قرية بوراز من القرى العريقة والقديمة في مقاطعة كوباني
لكل قرية تم تسميتها باسم النساء قصة وتاريخ وثقافة مختلفة ومن هذه القرى التي تقع في مدينة كوباني قرية بوراز التي غمرتها مياه سد الفرات، وبنى أهل القرية المغمورة قريباً منها "بوراز جديدة".
نورشان عبدي
كوباني - قرية بوراز التي تقع على ضفاف نهر الفرات في إقليم الفرات في شمال وشرق سوريا إحدى القرى العريقة والقديمة المعروفة في المنطقة، وسميت باسم امرأة تدعى بوراز أوغلي.
مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا مرت بالعديد المراحل التاريخية، وقرى مدينة كوباني تتميز بأسمائها التي يرمز كل منها إلى صفات أو أحداث مرت بها تلك القرية ومن أجل ذلك هنالك العديد من القرى في كوباني التي سميت بأسماء النساء منذ مئات الأعوام.
ومازالت تعرف بذات الاسم ومن بين تلك القرى هي بوراز وديك ماداش وعشقان، وتل غزال وخان مامد وبالإضافة إلى قرية خانك، لكل قرية من تلك القرى قصة وتاريخ وكل قصة تروي حكاية امرأة عاشت في تلك القرية ووثقت تاريخها وثقافتها لتقبى خالدة ليومنا هذا.
قرية بوراز
قرية بوراز تقع في الجهة الغربية لمقاطعة كوباني بـ 40 كم على ضفة نهر الفرات، واسم القرية مشتق من اسم امرأة من عائلة محمد آغا فنجان بيوك وقد جاءت مع عائلتها من الشمال هرباً من العثمانيين إلى مدينة كوباني، وتعرفت على بعض من العشائر الكوبانية هنا وتم اعطائها مساحة خالية من الأرضي غربي المدينة على ضفة الفرات وفي ذلك الوقت كانت تلك الأراضي غير صالحة للزارعة ولكن عاشت بوراز أوغلي وعائلتها في تلك الأرضي وتم تسمية القرية باسمها.
حول سبب تسمية اسم قرية بوراز قالت كولة أحمد (53) عاماً وهي من سكان القرية "عندما كنا صغار كنا دائماً نسأل والدنا ووالدتنا عن قريتنا وسبب تسميتها ويقال بأن منذ مئات الأعوام هاجرت فتاة مع والديها من تركيا وتدعى بوراز أوغلي نتيجة لظلم السلطة العثمانية، هذه الفتاة أتت إلى القرى الحدودية في سوريا".
وبينت أن عشائر المنطقة أعطت تلك المرأة وعائلتها مساحة على ضفة الفرات وتزوجت هنا وعاشت لعدة سنوات ومنذ ذلك الوقت ما زال اسم القرية على اسم تلك الفتاة بوراز أوغلي، مؤكدة بأن النساء هن ما يحافظ على ثقافة مجتمعهن وأن تلك المرأة حافظت على ثقافتها وعلى تلك القرية.
وأضافت كولة أحمد "قرية بوزار تقع على ضفة الفرات منذ عشرات الأعوام كانت تضم ما يقارب 200 منزل أو عائلة يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم ويعيشون بمحبة، ولكن بعد اتفاقية تقاسم المياه بين الدولة التركية وسوريا تم إجبار الأهالي على ترك القرية، وغمرت المياه قرية بوزار، وتشتت الأهالي في مدينة كوباني، ومنبج وحلب ودمشق".
وأشارت إلى أن عدد من العائلات آثرت بناء منازل جديدة قريباً من القرية "أسس الأهالي قرية جديدة سميت أيضاً بوراز لان من يسكن فيها أهالي بوراز أنفسهم واسم القرية يعتبر من أساس ثقافة وتراث قريتنا".
مشيرةً إلى أن "بوراز ليس القرية الأولى التي عرفت باسم امرأة ففي مدينة كوباني هناك العديد من القرى التي سميت بأسماء نساء كـ تل غزال وخانك والخ. أيضاً هنالك عشائر وعوائل تعرف باسم نسائها القياديات اللواتي تملكن الحكمة والذكاء والقدرة على إدارة وقيادة تلك العائلة لذلك تعرف تلك العوائل باسم النساء".
"نساء القرية تحافظن على ثقافتهن"
من جانبها قالت كوثر خليل (54) عاماً "لكل قرية عادات وتقاليد مختلفة وكل قرية تعتمد على بعض الموارد الأساسية للعمل، أما قرية بوراز تشتهر بزراعة القمح والشعير والسمسم والبساتين بكافة أنواعها وإضافةً إلى ذلك تشتهر في تربية الحيوانات الأبقار والأغنام"، مضيفةً أن هنالك عادات وتقاليد لهذه القرية وهي بأنهم يستقبلون كل من يلجأ للقرية"، مبينةً أن "نساء القرية تحافظن على ثقافة القرية من خلال المحافظة على لغتهن وملابسهن وثقافتهن وتقاليدهن".