"نريد محاسبة قتلة أبنائنا"... نساء كوباني تؤيدن قرار محاكمة داعش

تضامنت نساء ناحية صرين بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا اللواتي قُتل أبنائهن على يد داعش، مع قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة داعش المعتقلين في السجون.

نورشان عبدي

كوباني ـ في العاشر من حزيران/يونيو الفائت، أصدرت الإدارة الذاتية في شمال وشرق وسوريا قرار بدء محاكمة داعش المحتجزين لدى السجون الواقعة في مناطق الإدارة الذاتية، وسيتم ذلك وفقاً للقوانين الدولية والمحلية الخاصة بالإرهاب.

خلال حملات التحرير التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية في كافة شمال وشرق سوريا ابتداءً من كوباني وصولاً إلى الباغوز، اعتقلت أكثر من عشرة آلاف مقاتل من داعش لا زالوا محتجزين لدى الإدارة الذاتية، وهناك عشرات الآلاف من أفرادهم منهم أطفال ونساء متواجدين في مخيمات تابعة للمنطقة.

كانت منطقة صرين التابعة لمقاطعة كوباني والتي بقيت لفترة زمنية طويلة تحت سيطرة داعش، من المناطق التي حررها مقاتلين قوات سوريا الديمقراطية وذلك في 27 تموز/يوليو عام 2015.

 

"داعش قتلت الأبرياء"

 

 

وقالت مريم موسى البالغة من العمر (60 عاماً) إن منطقة صرين عاشت معاناة ومأساة لا توصف في ظل سيطرة داعش عليها "لم نرى مثل هذه المعاناة أبداً من ذل وظلم وخوف، كونها كانت تقتل العديد من الأبرياء، ففي إحدى المرات أتوا بشاب صغير في العمر إلى الساحة دون أي ذب قتلوه بأبشع الأساليب، لذلك عاش الأهالي الكثير من المعاناة".

وأضافت "اليوم بعد تحرير صرين نعيش على أرضنا بسلام وأمان بفضل دماء شهداءنا وأبنائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش حياة حرة وآمنة"، مؤكدة على أن داعش لن تكتفي بقتل الأهالي بل كانت تدمر منازلهم أيضاً "دمروا منزلي الذي كان في إحدى قرى صرين".

ولفتت مريم موسى إلى أن ابنها انضم إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية وشارك في تحرير المناطق والمدن، وبعدها استشهد على يد داعش في حملة تحرير الباغوز.

وعن تضامنها مع قرار الإدارة الذاتية، تقول "كأم شهيد أتضامن مع قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة داعش من أجل أن نعيش بأمان وسلام، فمثلما قتلت داعش الأبرياء وكانت تجبرنا على مشاهدة ذلك يجب أن تعاقب أمام مرأى العالم".

 

"تواجدهم في السجون يشكل خطر علينا"

 

 

بدورها قالت بهية علي (38) عاماً "كان زوجي مقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية من أجل الدفاع عن أرضه وحمايتنا واستشهد على يد داعش في حملة تحرير سد تشرين".

وأضافت "كانت داعش قد دخلت على المنطقة بشكل سري، وبعد سيطرتهم على المنطقة تسببوا الكثير من الظلم للأبرياء من بينهم نساء وأطفال وقتلوا الأهالي بطرق وحشية".

وأشارت إلى أنه في ظل تواجد داعش كانت النساء هن أكثر من ظلمن وتعرضن للعنف والتعذيب، حيث كانوا يفرضون عليهن أشد القوانين والعقوبات، بذلك نستطيع القول بأن المرأة هي أكثر من عانت في ظل سيطرة داعش من كافة الجوانب وسلب منها أبسط حقوقها، ولكن قواتنا قاتلت من أجل إنهاء داعش لكنه لم يتم القضاء عليهم بشكل كلي مازال تتواجد خلايا داعش في المنطقة".

وفي نهاية حديثها، تقول بهية علي "كان من المفترض بأن يصدر حكم بحق داعش منذ البداية لأن تواجدهم مازال يشكل خطر على حياتنا، لذلك يجب على الإدارة بأن تسرع بقرار المحاكمة وإرسال الأجانب إلى دولهم مع أطفالهم ونساءهم".

 

"نريد محاكمة من أسر وقتل ثلاث من أبنائي"

 

 

وأوضحت هلالة دكدوك (67) عاماً أن داعش داهمت منزلها وقتلت أحد أبنائها واعتقلت آخر وسرقت ممتلكاته الشخصية "بحثت عنه في كل مكان منبج ورقة، وقالت لي داعش بأنها قتلت ابني ورمت جثمانه للحيوانات، لكنني لم أفقد الأمل فاستمريت بالبحث عنه، وفي آخر مرة ذهبت فيها إليهم قالوا إن لم أكف البحث عنه سيأخذون زوجته أيضاً".

وأضافت "بعد مرور الوقت سمعنا بأن سيارة ابني في مدينة الرقة ذهبنا لكي نبحث عن أي معلومات عنه ولكنني فقدت ابني الثاني عندما فجر أحد الدواعش نفسه بباص كبير يقل العديد من الأهالي"، أما ابنها الثالث الذي انضم إلى حملة تحرير الرقة قتل أيضاً على يد داعش، بحسب ما أوضحته هلالة دكوك لافتةً إلى أن "داعش لم يكن لديه سواء القتل والتعذيب والخطف، كما قتلوا أبنائي يجب أن يقتلوا أيضاً".

وعن دعمها لقرار الإدارة الذاتية، أشارت هلالة دكدوك إلى أنه "أعيش بألم فقدان شهيدين وأسير لدى داعش كيف لن أدعم قرار محاسبتهم ومحاكمتهم".