نساء صرين تذكرن العالم بقضية القائد أوجلان ودوره في إرساء الديمقراطية

استنكرت نساء مدينة صرين بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا الممارسات الغير قانونية التي تقوم بها تركيا بحق القائد عبد الله أوجلان والصمت الدولي إزاء ما يحدث في سجن إمرالي.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مدينة صرين بمقاطعة الفرات أن فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان المنتشر في جميع أنحاء العالم هو الحل لكل ما تعانيه شعوب الشرق الأوسط والعالم من أزمات، هذا الفكر يشكل خطراً على ذهنية الدول المستبدة والرجعية التي تشدد العزلة عليه.

حيكت المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان من قبل تركيا وعدد من الدول المتآمرة في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 1998 وذلك بالضغط على سوريا لإخراجه منها واعتقاله بعد وصوله إلى السفارة اليونانية بكينيا، وتم تسليمه للسلطات التركية في 15 شباط/فبراير عام 1999، ومنذ ذلك الوقت تنتهك تركيا حقوقه كمواطن وسياسي آخرها العزلة المشددة ومنع ذويه ومحاميه من لقاءه.

ومنذ أكثر من ثلاثة سنوات لم ترد أي أخبار أو معلومات عن وضعه الصحي، حيث تستمر تركيا بتجديد العقوبات بحقه تحت حجج وذرائع واهية، ففي السابع من أيار/مايو لهذا العام أصدرت السلطات التركية قرار منعه مجدداً مع لقاء ذويه ومحاميه لمدة ثلاثة أشهر أخرى بذريعة تجاوزه عقوبة انضباطية ضمن السجن.

أما بالنسبة للشعوب والمكونات المؤمنة بفكره بإقليم شمال وشرق سوريا وبشكل خاص النساء يستمرون بتنظيم فعاليات واحتجاجات شعبية مطالبة بفك العزلة عنه، حيث أكدت نساء مدينة صرين أنه كنساء يجب عليهن الاستمرار بالنضال والمقاومة على خطى وفكر القائد أوجلان من أجل تحطيم نظام إمرالي وتحرير القائد جسدياً.

 

"بفكره الحر قلب المؤامرة على المتآمرين"

عن تأثير فكر القائد أوجلان على ذهنية المجتمع والمرأة قالت الرئيسة المشتركة لمجلس مدينة صرين فاطمة أحمد ملا "مجتمع صرين ينطوي على إطار العشائرية، فرؤية النساء خارج المنزل كان من بين الأمور التي من الصعب تحقيقها، ولم يكن لنا أي رأي أو شخصية ضمن المجتمع، ولكن مع انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز ثورة المرأة انتشر فكر وفلسفة القائد أوجلان في كافة مناطق روج آفا، ورأينا بأن هذا الفكر هو الخلاص الوحيد والسبيل الوحيد لتحرير ذاتنا والوصول لحقوقنا ضمن المجتمع"، مشيرةً إلى أن التدريبات الفكرية حول فسلفة القائد أوجلان التي تلقاها المجتمع والمرأة غيرت نظرة المجتمع تجاه دور النساء "في مناطقنا اليوم بفضل التدريبات الفكرية التي خضعنا لها بات المجتمع ينظر للنساء بنظرة مختلفة، وقد استطعنا أن نغير ولو نوعاً ما من الذهنية الذكورية التي كانت تفرض علينا العديد من العادات التي تقيد حضورنا ودورنا، والمكون العربي يرى أن القائد أوجلان منبع الإنسانية وقائداً أممي طالب بحق كافة الشعوب والمكونات".

وحول العزلة التي تفرضها تركيا على القائد أوجلان قالت فاطمة أحمد ملا إن "مطالبته بتحقيق الإنسانية والديمقراطية والسلام لم يرق لسالبيها ومغتصبيها لذلك قاموا باعتقاله بموجب مؤامرة غاشمة، ومنذ اليوم الأول من اعتقاله وإلى اليوم يمارس بحقه أبشع الانتهاكات منها تجديد السلطات التركية العقوبات بحقه بين الفينة والأخرى"، مؤكدةً بأن هدفهم من استمرار هذه العزلة اعتقال وحبس فكره الحر "هدفهم من اعتقاله هو القضاء على فكر القائد أوجلان، لكنهم لم ينجحوا بذلك لأن فكره حر يعشعش في عقولنا وبنشر هذا الفكر في كافة أنحاء العالم استطاع مع شعبه إفشال المؤامرة وقلبها على رؤوس المتآمرين والدليل على ذلك هو المشروع الذي يعيش تحت سقفه كافة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا، لذلك نحن كشعب ونساء علينا تكثيف الفعاليات والنشاطات الشعبية التي تطالب بفك العزلة وسنستمر بذلك لأننا نعتبر هذا واجباً يقع على عاتقنا".

 

 

"بحمايتنا لمكتسباتنا سنحرر القائد أوجلان جسدياً"

من جانبها استنكرت الرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن لصرين حنان خالد "ندين الممارسات الغير إنسانية التي تمارس بحق القائد أوجلان في سجن إمرالي، بفلسفته أعطى المرأة عموماً والعربية خصوصاً فرصة للحياة والعيش عن طريق تعريفها بشكل مفصل وواسع على حقيقتها وهويتها وقيمتها ودورها ضمن المجتمع، لذلك كنساء من المكون العربي مدينات لفكر وفلسفة القائد أوجلان ونرفض وبشدة ما يفرض بحقه من عقوبات وما يتعرض له من ممارسات داخل سجن الفاشية التركية دون الحصول على أي معلومات عن وضعه وصحته"، موضحةً أن القائد أوجلان لم يرتكب ذاك الجرم ليعاقب عليه بهذه الطريقة والمجرمين يجوبون العالم دون عقاب "بين الحين والآخر تجدد العقوبات بحقه وفي الآونة الأخيرة لم يسمح لذويه ومحاميه بلقائه لمدة ثلاثة أشهر، إننا لم نستطع الحصول على أية معلومات عن وضعه الصحي منذ ثلاث سنوات، وهذا غير مقبول قانونياً".

وتابعت "اعتقال تركيا للقائد أوجلان خرق لكافة القوانين والمواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان والإنسانية بكونه لم يفعل شيء يسيء لتركيا وغيرها من الدولة المتآمرة بحقه، وكل ما يعيشه ويعانيه يعتبر خرق حقيقي وواضح للقوانين الدولية، تركيا اعتقلته جسدياً لكن فكرياً هو حر يعيش بيننا وسنستمر بالسير على فكره الحر الذي آمنت به العديد من الشعوب والمكونات على مستوى الشرق الأوسط، والنموذج الذي يطبق في إقليم شمال وشرق سوريا هو نتاج فكره الحر"،  موجهةً رسالة لكافة دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق المعتقلين "يجب على العالم الأخذ بعين الاعتبار وضع قائدنا قائد الإنسانية وما يعيشه في سجن تركيا ووضع حدٍ للانتهاكات التي تمارس بحقه منذ أعوام".

 

 

"فكره الديمقراطي يشكل خطراً على الدول المتآمرة"

وعن موقفهن كنساء من المكون العربي بمدينة صرين قالت عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار أسماء محمد "اليوم بفضل فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي تعرفنا عليه من خلال التعمق بالتدريبات الفكرية على مرافعاته وتوجيهاته حول المرأة وقضية تحررها ضمن المجتمع أصحبنا قادرات على إبراز دورنا وشخصيتنا ضمن المجتمع من خلال العمل في كافة محافل الحياة السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية وبذلك تمكنا من المشاركة بإدارة المجتمع"، موضحةً أن فكر ونظرة القائد أوجلان في حل قضايا المجتمعات يشكل خطراً ملحوظاً على العالم "فكره الحر يهدف لحل العراقيل والأزمات في الشرق الأوسط والعالم، لذلك يشكل خطراً على الدول الإقليمية المهيمنة والمتآمرين عليه لذلك يشددون العزلة والعقوبات بحقه في سجن إمرالي، ولن يكفتوا بذلك فهم يقومون بهجمات مستمرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بقصد عرقلة مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الذي قدمه القائد أوجلان".

وأضافت "يمر العالم والشرق الأوسط بما يتم تسميته بالحرب العالمية الثالثة ونحن هنا نرى بأنه في هذه المرحلة خاصة وفي هذا الوقت قطع الصلة بين القائد أوجلان والعالم الخارجي ليس صدفة، أنهم يسعون لمنع طرح المشاريع والحلول للأزمات والنزاعات التي يتعرض لها كافة الشعوب في هذه المرحلة الحرجة"، مشيرةً إلى أنه على مدار 26 عاماً من الاعتقال والعزلة لم تتدخل أي منظمة حقوقية أو إنسانية في قضية القائد أوجلان "لم نرى أي دولة أو منظمة إقليمية أو عالمية سعت لفك العزلة عنه بالرغم من استمرار المناشدات الشعبية حيال ذلك، أثبتت لنا بأن العالم متآمرة على القائد أوجلان ليس فقط الدول التي شاركت في المؤامرة وتركيا، لذلك لن نناشد أحد هذه المرة لأننا نملك الثقة بإرادتنا وإرادة قائدنا وسنحرره جسدياً وسننتصر على المتآمرين باعتناقنا لفكره بشكل أوسع".