قيادية في وحدات حماية المرأة: نشاط خلايا داعش يتصاعد في دير الزور

كشفت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ)، روج كوباني تصاعد خطير في نشاط خلايا داعش خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في مقاطعة دير الزور والمناطق الصحراوية المحيطة بها.

زينب خليف

دير الزور ـ تشهد مقاطعة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا خلال الأشهر الأخيرة نشاطاً خطيراً لخلايا داعش مما يثير القلق من تنظيم صفوفه مرة أخرى ومهاجمة المنطقة وسوريا عامةً.

أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJروج كوباني التصاعد الخطير لخلايا داعش مرجعةً السبب الرئيسي لـ "حالة الفراغ الأمني الذي تعاني منه أجزاء واسعة من سوريا، وخاصة في مناطق البادية"، مشيرةً إلى أن ذلك فتح المجال أمام حرية حركة الخلايا الإرهابية وتنقلها، مما سمح لها بإعادة تنظيم صفوفها وشن عمليات نوعية تهدف إلى زعزعة الاستقرار.

وأوضحت روج كوباني أن هذا التصاعد يأتي في وقت تخوض فيه قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، بالتنسيق مع وحدات حماية المرأة والتحالف الدولي، عمليات أمنية مكثفة منذ أربعة أشهر، استهدفت أوكار التنظيم في ريف دير الزور، وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال عدد من مرتزقة وقادته الميدانيين، إلى جانب تفكيك خلايا نائمة كانت تستعد لتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين والعناصر الأمنية على حد سواء.

 

حملة أمنية في شرق دير الزور... مواجهة مباشرة مع خلايا الإرهاب

وفي هذا السياق، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً حملة أمنية جديدة في الريف الشرقي لإقليم دير الزور، بدعم من التحالف الدولي، تستهدف تفكيك ما تبقى من البنية الأمنية لداعش في تلك المناطق. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الخلايا الإرهابية تعتمد على تكتيكات التفجيرات والاغتيالات والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى شن هجمات مباغتة ضد نقاط أمنية ومدنية بهدف إحداث الفوضى وإرهاب السكان.

 

التحديات الأمنية أكثر تعقيداً من مجرد خلايا نائمة

والتحديات الأمنية كثيرة ومعقدة أبرزها يتمثل في نشاط خلايا داعش النائمة، التي تعتمد أساليب التفجيرات والاغتيالات لضرب الاستقرار وزعزعة ثقة الناس هناك أيضاً تحديات مرتبطة بالتهريب والفساد، إلى جانب بعض المحاولات الإقليمية لزعزعة أمن المنطقة من خلال دعم مجموعات خارجة عن القانون.

وتقول القيادية روج كوباني إن التحديات التي تواجه المجلس العسكري ووحدات الحماية تتجاوز خطر الخلايا الإرهابية، لتشمل مشكلات معقدة مثل التهريب، الفساد، ومحاولات إقليمية لزعزعة استقرار المنطقة عبر دعم جماعات خارجة عن القانون، وتؤكد أن بعض هذه المحاولات تتخذ طابعاً منهجياً وتستغل الثغرات الأمنية والاجتماعية لتأجيج التوترات وبث الفوضى.

 

استعدادات دائمة واستراتيجيات متقدمة

وحول جاهزية القوات العسكرية في مواجهة التهديدات المستمرة، أوضحت روج كوباني أن "القوات التابعة للمجلس العسكري وYPJ تتمتع بجاهزية عالية، وتعمل وفق خطط طوارئ مدروسة وتنسيق وثيق مع القوى الأمنية المحلية والتحالف الدولي".

وأشارت إلى "ارتفاع مستوى التدريب والجاهزية خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك تنظيم دورات خاصة في مكافحة الإرهاب، الرصد الاستخباراتي، وملاحقة الخلايا النائمة، وهناك دورات تخصصية لمكافحة الإرهاب وملاحقة الخلايا النائمة. كذلك، نعمل على تعزيز العمل الاستخباراتي وتعميق التعاون مع المجتمع المحلي للحصول على المعلومات في الوقت المناسب، ما يمنحنا أفضلية في الردع الاستباقي".

 

المرأة في مواجهة الإرهاب... من الضحية إلى القيادة

وأكدت روج كوباني أن "المرأة ليست فقط ضحية للتنظيمات الإرهابية، بل أصبحت اليوم قوة فاعلة في مواجهتها"، مضيفةً "لقد أثبتت المقاتلات في وحدات حماية المرأة أنهن قادرات على خوض المعارك، بل والتفوق في بعض المهام التي تتطلب مهارات عالية ودقة استخباراتية ووعي اجتماعي".

وترى أن وجود العنصر النسائي في الحملات الأمنية يعطي أفضلية تكتيكية، خاصة في البيئات التي تتطلب فهماً عميقاً للبنية الاجتماعية والثقافية.

 

تجربة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا نموذج عالمي للمقاومة

وبينت روج كوباني أنه "منذ معركة كوباني التاريخية وحتى دحر داعش في الرقة ودير الزور، كانت المرأة في الصفوف الأمامية، ليس فقط كمقاتلة بل كقائدة وصانعة قرار. وتجربة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا أصبحت نموذجاً عالمياً للمقاومة الشعبية المنظمة، فالمرأة أضافت بعداً أخلاقياً واجتماعياً للعمل العسكري، مما عزز من ثقة المجتمع المحلي بالمؤسسات الأمنية والعسكرية".

 

دعم المرأة ضرورة استراتيجية لا خيار تكميلي 

ورغم التقدم الملحوظ، شددت روج كوباني على أهمية تعزيز الدعم للعنصر النسائي في هذه الحملات، وتوفير الدعم النفسي والمعنوي، وكذلك تحسين البنية التنظيمية لتشجيع المزيد من النساء على الانخراط "لدينا مقاتلات مدربات ومؤهلات بدرجة عالية، لكننا نحتاج إلى المزيد من الدعم والتجهيزات المتخصصة لضمان استمرار هذا الدور الريادي للمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، فالمرأة شكّلت نموذجاً نادراً للقيادة والمقاومة، وأثبتت أن دورها يتجاوز التقاليد المجتمعية الضيقة".

وشددت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ)، روج كوباني في ختام حديثها على أن مشاركة المرأة الفعالة في وحدات حماية المرأة YPJ، ووحدات مكافحة الإرهاب، شكلت مصدر إلهام ليس فقط محلياً بل عالمياً "لقد كانت النساء في الصفوف الأولى خلال المعارك الكبرى، سواء في كوباني أو الرقة أو دير الزور، وساهمن في بناء توازن قوى حقيقي داخل المنظومة العسكرية، مما عزز من شرعية هذه المؤسسات ومصداقيتها في نظر الشعب".