد عن العاصمة حوالي 273 كلم، وذلك بعد أن ترشحت بصفة فردية لنيل هذا المنصب السياسي.

سرور قراوي امرأة متزوجة تبلغ من العمر 37 عاماً وأم لطفلين، درست تقنية صيانة الأجهزة الإعلامية وكانت قبل ذلك تعمل في القطاع الفلاحي بحكم أن عائلتها تملك أرض متوفر فيها المياه حاولت الاستفادة منها لإنشاء مشروع فلاحي، لكن حبها للمشاركة في الحياة العامة وأخذ القرارات جعلها تبتعد عن الفلاحة لتصبح عمدة داعمة للمرأة الريفية وقادرة على مدها بالمساعدة.

وعن تجربتها في خوض الحياة السياسية، تقول سرور قراوي "أردت تولي هذا المنصب لأنه بمثابة الخط الأول أو اللبنة الأولى في الحياة العامة الرابطة بين المجتمع والسياسة، وصاحب هذا المنصب له اتصال مباشر مع المواطنين من جهة ومن جهة أخرى مع أصحاب القرار"، موضحة أنها تحب هذه الوظيفة وباستطاعتها النجاح لأنه من واجب "العمدة" أن يستمع لمشاكل المواطنين بالرغم أن هذا المنصب بقي لسنوات عديدة حكراً على الرجال ولم تتقلده أي امرأة.

وأضافت "بحكم إنني أول امرأة تتولى منصب عمدة في منطقة ريفية تسيطر عليها الأفكار الذكورية واستحواذ الرجال على المناصب السياسية لم تكن في البداية مهمتي سهلة أبداً خاصة وأن هذا المنصب يتطلب الكثير من الصبر والصمود وتكون صاحبته على الاستعداد التام للتنقل في الليل والنهار ودائماً على ذمة العمل".

ولإنجاح مهمتها حاولت سرور قراوي التوفيق بين المنزل والعمل مع إعطاء الأولوية للعمل في بعض الأحيان من أجل إثبات ذاتها ووجودها وسط زملائها، كما عمدت الاقتراب أكثر من المواطنين لكسب ثقتهم وتكون قادرة على الاستماع إلى مشاغلهم وخدمتهم، مشيرةً إلى أنه "لم أكن أريد أن يقولوا إنها فشلت في مهمتها لأنها امرأة وأردت منذ البداية أن أثبت لزملائي خصوصاً وللرجال عموماً أن مثل هذه المناصب ليست حكراً وأن المرأة في المناطق الداخلية والريفية على حد الخصوص بإمكانها النجاح في عملها".

وعن التحديات التي واجهتها، بينت أن الرجال لا يريدون التعامل معها لأنهم يرفضون أن تكون عمدة منطقتهم امرأة يقصدونها للحديث عن مشاكلهم وطلب المساعدة على غرار موقف حصل لها مع رجل مسن راجل كبير دخل مكتبها باحثاً عن العمدة ولما أجابته أنها هي العمدة استغرب من الموقف وقال لها من المفروض أن يكون رجلاً، مؤكدة أن كل المواقف التي عاشتها لم تثنيها عن مهمتها وواصلت العمل باجتهاد حتى تأقلم الجميع مع كونها عمدة امرأة.

وبخصوص معاملاتها مع نساء المنطقة، تقول "أنا بطبيعتي أحبهن لأني أعرفهن ودائماً أحاول معرفة مشاكلهن وماهي مطالبهن لتقديم يد المساعدة لأن المرأة الريفية ضحية مجتمع ذكوري متسلط وتستحق المساعدة والتأطير والإرشاد والمتابعة".

وفي الختام تحدثت سرور قراوي عن وضع المرأة في المناطق الداخلية أو الريفية "القوانين والتشريعات في تونس تعطي للمرأة حقوق كثيرة وتسمح تقلدها عدة مناصب في الدولة، ولكن للأسف فإن نسبة النساء في مواقع صنع القرار عموماً لا تتعدى 10% وهذه النسبة ضئيلة جداً بالمقارنة مع نسبة نشاطها ونضالها والوضع أسوأ بكثير في المناطق الريفية لأنها تبقي دون هذا المعدل"، مشددة على ضرورة التخلص من العقلية الذكورية السائدة وتوعية المرأة بحقوقها سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو غيرها.