'الحماية الجوهرية نابعة من المجتمع لتحقيق العدالة والمساواة'

أكدت العضوات في الحماية الجوهرية بمدينة منبج في شمال وشرق سوريا على أنهن تسعين إلى الحفاظ على أمن واستقرار المدينة، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين، وإفساح المجال أمام تنظيم المجتمع.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ مدينة منبج ترفع من سقف تنظيمها ومنظومتها الدفاعية عبر ترسيخ مفهوم حرب الشعب الثورية من خلال قوات حماية المجتمع -المرأة، في ظل الحروب والتهديدات الأمنية التي تتعرض لها بشكل مستمر من قبل الأطراف المعادية لها.

يُعتبر نظام الحماية الجوهرية الذي تشكل مع انطلاق الثورة في روج آفا من أكثر الأساليب التي يتحلى بها مجتمع ما للدفاع عن قيمه في مواجهة أي خطر يهدد هويته وثقافته وقيمه المادية والمعنوية العامة، لذلك طوّر الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا هذا النظام ليصبح مؤسسة متكاملة انطلق نظامها من أحياء المدن وقراها ليأخذ مكانه في جبهات الحرب ضد أي هجمات.

 

الحماية الجوهرية مسؤولية كل فرد

 

 

وقالت الرئيسة المشتركة لقوات الحماية الجوهرية في مدينة منبج حياة السالم إن الحماية الجوهرية تعتبر القوى العظمة للمنطقة كونها نابعة من المجتمع نفسه ومسؤولية تقع على عاتق كل فرد، معتبرة أنه كلما ارتفع مستوى تنظيم الحماية الجوهرية في المجتمع كلما كانت منظومة الحماية للمجتمع أقوى.

ولفتت إلى أن حماية المدينة ليست فقط مسؤولية القوى الأمنية لوحدها، بل هي من مسؤولية المجتمع في تطبيق حرب الشعب الثورية، وهي أن يهب المجتمع بالاستعداد في حماية والدفاع عن وطنه في أي وقت"، وعن دور المرأة في حماية المجتمع، تقول "المرأة والشبيبة هي أكثر الفئات استهدافاً في الحروب لذا تلعب المرأة دور كبير في حماية المجتمع والحي الذي تعيش فيه".

وافتتح أول مركز لقوات الحماية الجوهرية بمدينة منبج في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وحول ذلك لفتت حياة السالم إلى أن "الحماية الجوهرية ليست بشيء جديد على مناطق شمال وشرق سوريا كونها تشكلت مع انطلاقة ثورة روج آفا في 19 تموز 2012، ولكن في مدينة منبج تم تشكيلها منذ ما يقارب عام فقط، واستطعنا ضم كافة فئات المجتمع".

 

الحماية الجوهرية رادع لكافة الحروب الداخلية

 

 

بدورها قالت عضوة الحماية الجوهرية في حي الشهيد عكيد رنا حمادي إن "للمرأة دور كبير في الحماية، ونضالها من أجل وطنها ليس وليدة اليوم بل تاريخها مكلل بالإنجازات، واليوم حماية هذه المدينة تقع على عاتقنا جميعاً، كون المنطقة عرضة للحروب والمؤامرات والانتهاكات، لذا نرى أن واجبنا حماية أنفسنا ومجتمعنا وأحيائنا".

وعن طبيعة عملهم، توضح "كل مجموعة من الأفراد مسؤولة عن حماية حيها، ونركز على وجه الخصوص على الفئة الشابة، لأنهم الأكثر تأثراً بالحروب"، لافتةً إلى أنهم يعقدون اجتماعات توعوية يحثون الأهالي فيها على ضرورة حماية أنفسهم والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وبينت أنه "نقوم بالإجراءات المطلوبة كحماية جوهرية، وحسب الحاجة ننسق مع الجهات المعنية الأمنية لأخذ إجراءاتهم حيال أي أحد يتعرض لأمن وسلامة أهالي الحي"، مضيفةً "هذا التنسيق من شأنه ترسيخ التنظيم والتعاون بين أفراد المجتمع".

ولفتت رنا حمادي إلى أن جميع أعضاء الحماية الجوهرية خضعوا لدورات استخدام السلاح "خضعنا لدورات فك وتركيب السلاح واستخدامه عند الحاجة، ولكن السلاح ليس الشيء الأساسي في الدفاع فأحياناً الأخلاق والتنظيم يكون خير رادع لكافة الهجمات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة".

 

تحقيق العدالة والمساواة

 

 

ريم درويش الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة منبج والعضوة في الحماية الجوهرية والتي تحدثت عن أسباب حاجة المجتمع للحماية الجوهرية "يتعرض المجتمع للكثير من الأمور التي من شأنها زعزعت أمن واستقرار المنطقة، لذلك يحتاج المجتمع إلى قوى كقوات الحماية الجوهرية من أجل حمايته وتنظيمه وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين".

ولفتت إلى أن الحماية الجوهرية جزء مهم من المنظومة الدفاعية في المنطقة "تعتبر الحماية الجوهرية هي داعم للقوى الأمنية، وللقوى العسكرية التي تحمي حدود المدينة من أي هجوم، فكل قوى لها مهمتها، فالحماية الجوهرية بدورها تحمي المجتمع من الداخل".

وعن دور المرأة في الحماية الجوهرية، قالت ريم درويش "لأن المرأة أساس المجتمع فهي صاحبة الدور الأكبر في تنظيم الحماية الجوهرية في المجتمع"، مشيرةً إلى أنه "كوني رئيسة مشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، لا تمنعني صفتي الحزبية بأن أقوم بواجبي تجاه حيي ومن مسؤوليتي حماية مجتمعي وترسيخ مفهوم الحماية الذاتية لدى المجتمع".