قصص من معاناة النساء النازحات (4)
حنان موصللي التي ولدت وترعرعت في العاصمة السورية دمشق أُجبرت مثل الكثير من النساء السوريات على خوض رحلة النزوح الصعبة
حنان موصللي: امرأة عاشقة لمهنتها
إزميرـ .
حنان موصللي المرأة الشابة والتي كان والدها طبيباً تبدو حزينة جداً وهي تتحدث عن حياتها الجميلة التي كانت تعيشها في العاصمة دمشق قبل الحرب. بيّنت حنان أنها كانت تحب القراءة والكتابة أكثر من أي شيء آخر, لم تدرس حنان الصف الأول, درست في الصف الثاني فور دخولها المدرسة بسبب ذكائها وتفوقها "كنت مختلفة عن باقي الطلاب وكنت الطالبة الأكثر اجتهاداً في المدرسة".
درست عام 2007 في جامعة دمشق, بعد إنهاء دراستها لا تبحث عن أي عمل بل تبدأ فوراً بممارسة مهنة المحاماة. في عام 2010 يصاب والدها بمرض السرطان ويفارق الحياة. بعد عدة أشهر تصاب والدتها بنفس المرض, في عام 2011 تفقد والدتها الحياة إثر إصابتها بمرض السرطان.
"لم أكن أظن أبداً بأن الحرب ستصل إلى دمشق"
تقول حنان موصللي في البداية عندما بدأت الحرب في سوريا لم نتأثر بها في دمشق "لم أكن أظن أبداً أن الحرب ستصل إلى دمشق أيضاً. في وقت الحرب أيضاً كانت لدي أولويات أساسية في حياتي. كنا نظن أن الحرب ستنتهي اليوم أو غداً".
بيّنت حنان موصللي أن أكثر شيء كان يربطها بالحياة هو مهنتها وعملها في المحاماة "لم أرغب في إكمال الدراسات العليا. أردت فقط أن أخوض زمام الحياة. في سنة 2010 افتتحتُ مكتباً صغيراً للمحاماة. كنت أحلم مع أصدقائي المحامين بفتح مكتب كبير لمنح التراخيص. الآن أتواصل يومياً مع أصدقائي القاطنين في العاصمة دمشق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت".
نزحت حنان موصللي من العاصمة دمشق إلى بيروت بلبنان ومنها إلى إسطنبول في تركيا وفي النهاية استقرت في إزمير "في النتيجة أنا غريبة هنا. ما زلت حزينة, لكن الحزن والبكاء ليس حلاً ولا يجدي نفعاً. الحل والفائدة يكمنان في السعي والعمل. عملت أربع ساعات كل يوم وأتممت تعلم اللغة التركية في إحدى مدارس اللغة ضمن المستوى الأعلى. بالصدفة بدأت بتعليم اللغة التركية للسوريين. بعدها وجدت مجالات عمل واسعة أمامي. أعمل الآن مترجمة في إحدى الشركات. أحب الترجمة القانونية كثيراً. على الأقل لم أبتعد عن مجال مهنتي".
"تعليم الناس أي شيء مكسب كبير"
تقول حنان موصللي إنها أحبت إزمير كثيراً, فالجميع يساعدها. بيّنت حنان أنها ستظل في تركيا فقط عندما تستطيع ممارسة المحاماة، مهنتها التي تحبها كثيراً, ولكنها تريد العودة إلى سوريا عندما تنتهي الحرب.
حنان موصللي حزينة جداً لأنها لا تعلم أي شيء عن أخيها. بيّنت أنها امرأة قوية ولكنها تجد صعوبة في التأقلم مع العيش في الأماكن المختلفة. على الرغم من ألم فقدان والدها ووالدتها والألم الكبير الذي عانته في الحرب لكنها لم تفقد شيئاً من ابتسامتها.
النهاية...