ناشطة تونسية: إسرائيل تستهدف النساء بشكل ممنهج
تعتبر الناشطة النسوية فاتن عبد الكافي أن الحرب تستهدف الأرحام لوقف آلة الإنجاب وتفريغ غزة، مؤكدة أن مقاومة المرأة مستمرة ولن تُهزم.
زهور المشرقي
تونس ـ للتضامن مع أهالي قطاع غزة دعت مجموعة من الناشطات التونسيات جميع النساء للمشاركة في مسيرة تضامنية صامتة ستنظم في الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في تونس العاصمة، سترتدين خلالها اللون الأبيض والأسود حداداً على أرواح القتلى.
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتجاوز عدد القتلى 11 ألف شخص جلهم من النساء والأطفال، وإصابة ما لا يقل عن 28 ألف شخص، وعلى إثر ذلك انطلقت العديد من الحملات الداعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بالهجمات، ناهيك عن البيانات والمظاهرات المطالبة بالتوقف عن ارتكاب المجازر بحق الأهالي في غزة، خاصة بعد استهداف المستشفيات والمرافق العامة التي تحتمي بها النساء والأطفال.
وحول ذلك قالت الناشطة النسوية فاتن عبد الكافي "هناك تقصير من ناحية تنظيم المظاهرات والوقفات المساندة لأهالي غزة وفلسطين عموماً في حرب الإبادة المعلنة من قبل إسرائيل"، مشيرةً إلى أنه هناك اعتياد من قبل البعض على المشاهد، محذرةً من التعود على صور القتل والاستهداف المباشر بالأسلحة المحرمة دولياً والفوسفور الأبيض دون تحرك والتعبير عن غضبهم.
ولفتت إلى أن "النساء تعشن أوضاعاً مأساوية مضاعفة في غزة مع غياب الأساسيات والاحتياجات الخاصة، فضلاً عن الجوع وممارسة سياسة التهجير القسري واضطهادهن ومحاولات إسكاتهن بإبادة أطفالهن وقتلهن، إضافة إلى تفتيشهن بشكل همجي في انتهاك لحرمتهن الجسدية وإهانات ترتقي إلى جريمة التحرش الجنسي".
وأكدت أن المسيرة المرتقبة ستكون نسائية يجمع كل الألوان بغض النظر عن التوجه السياسي والعقائدي والفكري وغيره، حتى يكون صوت النساء مسموعاً ومؤثراً.
وقالت إن هناك مقترح لإطلاق اسم "رحم" على المظاهرة التي ستكون مساندة لنساء غزة، لاعتبار أن الإبادة مستهدفة للنساء فضلاً عن استئصال أرحام عشرات منهن في هذه الحرب وهو حلم إسرائيل الذي يريد إيقاف آلة الإنجاب في فلسطين "رحم أيضاً مرتبطة بصلة الرحم التي تجمعنا كتونسيات بالفلسطينيات، نحن نشعر بآلامهن ونتألم معهن ونعرف مدى معاناتهن كنساء، ونحن نعرف أن الحرب دائماً ما تدفع ثمنها النساء فهن تقاسين من ويلات الصراعات، ومسؤوليتهن مضاعفة من التربية إلى توفير الضروريات".
وأوضحت أن المسيرة ستكون صامتة، لدوافع كثيرة أبرزها أن الإعلام الغربي يحاول التعتيم على ما يحدث في غزة ويسعى للجم الأصوات الحرة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي التي تفننت في نصرة الحقائق وإغلاق الصفحات التي تنقل الواقع وتعري حقيقة الغرب المتاجر بحقوق الإنسان والذي خلق ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الانسان التي لا تطبق "إننا خارج حساباتهم، نُباد علناً أمام شاشات التلفزيون ولم يتحرك هؤلاء لإيقاف آلة القتل والتنكيل من قبل العدو في غزة، نعيش حرب لأننا نريد إيصال صوت الفلسطينيين، لكن مسيرتنا ستكون بلا صوت لنوضح أنه رغم الحصار الإعلامي سنساند، وسنستمر بنضالنا رغم قمعكم وعدم قبولكم صوتنا".
وعبرت عن أملها من أن تتبع هذه المجازر التي سفكت فيها دماء الأبرياء وأدت إلى آلاف القتلى "صحوة عربية في الأجيال الجديدة تؤمن بعدالة القضية الأم"، مؤكدةً أن "الحرب على غزة عرت الغرب الكاذب وفضحته وبينت سقوطه أخلاقياً، فالظاهر هو أن منظومات حقوق الإنسان لا تعترف بالعرب وأن حياة اسرائيلي أغلى من حياة ألف عربي".
وعبرت عن أسفها من بهتان الصوت النسوي في العالم ومن غياب التضامن الذي حضر في حرب أوكرانيا ومشاكل الغرب، لكنه غاب نهائياً عن مساندة النساء في غزة "مؤلم جداً انعدام التضامن النسوي مع نساء تنتهك حرمتهن وأجبرتهن الظروف على الإجهاض غير الآمن وتناولن حبوب تأخير الدورة الشهرية وشربن ماء البحر واستحممن به، وعشنا أياماً دون طعام، وهن تفترشن ساحة المشفى للنوم ليتعرض للقصف وهن في قلبه وتردين قتلى، يؤلمني أن أرى والداً يجمع أشلاء أبنائه لدفنها، يؤلمني صوت أم ترثي أبنائها وأخرى تتألم لأنهم ماتوا والجوع يفتك ببطونهم، تؤلمني مشاهد النساء وهن تتنقلن من منطقة إلى أخرى مشياً على الأقدام حاملات ابنائهن، مشاهد كلها مرعبة تفضح إجرام هذا العالم والغرب".
وأضافت "لم نكن ننتظر من الغرب الحلول، وسقف آمالنا فيه ليست عالية لأننا نعرف من يدعم وعلى أي أساس، نحن مواطنين من الدرجة الثانية وحقوق الإنسان لا تتماشى معنا ولم تصنع لنا، نحن النصف الأسفل الذي لا قيمة له، وقد قالها الوزير الإسرائيلي الذي هدد بقنبلة نووية أمام العالم دون أن يندد أحد لهول ما تفوه به، الغرب الذي يدعي الديمقراطية رأينا كيف قمع شعوبه التي خرجت للشارع مساندة لفلسطين، كذبة حرية التعبير التي يتشدقون بها فضحتها الحرب على غزة".
ووجهت رسالة لنساء غزة مفادها "ألمكن هو ألمنا، وجعكن يرهقنا، لن نقبل بانتهاك الحرمة الجسدية لأي امرأة، نشد أزركن، الصبر لقلوبكن وستعمر غزة وتنتصر".