"عناية" مشروع يعزز حقوق الصحة الإنجابية والجنسية في المغرب
أكدت خديجة تكروين على أن الصحة الجنسية والإنجابية في المغرب لا تزال تقع تحت وطأة ثقافة العيب، وتعتبر من التابوهات التي تحد دون المعرفة العلمية الصحيحة والحقوقية.
حنان حارت
المغرب ـ تعمل شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع، على مشروع "عناية" الذي يهدف إلى احترام الحق في الصحة الجنسية والإنجابية والمساواة بين الجنسين.
تقول المتحدثة باسم شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع خديجة تكروين أن مشروع "عناية" الذي أطلقته الشبكة ينهض بحقوق الصحة الجنسية والإنجابية ويوعي بثقافة المساواة، لافتةً إلى أن هناك أهدافاً عامة وخاصة للمشروع وكلها تتعلق بالنهوض بالصحة الإنجابية والجنسية للنساء، ومناهضة العنف القائم على النوع.
وأوضحت أنه هناك هدفان لا يمكن أن يتحققا إلى بمجموعة من الأنشطة التي تتم مزاولتها داخل مراكز شبكة الرابطة إنجاد ضد عنف النوع، مع الناجيات من العنف وهي عبارة عن جلسات فردية وأخرى جماعية، إضافةً إلى لقاءات خارجية تتم في فضاءات أخرى مع مؤسسات وجمعيات شريكة، للتوعية بموضوع الصحة الإنجابية والجنسية وأهميته لفائدة النساء والرجال، وستكون هناك لقاءات أخرى ستنظم في بعض المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية.
وفي إطار مقاربة القرب التي تتبناها الشبكة، تعمل الأخيرة على التوعية بأهمية الصحة الجنسية والإنجابية من خلال استهداف فئات مختلفة بفضاءات متنوعة مع الحرص على تبسيط الخطاب واعتماد أدوات مثل صور ورسوم وبطاقات.
وأشارت إلى أن الورشات تهدف إلى تعميق المعرفة بالمفاهيم الأساسية للصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وتحليلها من منظور الحقوق ومقاربة النوع، وعن المواضيع التي يركز عليها المشروع، تقول "هناك مواضيع مختلفة تنطلق من معرفة جسم الإنسان، وكذلك الخصوبة ومنع الحمل وفترة الحمل والنفاس والولادة، وكذلك التعفنات المنقولة جنسياً وطرق الوقاية من مرض السرطان بأنواعه المختلفة (عنق الرحم وسرطان الثدي)، بالإضافة إلى الحق في الصحة الجنسية والإنجابية (الموافقة)، إضافة إلى محور مهم جداً والمرتبط بالعنف القائم على النوع والصور النمطية".
واعتبرت أن الصحة الجنسية والإنجابية مرتبطة بحقوق متعددة، بما فيها الحق في الحياة، والحق في الصحة، والحق في عدم التعرض للتعذيب، والحق في الخصوصية، والحق في التربية، وحظر التمييز، بالإضافة إلى الحق في السلامة من المخاطر التي تمس النساء والفتيات منها الزواج القسري والمبكر، والاغتصاب الزوجي والاعتداءات الجنسية.
وحول التمثلات الاجتماعية المرتبطة بها في المغرب، تقول إن الصحة الجنسية والإنجابية في المغرب لا تزال تقع تحت وطأة ثقافة العيب، وتعتبر من التابوهات التي تحد دون المعرفة العلمية الصحيحة والحقوقية للموضوع، وهو ما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للنساء سواء تعلق الأمر بالولادات الغير مرغوب فيها أو المتكررة أو التعفنات المنقولة جنسياً أو بعض الممارسات العنيفة كالاغتصاب الزوجي الذي تغيب فيه الموافقة ويحضر الإكراه والعنف فيه، مشيرةً إلى أن الصحة الجنسية والإنجابية لا تقوم إلا إذا كانت في إطار آمن مسؤول ومرضي لا يقوم على الإجبار والإكراه.
ولفتت إلى أن الصحة الإنجابية والجنسية لا تتحقق في ظروف الهشاشة وهنا نعني بشكل خاص وضع المعنفات والناجيات من العنف اللواتي لا تتمتعن بهذا الحق انطلاقاً من خدمات الولوج إلى غياب تكفل شامل ومتكامل.
وحول العقبات التي تواجه النساء في سبيل الحصول على هذه الحقوق، توضح "هناك تمثلات اجتماعية تركن المرأة في مكانة أدناها وتحول دون استمتاعها بنفس الحق في الصحة الجنسية والإنجابية وهنا نشير إلى أن الدور الإنجابي الذي يبقى حسب هذه التمثلات محصوراً على المرأة التي تتحمل كل مشاق وتبعات الحمل والولادة والنفاس إضافة إلى مهام الرعاية الأخرى التي لا يتقاسمها الزوج أو الشريك وهذا تكريس لصورة نمطية تقسم الأدوار بين الجنسين".
وبينت أنه من خلال حصص التوعية تم تسجيل نسبة وعي لدى النساء المستفيدات من اللقاءات التوعوية في الكثير من المواضيع والقضايا "نذكر على سبيل المثال لا الحصر موضوع الاغتصاب الزوجي الذي عبرت النساء بالإجماع على رفضه ونبذه رغم ما يحاط به من تمثلات"، لافتةً إلى أنه يجب منع تزويج القاصرات لما يشكله من انتهاك لحقوقهن في النمو النفسي والجسدي والجنسي السليم لأنه يشكل خطراً على صحتهن الجنسية والإنجابية ويجعل منهن أمهات طفلات معرضات للعديد من المخاطر.
وأكدت خديجة تكروين على أن غياب الثقافة الجنسية لدى كلا الطرفين يعطي نتائج عكسية "هناك ضرورة ملحة للتوعية لضمان حقوق النساء"، وحول ماهية الحلول المساعدة على إتاحة التربية الجنسية والوعي الجنسي والإنجابي لدى النساء تشدد على ضرورة نشر ثقافة الصحة الجنسية والإنجابية والمساواة ضمن المناهج التعليمية، والبرامج الإعلامية وغيرها؛ لأن تلقي هذه المعارف وسهولة الولوج إلى كل الخدمات الصحية سيلقى بظلاله على الوضع النفسي والاجتماعي لدى النساء والرجال.