رمزية محمد... أوائل النساء اللواتي ساهمن في ثورة المرأة
من رحم ثورة روج آفا ولدت قصص كثيرة لنساء استطعن أن تكن صوت الشعوب التواقة للحرية لتكملن طريق الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية.
شيرين محمد
قامشلو ـ بنضالها ومقاومتها وعملها المستمر استطاعت رمزية محمد أن تثبت وجودها وتطور من مجتمعها وتنهض به رغم الصعوبات التي واجهتها.
رمزية محمد إحدى النساء اللواتي وضعن بصمتهن في ثورة روج آفا، ولدت وسط عائلة وطنية في قرية حلكو بمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، امتلكت مسيرة نضالية قبل وخلال ثورة روج أفا، حملت على عاتقها منذ طفولتها مسؤولية تربية إخوانها إلى جانب والدتها ومساعدتها في تدبر أمور العائلة وتقول "علمتني عائلتي أن أكون صاحبة قرار وهدف في الحياة، وكان شعاري الذي رافقني ويرافقني دائماً من يسعى لهدف ما يجب أن يكافح ويعمل".
وأوضحت أنها لم تكن ترى أن هناك تفرقة بين الجنسين في عائلتها وهذا ما جعلها شخص ذو أهداف، وعلى الرغم من توقفها عن التعليم في المرحلة الإعدادية، إلا أنها توجهت لتعلم مهنة الخياطة، كما أنها تعلمت اللغة الكردية بشكل خفي في ظل حكومة دمشق التي منعت التعليم باللغة الكردية والتحدث بها آنذاك.
وأشارت إلى أنه في عام 1998عند قراءتها رسالة الرفيقة زيلان في ذكرى استشهادها اتخذت القرار بالسير لتطوير ذاتها والتقدم في مسيرتها نحو الحرية، لافتةً إلى أن أول خطوة لها في تطوير نفسها كانت في إدارة الحماية الجوهرية ـ المرأة، لتصبح عضو منسقية مؤتمر ستار بعد تأسيسها عام 2005، منوهة إلى أنها لم تكن تثق بقدرتها على تطوير وتوعية النساء، لكنها رغم كل الصعوبات التي واجهتها تمكنت من اتقان عملها.
وفي عام 2012 أي مع بداية تأسيس مجلس مدينة قامشلو والبدء بتفعيل المجالس ضمن الأحياء والمدينة تم اختيارها لإدارة المجلس "حملت على عاتقي مسؤولية إدارة المجتمع لأتمكن من المضي به نحو التنظيم والحرية، واستطعت أن أدير المجلس لدورة كاملة، ليتم فيما بعد العمل بنظام الرئاسة المشتركة ضمن المجلس".
وبينت أنه "مع بداية تأسيس مؤسسات الإدارة الذاتية عام 2014، استطاعت جميع مكونات شمال وشرق سوريا توحيد صفوفها من أجل المضي بثورتها، ليتم اختياري لإدارة المالية العامة في الإدارة الذاتية"، مضيفة "إن تطوير عمل المرأة وبناء الإدارة الذاتية كان رد على مرتزقة داعش الذي هاجم المنطقة، في بداية الثورة لم نكن نتوقع أننا سنصل إلى يوم كهذا، كان هناك الكثير من الأشخاص يقولون بأن الإدارة لن تستمر بعملها ولكننا بالنضال المستمر والمقاومة وتضحيات الشهداء وصلنا بثورتنا إلى عام 2024".
وقالت "واجهتنا الكثير من الصعوبات من كافة النواحي وعلى مدار سنوات من العمل، سواءً كان من قبل المجتمع أو من قبل حكومة دمشق التي كانت تستهدف إرادة المرأة الحرة وتزرع الخوف داخلها، لكنها بإصرارها وصلت إلى بداية ثور روج أفا والتي عرفت بثورة المرأة لأنها من قادتها، رغم كل الصعوبات".
وعن فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان بينت "إن فكر وفلسفة القائد أوجلان من أجل المرأة والثورة أكبر قوة بالنسبة لنا، ومن هذا المنطلق نستمر في نضالنا داخل المجتمع"، مؤكدةً على أهمية وضرورة رفع وتيرة النضال لأن المرأة التي تعمل على تطوير نفسها وسط الحركات النسوية محال أن تنكسر.
ورغم كل الصعوبات شاركت عضوات مؤتمر ستار، النساء نجاحاتهن وكن معهن في نضالهن "بإرادتنا وعملنا بشكل جماعي استطعنا الوصول إلى جميع النساء"، مشيرةً إلى أنها تعمل منذ فترة قصيرة في إدارة حركة المجتمع الديمقراطي، هذه التجربة كبداية كل التجارب أو المناصب التي عملت بها بدت غريبة ولكنها دائماً على يقين أنها تستطيع أن تتحمل مسؤولية العمل الذي تديره، وتمضي بمجتمعها نحو التطور والنجاح، لأن القوة تكمن في العمل الجماعي وتبادل الآراء.