نساء كوباني: نرفض ترك أرضنا للمرتزقة والعيش كلاجئات

مقاطعة كوباني إحدى أكثر المناطق في شمال وشرق سوريا التي تتعرض للهجمات التركية بشكل شبه يومي دون أي تحرك من الدول الضامنة.

دلال رمضان

كوباني ـ يهاجم الاحتلال التركي بين الحين والآخر مناطق شمال وشرق سوريا بشتى أنواع الأسلحة مستهدفاً المدنيين العزل، ما يتسبب بتهجير المدنيين وقتل آخرين أغلبهم أطفال ونساء، ومقاطعة كوباني إحدى أكثر المناطق التي يستهدفها الاحتلال دون أي تحرك من الدول الضامنة.

تقول ليلى اسماعيل من أهالي مدينة كوباني "مهما اشتدت هجمات الاحتلال التركي على مناطقنا لن نترك أرضنا"، مشيرةً إلى استغلال الاحتلال التركي للدين من أجل محاربة الشعوب "الإسلام بريء من أعمال هذا الاحتلال، والجميع مدرك لمآربه في محاولة إحياء الدولة العثمانية من خلال توسيع سيطرته على دول الجوار".

وشددت على ضرورة التمسك بالأرض في وجه المخططات الرامية لإبادة الشعوب وتهجيرها "من خلال هجماته وقطع المياه يسعى الاحتلال التركي لتفريغ المنطقة من سكانها، فالقصف العشوائي يبث الرعب في قلوبنا لكننا متمسكات بأرضنا ونرفض النزوح والعيش تحت الخيام فيما يعيش المرتزقة في منازلنا وينعمون بخيرات أرضنا".

وأضافت "نحن شعوب مسالمة نرفض الحرب، إلا أن هذه الحرب فرضت علينا، وفي ظل الهجمات التركية المستمرة نفتقد الأمان وهذا كله نتيجة تخاذل المجتمع الدولي فيما يخص حل الأزمة السورية، بالمقابل لا تقوم الدول الضامنة بشيء من أجل المنطقة". لافتةً إلى أن "هجمات الاحتلال التركي بموافقة دولية وخاصة الدول الضامنة يسعى إلى إنشاء منطقة يطلق عليها اسم "آمنة" لتهديد أمن المنطقة والوقوف أمام إرادة الشعوب الحرة وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية". 

وتعيش ليلى إسماعيل عند منطقة محاذية للحدود مع تركيا، وهو ما يجعلها دائمة القلق على أطفالها "لا ننعم بالأمان جراء الهجمات اليومية على المنطقة، فأطفالي لا يستطيعون النوم في الليل ويسألونني دائماً هل سوف نُهجر مرة أخرى من بيوتنا ونترك مدينتنا؟". وتتساءل "هل هناك ظلم أكثر مما نعيشه اليوم ولماذا كل هذا الحقد تجاه شعوب المنطقة، وهذا الصمت من قبل الدول الضامنة؟"، لتجيب "الاحتلال التركي يهاجم النساء فهذا العداء هو لحركة حرية المرأة".

وبينت أن "الدولة التركية تهاجمنا بحجة محاربة الإرهاب ناسية بأنها هي من ترعى الإرهاب وتحتويه على أرضها، أما نحن فنطالب بحقوقنا والعيش بسلام لا أكثر، لم نقتل أحداً ولا نهاجم أراضي الغير، فيما ندفع ثمن ذنب لم نرتكبه".

 

"بتكاتفنا سندحر الاحتلال التركي"

كذلك استنكرت وحيدة صوفي وبشدة هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة مدينة كوباني والتي تتعرض بشكل مستمر للقصف العشوائي قائلةً "الدولة التركية تنفذ مخططها لاحتلال أرضنا وتقتل النساء والأطفال دون أي رادع أخلاقي، وهذا منافي للأخلاق والقوانين الدولية التي نصت على حماية الإنسان".

وحول الذرائع التي يقف ورائها الاحتلال التركي لتنفيذ هجماته ضد المنطقة أكدت أنه "نحن أصحاب الحق والأرض وقوات سوريا الديمقراطية هم ابنائنا وبناتنا". مناشدة المجتمع الدولي والدول التي تنادي بحماية حقوق الإنسان لاتخاذ موقف حاسم مما يحدث "عليهم وضع حد لانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطقنا في شمال وشرق سوريا وأن يتخذوا موقفاً صارماً حيال ذلك وأن يقفوا إلى جانب قواتنا التي خلصت العالم من خطر داعش".

وشددت على أن "الاحتلال التركي يهاب صمود شعوب المنطقة وتكاتفها في وجه المخططات الاستعمارية والاستيطانية، فالنساء لهن دور فاعل في حماية أمن المنطقة، ولذلك يتم استهدافهن بشكل خاص".

 

"أين ما وجد الاحتلال التركي وجد الدمار والقتل"

فيما قالت لينا سلمان وهي نازحة من مدينة حلب "نزحت من حلب إلى مدينة كوباني بعد أن دعم الاحتلال التركي المرتزقة للسيطرة على مناطقنا واستمرار الهجمات والقصف على المنطقة خوفاً على حياتنا ومستقبل أطفالنا، لكن الاحتلال التركي وسع عملياته العسكرية على كافة مناطق ومدن شمال وشرق سوريا وخاصة اليوم مدينة كوباني والتي تتعرض بشكل همجي للقصف المتكرر الذي يستهدف المدنيين"، مضيفةً "الاحتلال التركي يسعى إلى تشريد وتهجير الشعب السوري واحتلال أرضه".

وأكدت أن الاحتلال التركي يسعى لاسترجاع أمجاد الدولة العثمانية "المناطق التي احتلتها تركيا كجرابلس، والباب، وعفرين، وراس العين وتل أبيض، هم بحالة يرثى له فالانتهاكات ترتكب بحق المدنيين وخاصة النساء بشكل يومي، فأينما وجد الاحتلال التركي وجد الدمار والخراب"، مشددةً على ضرورة التكاتف من أجل تحرير هذه المناطق وعودة آمنة للاجئين.