نساء الشيخ مقصود تقمن بحماية الأحياء التي تحررت بمقاومتهن

كان للنساء دوراً بارزاً في التصدي لمرتزقة الاحتلال التركي بعد أن هاجمت أحياء حلب، واليوم تقمن بحماية الأحياء التي تحررت بمقاومتهن.

سيبيلييا الإبراهيم

حلب ـ في كل فعالية أو مناسبة عامة في شوارع حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب شمال وشرق سوريا، تتواجد النساء اللواتي نظمن أنفسهن في قوات الحماية الجوهرية من أجل حماية الأهالي في حال حدوث أي هجوم.

لخلق مجتمع يحمي نفسه من أي عدوان ومن مبدأ المجتمعات التي لا تحمي نفسها لا بد أن تنصهر، تقوم النساء في حيي الشيخ مقصود والأشرفية سواءً كن شابات أو كبيرات في السن من خلال الحماية الجوهرية تنظيم النساء وتفعيل دورهن في حماية الأحياء التي تقمن بها.

 

كبيرات في السن تحمين الأحياء

 

 

حميدة أحمد في العقد الرابع من عمرها وأم لثلاثة بنات وشابان، أشارت إلى أنها تطوعت منذ عام في الحماية الجوهرية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد أن تأثرت بالمقاتلات اللواتي تحمين الأحياء، من أجل حماية المنازل والعائلات من خلال التكاتف مع المكونات وكافة فئات المجتمع والقوات.

وعن طبيعة العمل، أوضحت أنه "نخرج في الليل والنهار دوريات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافةً إلى مشاركتنا في حماية المسيرات والمظاهرات وكافة الفعاليات التي تُنظم في الحيين".

ولفتت إلى أنها نظمت وقتها بين واجباتها الأسرية وعملها في الحماية، واستطاعت أن تغير نظرة المجتمع تجاه المرأة حيث أصبحت عائلتها لا تمانع تواجدها ضمن قوات الحماية الجوهرية بل باتت تشجعها على ذلك، كما أنها تقوم بتشجيع النساء في محيطها على أن تبادرن وتنضممن لحماية أحيائهن وأنفسهن.

وعن التدريبات التي تلقينها، نوهت حميدة أحمد إلى أنه "في البداية كنت مترددة من حمل السلاح، لكن بعد أن تخطيت ذلك لم أواجه صعوبة في التدريب على السلاح".

 

احتلال عفرين بينّ لها أهمية الحماية

 

 

بدورها تحدثت جليلة عبد المنان عن بداية انضمامها لقوات الحماية الجوهرية "بعد الحرب على عفرين ونزوحنا إلى حي الشيخ مقصود، انضممت إلى قوات الحماية الجوهرية أي منذ خمسة أعوام من أجل حماية وطني والدفاع عنه وعن أنفسنا في حال حدوث أي هجوم، فاحتلال عفرين من قبل تركيا خلق لدينا جميعاً دافع بحمل السلاح والانضمام إلى قوات الحماية".

وأضافت "عملي الحالي إدارة خط، أبدأ بالعمل في الثامنة والنصف صباحاً لغاية الساعة الرابعة عصراً، وفي المساء نخرج كدوريات للخطوط نناقش مع المدنيين ونحثهم على أهمية الحماية الجوهرية، وأنه يجب على كل فرد التطوع من تلقاء نفسه وحماية الحي الذي يقيم فيه".

وأوضحت أن هناك تقبل من قبل المجتمع لفكرة التطوع في قوات الحماية الجوهرية كون أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية سابقاً أيضاً انضموا لحماية الحي من المرتزقة فروح الدفاع عن أرضهم ومدينتهم موجودة داخل كل فرد يقيم في الحي.

 

"كوله سلمو كانت البوابة لتشكيل قوات الحماية الجوهرية ـ المرأة"

 

 

وانضمت فاطمة مصطفى إلى قوات الحماية الجوهرية في عام 2013 لأول مجموعة للحماية الجوهرية التي تأسست باسم الشهيدة كوله سلمو في حي الشيخ مقصود، وعن ذلك تقول "بعد استشهاد كوله سلمو قمنا بتشكيل قوات الحماية الجوهرية وانضممت للمجموعة الأولى، سابقاً كنت أعمل ضمن المؤسسات لكن انضمت للحماية الجوهرية بهدف حماية نفسي وعائلتي ومدينتي".

وأضافت "استشهاد كوله سلمو جعلنا نخطي خطوة تأسيس الحماية الجوهرية على اسم الشهيدة التي أعطتنا القوة للدفاع عن أرضنا وتنظيم أنفسنا ضمن قوات حماية الجوهرية الخاصة بالمرأة من أجل أن نكمل مسيرتها والسير على دربها".

وكوله سلمو كانت من النساء الجبهاويات في حي الشيخ مقصود التي حاربت عادات المجتمع لحماية حيي الشيخ مقصود والأشرفية والتي كان لها دور بارز في المقاومة التي شهدها الحي، واستشهدت في أحداث عام 2015 نتيجة استهدافها كامرأة مناضلة مقاومة.

 

الحماية الجوهرية مهمة في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات

 

 

وبدورها قالت الإدارية في قوات الحماية الجوهرية الخاصة بالمرأة شيرين علي "في عام 2012 تزامناً مع الأزمة السورية، شن مرتزقة تركيا هجوماً على مدينة حلب ولم يكن هناك قوات خاصة تحمي حي الشيخ مقصود، وفي عام 2015 بدأ الأهالي بتنظيم أنفسهم وحماية حيهم، وبعد مقاومتهم وافتتاح المؤسسات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية تم تشكيل قوات الحماية الجوهرية لتنظيم صفوف الشعوب".

وأضافت "بعد مضي كل هذه الأعوام نركز الآن على أهمية حماية الأهالي نفسهم بنفسهم، يمكننا أن نقول إننا قطعنا شوطاً طويلاً من ناحية انضمام الأهالي بإرادتهم في قوات الحماية الجوهرية، فالآن يوجد ما يقارب سبعون امرأة متطوعة وتشاركن في حماية الأحياء من ضمنها حماية الفعاليات والمسيرات التي تقام في حيي الشيخ مقصود والأشرفية".

وعن تدريب الأهالي، توضح "قمنا كقوات حماية جوهرية بتدريب كافة المتطوعين/ات، فضلاً عن تدريب الأهالي على استخدام السلاح والرمي، وتنظيمهم في حال حدث أي هجوم أو دخول شخص غريب يسعى للمساس في أمن الحي، من أجل التعرف عليه ومقاومته بذلك يقوم الأهالي بدورهم في حماية الحي".

وتطرقت شيرين علي إلى الفئات المنضمة إلى قوات الحماية الجوهرية "ينضم إلى قوات الحماية الجوهرية الفئة الشابة وكبار السن ولكنهم يأخذون مكانهم ضمن الحماية الجوهرية، ونسعى لخلق مجتمع أخلاقي سياسي يحمي نفسه فمن لا يستطيع حماية نفسه سيصبح الضحية، لذلك على كل فرد أن يأخذ مكانه في حماية نفسه وحيه فلولا مقاومة أهالي الشيخ مقصود لسقطت لكن الحماية كانت البوابة للنصر على المرتزقة".