سمسور... الجراح التي سببها الزلزال لم تلتئم بعد
إن الجراح التي سببها الزلزال الذي وقع في مدينة سمسور بشمال كردستان في السادس من شباط الماضي، لم تلتئم بعد على الرغم من مرور الوقت، وغضب الناجين من الزلزال الذين هم في رثاء على من فقدوهم في الأنقاض، لا يزال حياً.
مدينة مامد أوغلو
سمسور ـ تعتبر مدينة سمسور من إحدى المدن التي لا يزال يتم فيها أعمال إزالة الأنقاض بعد الزلزال، حيث بقي خلف الزلزال والمباني المدمرة ساحة مسطحة، يستمر فيها حداد الأهالي الذين فقدوا أقاربهم في الزلزال.
"لم يسمحوا لنا بالتدخل"
وتقول إحدى الناجيات من الزلزال كول أكار التي فقدت ابنتها وصهرها وثلاثة أحفاد في المنزل الذي تحول إلى أنقاض، أنها وصلت إلى الأنقاض في يوم الزلزال مع حفيدتها البالغة من العمر ٥ أعوام "لقد جئنا إلى هنا بعد حدوث الزلزال، وفي اليوم الأول سمعنا الكثير من الضوضاء من أنقاض المبنى، وأحضرنا مغرفة بأنفسنا لكنهم لم يسمحوا لنا البحث عنهم بين الأنقاض"، لافتةً إلى أنه "كان من الممكن إنقاذ أطفالي لو جاءت فرق الأنقاض في وقت مبكر".
"كانت هناك أصوات قادمة من جميعهم في اليوم الأول"
وأوضحت أن أقاربها كانوا تحت الأنقاض لمدة ٩ أيام "لقد انهارت ودمرت ثلاث تجمعات سكنية هنا أصبحت المباني والأرض في نفس المستوى، تمكن ابني من القدوم إلى هنا من كندا في يوم واحد، لكن السلطات لم تتمكن من الحضور إلا بعد مرور ٤ أيام، ربما كان بإمكاننا إنقاذ شخص ما لو جاءوا في وقت أبكر، لقد فقدت ٥ أشخاص، صرخنا ونادينا ولكن للأسف لم نتمكن من إنقاذ أي شخص لم تكن هناك حكومة، الجميع اختنقوا فقدوا أرواحهم تحت الأنقاض، وقاومنا لكنهم استمروا في منعنا ولم يسمحوا لنا بإنقاذهم، في اليوم الأول بدأ صوتهم جميعاً بالصدور، ولكن من يستطيع تحمل هذه الأنقاض، وهذا الغبار وهذا الدخان لمدة ٩أيام".
"دفنت أطفالي بجانب بعضهم"
وعن تجربتها بذكر عبارة "يحترق كبدي" قالت "لم يقبلوا في البداية تسليمنا جثث موتانا قائلين إنهم سيدفنون بشكل جماعي، احتجينا على هذا وتمكنا من استلام جثث الموتى ودفناهم جنباً إلى جنب، فلترتاح الحكومة الآن، من يود أن يأتي لأخذي فليأتي، كبدي يحترق لقد فقدت خمسة أرواح ليس بالأمر السهل تحاوزه أو تحمله حتى، لا أستطيع أن أنسى أطفالي لا تغادر صورهم مخيلتي، وفي النهاية تركتهم جميعهم في القبر لينامو بجانب بعضهم".