رابطة "جين" تتحدى كورونا وتحقق أهم إنجازاتها في 2021

لم يمنع وباء كورونا رابطة جين النسائية والمنظمات النسائية الأخرى من عقد المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2021

كارولين بزي
بيروت ـ ، ولكن تحديات كبيرة واجهت الرابطة دفعتها إلى الاعتماد على العالم الافتراضي.
 
انعقاد المؤتمر النسائي الثاني أبرز إنجازات "جين"
عن تحديات وإنجازات رابطة جين النسائية وخططها للعام 2022، تتحدث رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي لوكالتنا، وتقول "أبرز التحديات التي واجهتنا هو تحدي مشترك وعالمي ألا وهو انتشار وباء كورونا، الذي أثّر على مخططاتنا وآلية سير هذه المخططات التي كانت ترتكز على اللقاءات المباشرة مع الجمعيات لتعزيز العمل المشترك معهم وخاصةً على الصعيد اللبناني".
وتعتبر أن الفيروس دفعهن إلى التوجه إلى العالم الافتراضي، "فيروس كورونا فتح لنا المجال لنركز على العمل عبر النشاط الرقمي وحقق لنا الانفتاح السريع مجبرين على البلدان الأخرى، أي مضطرين من حيث السرعة وليس خطة الانفتاح، وكنا قد قررنا سابقاً في "جين" بالإضافة إلى جمعيات أخرى بأن نعقد المؤتمر النسائي الثاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن كورونا حالت دون عقد هذا المؤتمر في وقته المحدد وهو أيار/مايو 2020، فتم تأجيله إلى تموز/يوليو 2021".
وتتابع "بالرغم من التحدي الكبير الذي واجه لبنان والعالم، تحديناه وعقدنا المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعتقد أن هذا أهم انجاز لـ "جين" ولكل الجمعيات المنظمة لهذا المؤتمر. أعتبره خطوة استراتيجية مهمة ولاسيما في ظل هذه الظروف، إلى جانب القرار الاستراتيجي الذي صدر عنه ألا وهو الإعلان عن التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
 
"نعمل على تكريس التحالف النسائي"
ولفتت إلى أن "الإعلان عن التحالف النسائي من أهم القرارات الاستراتيجية، لتعزيز العمل المشترك نسائياً على الصعيد الإقليمي، وأهم ما نركز عليه هذا العام هو تكريس هذا التحالف الذي أطلقنا عليه اسم "تحالف ندا" وهو اختصار للأحرف الأولى للتحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأضافت "بعد المؤتمر شكلنا لجنة نسائية إقليمية، كل عضوة باللجنة ممثلة عن بلدها ومنتخبة من قبل المندوبات الحاضرات في المؤتمر من ذلك البلد، وهكذا عقدنا عدة اجتماعات ناقشنا فيها المبادئ والمعايير الأساسية للتحالف النسائي، وهناك الكثير من النقاط التي تم التوافق عليها حتى في المؤتمر نفسه، ولكن ركزت الاجتماعات على وضع الخطوط والملامح الرئيسية للتحالف"، مشيرةً إلى أنهم في "التحالف أنجزوا الوثيقة الاستراتيجية، وسيتم الإعلان عنها خلال أيام. كما نضع الآن ملامح الخطة الاستراتيجية لهذا التحالف، ما هي أهدافه خلال عام 2022، ما الذي يجب أن نقوم به وكيف؟ وسنعلن عنها خلال شهر شباط/فبراير".
وأشارت إلى أن رابطة جين إحدى المؤسسات لهذا التحالف، والمنظمين للمؤتمر، وتذكّر بأنه في العام 2020 كانت "جين" من المؤسسين لمبادرة مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام، "خلال عام 2021 عقدنا العديد من الندوات الرقمية على مستوى المنطقة بشكل عام تناولنا فيها العديد من المواضيع المعنية بقضايا النساء وحريتهن والتحديات التي تواجههن، لاسيما على صعيد العنف ضدهن، الاحتلال باعتباره عنف ممنهج ضد النساء، وكذلك موضوع إبادة النساء التي نظمنا عنها عدة ندوات، بالإضافة إلى الإبادة السياسية التي ربما تتجسد بالإقصاء والتهميش والاعتقال والإبادة الثقافية بقمع اللغة والإرادة وكسر الإرادة وغيرها... كل هذه العناوين سلطنا الضوء عليها في ندوات رقمية إقليمية نسائية ولاقت صدى واسعاً".
 
"استخلصنا العبرة من خلل المؤتمر الأول"
وحول تنفيذ توصيات المؤتمر الثاني، توضح "المؤتمر النسائي الأول الذي عُقد في العام 2013، خرج بتوصيات وقرارات مهمة ولكن باعتبار أنه لم يكن هناك لجنة أو كيان يستطيع أن يتابع هذه المقررات، بقيت حبراً على ورق للأسف، ولكن نؤكد على أهمية المؤتمر الأول الذي أدى إلى عقد المؤتمر النسائي الثاني".
وتابعت "استخلصنا العبرة من هذا الخلل لذلك لكي نوضح ملامح هذا التحالف الذي أعلنا عنه في المؤتمر، قررنا في المؤتمر نفسه تشكيل لجنة". وتوضح "اتخذنا قرارين فقط في المؤتمر النسائي الثاني ولكن استراتيجيين، الأول إعلان التحالف النسائي، والثاني إقرار تشكيل لجنة نسائية إقليمية وحددنا كيفية تشكيلها واختيار العضوات المنتخبات من بلدانهن، وفي الوقت نفسه تكون كل عضوة جسراً وصلة وصل ما بين المندوبات اللواتي حضرن المؤتمر في بلدها وما بين اللجنة نفسها، وهذا ما يحصل".
وتضيف "انتهينا حالياً من صياغة المبادئ الأساسية، وآلية صياغة هذه المبادئ. ويعكس كل اجتماع يُعقد للجنة الإقليمية محضر ومحتوى النقاشات من كل بلد عبر مجموعة تشمل كافة المندوبات في ذلك البلد وتؤخذ آرائهن ومقترحاتهن وتتم مناقشتها في الاجتماع التالي للجنة الإقليمية وهكذا دواليك".
وأوضحت أنهم عقدوا "نحو خمسة أو ستة اجتماعات على هذا النحو، يمكننا أن نقول بأن كل مندوبات المؤتمر شاركن في صياغة هذه الوثيقة. ونفكر بوضع استراتيجية التحالف بناءً على أهدافه ومبادئه وعلى قيمه وكيف سنترجمها إلى خطة عمل استراتيجية بعيدة ومتوسطة وقريبة الأمد، وسنعتمد الآلية نفسها بمشاركة كافة المندوبات، وبالنهاية سننظم ورشة عمل تشارك فيها كل المندوبات لكي نركز على هذه الاستراتيجية وتوزيع المهام بين أعضاء اللجنة. واتفقنا أن يكون للتحالف رئاسة ثلاثية كي لا يتم حصرها بشخصية واحدة مما يساهم بتعزيز روح الجماعة"، مشيرةً إلى أن الأمانة العامة للتحالف تضم 17 شخصية وهن عضوات اللجنة أو النواة المؤسسة لهذا التحالف.  
ونوهت إلى أن المؤتمر العام لهذا التحالف سيعقد كل ثلاث سنوات، وفي كل مؤتمر سيتم إعادة النظر وتقييم الخطة الاستراتيجية وكيفية تنفيذها، مؤكدةً على أنه لدى الرابطة مشاريع عديدة ومهمة جداً تعمل عليها ضمن خططها للعام 2022 سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.
 
"النضال النسائي موضوع تراكمي"
في ذكرى المناضلة ساكينة جانسيز تم تنظيم ندوة تحدثت فيها بشرى علي عن أهمية عقد ندوات لتسليط الضوء على حياة مناضلات وشهيدات، "هذا الأمر من أهم البنود التي تبناها المؤتمر ووافق عليها التحالف، فمن أهم مبادئ وقيم التحالف هو استذكار الرائدات في المنطقة، إحداهن كانت ساكينة جانسيز التي تحدثنا عنها في ندوة سابقة. كتحالف سنركز أيضاً على هذا الموضوع ونسلط الضوء على النساء الرائدات في كل بلد ونستذكرهن".
وتتابع "النضال النسائي هو موضوع تراكمي، النضال النسائي حلقة في سلسلة نضالات متواصلة ومتصلة ببعضها البعض، إذا لم نتعرف إلى الماضي النضالي النسائي في المنطقة لن نعرف على ماذا نرتكز وإلى أين نتجه وأين تشير بوصلتنا؟".
ولفتت إلى أن العديد من المنظمات لا تعرف مكامن قوتها، وتوضح "إذا لم تتعرف إلى تاريخ النضالات النسائية لن تعرف أهمية الموروث لديها، وبالتالي ستجهل مكامن قوتها ومدى قوتها الذاتية، وستتجه إلى الخارج لتستمد القوة منه، هذه هي الخطورة الكبيرة التي تظهر بالرؤية الاستشرافية التي تستشري في منطقتنا للأسف الشديد بدعم وتوجيه مقصود من الخارج، وكأنه ليس لدينا ميراث نضالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكأن كل قيم الديمقراطية والنضالية والنسائية جاءت من أوروبا، وكأنه من المفترض أن نستفيد منهم علماً أنهم الذين استفادوا منا". 
شددت على أنه "علينا أن نعود إلى تاريخنا ونرى ما هي المحطات التاريخية الموجودة خاصة نحن النساء، علينا أن نعيد إحياء هذا التاريخ ضمن قيم العصر الذي نعيش فيه لنواكب المتغيرات ونستطيع أن نتبنى هذا التاريخ ونرفع من مستواه أكثر. هذه هي أهمية معرفة الإرث النضالي الموجود في المنطقة لذلك ركزنا على هذه الأمور، ولهذا السبب نسلط الضوء على الشخصيات النسائية الموجودة في المنطقة ومنها انبثقت فكرة ترجمتي لكتاب ساكينة جانسيز "حياتي كلها صراع" وسأعمل على ترجمة الجزأين الثاني والثالث".