رغم حرق الأرزاق وحصد الأرواح الصمود قرار الأهالي

أكدت مكونات القرى المعرضة للقصف التركي تضامنهم مع بعضهم لحماية أراضيهم ومواجهة الاحتلال رغم الوحشية التي يتعرضون لها.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يستمر الاحتلال التركي بحصد أرواح الأهالي ومحاصيلهم ساعياً من خلال هذه الهجمات إلى تفريغ القرى من سكانها ليمهد لاحتلالها بينما الأهالي يؤكدون تشبثهم بأرضهم، وحمايتها بتلاحمهم مع بعضم البعض.

يواصل الاحتلال التركي هجماته على ريف مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، مستهدفاً المحاصيل الزراعية وكذلك المدنيين العزل، فمؤخراً وفي فجر 23 أيار/مايو استهدف جيش الاحتلال التركي عائلتين في قرية أم سطح وعلى إثره فقدت فطيم الجاسم ذات الـ 60 عاماً حياتها وأصيب زوجها، وأما العائلة الثانية في قرية عوسجلي الصغير النازحين من ناحية المسكنة الريف الشرقي لمدينة حلب، والتي أصيبت فيها الأم بساقها وبعد إصابتها بأيام فقدت حياتها وتدعى زعيلة العلي ذات الـ 40 عاماً، وكذلك بترت قدم طفلها ذات 10 أعوام، وأصيب ابنها وابنتها ذوات الـ 17 عاماً في يديهم وإبطهم.

التقت وكالتنا بعائلة فطيم الجاسم التي فقدت حياتها من قرية أم السطح، الذين كانوا بحالة يرثى لها بعد الرعب الذي عاشوه في تلك

 

الليلة، تقول زوجة ابن المتوفية وردة الجاسم "لدينا بستان بالقرب من القرية كانت تحرسه عائلة زوجي في الليل في الخيمة المنصوبة بجانب البستان، وفي فجر يوم الخميس استهدف الاحتلال التركي ومرتزقته القرية وعندما هربوا ليفروا بأرواحهم حصدت قذائف الاحتلال روح والدة زوجي وأصيب والده نتيجة القصف".

وأوضحت أن القرية تبعد ما يقارب 25-30 كم من خطوط الجبهة "كنا نعيش بأمان ولم يسبق واستهدف الاحتلال قريتنا متجاوزاً كل هذه المسافة، فهم يستمدون دخلهم وقوتهم من هذا البستان، ليصبح سبباً في فقدانهم لأحد أفراد عائلتهم".

 

وأعربت عليا فاضل من المكون التركماني من قرية العسلية عن رفضها للهجمات التي يشنها الاحتلال التركي "قريتنا قريبة من الخط الفاصل مع المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي، فدائماً ما نتعرض للضرب، وحتى أشجار الفستق التي تبلغ من العمر 62 عاماً وكانت تحمل ما يقارب الخمسون كغ من ثمار الفستق تكسرت وانخلعت إثر القذائف التي طالتها، أي ضمير يحمله هذا الاحتلال وهو يستهدف أطفالنا ونسائنا وأرزاقنا".

وأضافت "استهدف الاحتلال البنى التحتية لمناطقنا من مصانع الغاز وآبار النفط، الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى الطرق البدائية لتسيير حياتنا واليوم يستهدفنا بأرزاقنا وحتى أطفالنا أصابهم الذعر من الصوت والرعب الذي يصدره القصف في ساعات الليل المتأخرة"، مطالبة بإخراج الاحتلال من أراضيهم "لا يمكن أن يحل السلام والاحتلال يقضم من أرضنا وينال من أرواحنا".

 

رندة الحاجي من قرية العسلية أوضحت واقع القرى المحاذية للمناطق المحتلة "واقع القرى الواقعة بالقرب من خطوط التماس غير مستقرة إثر الهجمات بين الحين والآخر وخاصة في موسم الزيتون والفستق والقمح تزداد حدة هجماتها ليجبروا الأهالي على ترك أرضهم للتوغل فيها".

وأكدت "هذه الهجمات لن تصل إلى أهدافها في إخراجنا من أرضنا، فجميع المكونات من كرد وعرب وتركمان متكاتفين لحماية أرضنا ومنع الاحتلال من الدخول إليها"، لافتة إلى دور الحماية الجوهرية داخل القرى "الكثير من النساء ضمن الحماية الجوهرية يحملون الأسلحة ويحمون أهاليهم من أي خطر يهدد قراهم".

 

وعبرت فاطمة الحمدو عن أسفها حول وضع الأهالي في ظل القصف المستمر "نتعرض بشكل متواصل للقصف التركي والذي يخلف الرعب في نفوسنا ونفوس أطفالنا، وهذا حال جميع الأهالي والقرى، لذا جميعنا نرفض تواجد الاحتلال في أراضينا".