'نساء العالم عرفن حقيقتهن وحريتهن في ثورة روج آفا'

أكدت الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا آفاشين مسو أن المرأة في المنطقة لعبت دورها الريادي في نجاح ثورة 19 تموز/يوليو 2012

نورشان عبدي 
كوباني ـ ، معتبرةً أن هذه الثورة ميلاد جديد للمرأة التي طورت إرادتها وكسرت كل القيود التي أنكرت وجودها وجردتها من قيمتها ودورها الريادي والهام في المجتمع. 
انطلقت ثورة روج آفا في 19 تموز/يوليو عام 1012 من مقاطعة كوباني بهدف تفعيل الخيار البديل الذي تم التوافق الشعبي حوله لتأسيس نظام اجتماعي متكامل يكون بديلاً عن نظام الدولة القومية وعلى ذلك أصبحت ثورة روج آفا أول ثورة في الشرق الأوسط تتحرك وتسير بشكل مغاير عن سياق الثورات الأخرى في البلدان العربية منذ الربيع العربي بما فيها الثورة السورية والتي انطلقت في 15 آذار/مارس عام 2011. 
وشكلت المرأة عنصراً أساسي في هذه الثورة حتى عرفت الثورة بـ "ثورة المرأة"، وعلى ذلك شكلت حقوق النساء والمساواة بين الجنسين أساساً لجميع المطالب، انطلاقاً من مفهوم الأمة الديمقراطية بأن حرية المجتمع تبدأ من حرية المرأة. 
تقول الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي بمقاطعة كوباني آفاشين مسو أن "الثورات انتفاضة يبادر بها الشعب من أجل البحث عن الحرية وكسر قالب السلطوية والرأسمالية للعيش بحرية أما ثورتنا التي ما زلنا نعيش في إطارها في مناطق شمال وشرق سوريا فهي أيضاً انتفاضة نسوية". 
 
تحققت مطالب النساء ضمن ثورة روج آفا 
وحول دور المرأة في نجاح ثورة 19 تموز/يوليو تقول آفاشين مسو "تعرف ثورة روج آفا بأنها ثورة المرأة لأن المرأة لعبت دورها الريادي وكانت من أساسيات انطلاق الثورة"، معتبرةً أن "الجانب العسكري دليل واضح على نجاحات المرأة التي تحققت بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان". 
واستذكرت حياة المرأة في كوباني قبل اندلاع الثورة "لم تكن المرأة في كوباني تملك القدرة على التعبير عن رأيها أو المشاركة في بناء المجتمع، ولكن مع اندلاع الثورة بدأت بأخذ دورها، فالمرأة خرجت إلى الساحات ونظمت ذاتها، ومن خلال هذا النضال أقرت قوانين خاصة بالمرأة، ونظام مؤسساتي يساوي بين الجنسين في المناصب يعرف بالرئاسة المشتركة"، مشددةً على أن المرأة "حققت حياة تشاركية ومساواة بين الجنسين". 
وأضافت "منذ فجر التاريخ لطالما قادت المرأة المجتمع وحتى يومنا هذا، ولكنها تعرضت لسياسة إنكار الهوية، وهو ما عمل القائد عبد الله أوجلان على إنهاءه من خلال تفنيده للمزاعم حول أحقية الرجل بقيادة المجتمع، ودراسته لتاريخ المرأة والمؤامرة التي حيكت ضدها". مبينةً أن القائد عبد الله أكد من خلال مؤلفاته على أن المرأة "ركيزة أساسية للثورة الديمقراطية، وهذا ما ساهم في إنجاح الثورة".
 
العيش المشترك هو أساس مشروع الأمة الديمقراطية
وعن مشروع الأمة الديمقراطية الذي تبنته ثورة شمال وشرق سوريا، والذي يلعب دوراً كبيراً بنجاح هذه الثورة كما تؤكد أفاشين مسو قالت "ترتكز ثورة 19 تموز على مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرح من قبل القائد عبد الله أوجلان، والذي يطبق في مناطقنا، وساهم هذا المشروع في إنهاء التمييز بين القوميات والمكونات وكذلك بين الرجل والمرأة. يعيش كل مكون بثقافته ولونه ولغته على أرضه دون خوف، كذلك حصلت المرأة على حقوقها"، مؤكدةً أن "ثورتنا هو ثورة إنسانية لإحقاق العدالة المجتمعية، وهي ثورة للحياة الندية التشاركية التي منحت الجنسين الفرصة للعيش بحرية". 
وأشارت أفاشين مسو إلى أن "شعوب شمال وشرق سوريا ناضلوا وقاوموا منذ بداية الثورة وحتى هذا اليوم من أجل الحرية والإنسانية وهذه هي منجزات ثورة 19 تموز. بتنا اليوم أمام بطولات وتضحيات أنقذت الإنسانية وجسدت صورة المرأة الحقيقية، وتجلى ذلك بوضوح في شكل التصدي للإرهاب وتطوير النظام الإداري الديمقراطي في كافة مناطق شمال وشرق سوريا حتى أصبحت هذه المناطق نموذج يحتذى به في جميع أنحاء العالم".
وفي ختام حديثها قالت الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا آفاشين مسو "ثورتنا هدفت لإنقاذ المرأة من الظلم والاستبداد والعادات والتقاليد البالية، فأول المؤسسات التي تم افتتاحها هي مؤتمر ستار، كما وتم تأسيس قوات وحدات حماية المرأة التي قاتلت مرتزقة داعش".