ميل النساء غير المعقول إلى عمليات التجميل

تقول سارة. م أستاذة جامعية وعالمة اجتماع إن "شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مكاناً لتواجد الطبقات الاجتماعية، وهناك يبحث معظم جراحي التجميل والأطباء عن التسويق والعملاء لإجراء عمليات التجميل، لذلك تسببت عمليات التجميل بتحديد الهوية في المجتمع".

مريم محمودي

تبريز ـ في السنوات الأخيرة، اتجهت العديد من النساء إلى العمليات التجميلية وتضع معظم النساء أجسادهن تحت شفرة الجراحة في عيادات غير صحية دون معرفة وحاجة طبية.

من بين الأطباء العامين من يعملون في المستشفى ويتلقون دورة تعليم التجميل دون خبرة كافية، ورغم التحذيرات من أن هذه العيادات غير صحية ويقوم بها غير متخصصين، إلا أن طلبات إجراء عمليات التجميل ما تزال كثيرة مهما كانت العواقب، مما يفتح المجال أمام المزيد من الأطباء للعمل.

لقد ذهب المجتمع نحو الفقر الثقافي والاجتماعي والسياسي، وهذا التصرف في المجتمع ليس بسبب الجهل الاجتماعي، بل تحاول السلطة إضعاف وعي المرأة وفكرها وثقتها بنفسها وقمعها منذ سنوات ولهذا السبب، فإن المرأة المثالية للسلطة هي المرأة التي تشعر بالقلق بشأن شكل جسدها ولون أظافرها، وهذه المرأة تغير جسدها باستمرار ولا تؤذي السلطة، لأنها غافلة تماماً عن السياسات الكارهة للنساء والعقلية الأبوية.

فإذا تم تقديم تحليل سوسيولوجي للمجتمع، من خلال إزالة المجلة، والحد من الحركات الطلابية، وإغلاق الأكشاك والمكتبات، فإنه مع مرور الوقت، يتم إزالة الوعي بالجزء الداخلي من المجتمع وسيتم دفع المجتمع نحو أعمال جماعية غير مستنيرة وسيتم خلق وضع مناسب لحكومة استبدادية.

 

"تأثير الفضاء الافتراضي على الاتجاه نحو إجراء التجميل"

تقول سارة. م أستاذة جامعية وعالمة اجتماع، عن تأثير الفضاء الافتراضي على التوجه نحو التجميل "أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مكاناً لتواجد الطبقات الاجتماعية وهناك يبحث معظم جراحي التجميل والأطباء عن التسويق والعملاء لإجراءات عمليات التجميل، كما ينجذب الناس ويلجؤون إلى التصرفات المتهورة في إيران للوصول إلى مفاهيم الجمال التي تم وضعها من قبل شركات التجميل ويكثر البحث عن الشكل "المثالي" لدى الشباب، كاستخدام مستحضرات التجميل، وتسريحات الشعر المختلفة، وعمليات التجميل، وأصبح الجسم من أهم اهتمامات الشباب".

وأضافت "عمليات التجميل تعتمد على الدخل المالي للأشخاص وعمرهم وتعليمهم. مع تقدم الأشخاص في السن، يلجأ عدد أكبر من الأشخاص إلى الجراحة التجميلية، لكن في إيران انخفض عمر الجراحة التجميلية. وأصبحت النساء متشابهات مع بعضهن البعض في المظهر والملابس، وهذا سببه أيضاً شبكات التواصل الاجتماعي وقلة وعي الناس، فممارسة التجميل تسببت ذلك في تحديد هوية النساء اللاتي تحولن إلى حقن الدهون والهلام والبوتوكس، ويشعرن بأن لديهن امتيازاً خاصاً في المجتمع مقارنة بالأخريات وأنهن أكثر قبولاً، فمعظم النساء اتجهن إلى المكياج الدائم وحقن الجل، وعادة ما يقوم الأطباء العامون الذين ليس لديهم المعرفة الكافية في هذا المجال بإجراء عمليات التجميل للأشخاص في العيادات".

 

"تزايد العمليات الجراحية يعتبر نوعاً من الإدمان لدى النساء"

وتقول ليلى. ن وهي طبيبة ناشطة في مجال الأضرار الاجتماعية إن "عمليات التجميل المفرطة تعتبر نوعاً من الإدمان وعادة لا يعرف الناس سبب قيامهم بهذه الأفعال المتهورة إلا لأنها موضة وقد قام أقرانهم بإجراء تغييرات على مظهرهم وهم يفعلون ذلك أيضاً، لقد أصبح الناس متشابهون".

تقول سحر. م "في السنوات القليلة الماضية، تحول الأشخاص المقربون مني وأصدقائي إلى الوشم وعمليات التجميل وحقن الجل وأصبحت أيضاً مهووسة وتحولت إلى عمليات التجميل، وحقنت الجل وأحسست أني لست جميلة وأنني غير مقبولة مثل أقراني بالإضافة إلى ذلك، زادت مصاريفي اليومية أيضاً، وكنت أقوم بحقن الجل والبوتوكس بالتقسيط. شيئاً فشيئاً، أدركت أنني أصبحت مهووسة وبدأت بلوم نفسي أكثر".

الاتجاه نحو ممارسات التجميل الأكثر شيوعاً بين النساء هي سياسة يقوم بها النظام الرأسمالي والحكومات الأبوية من أجل إضعاف المرأة والسبيل الوحيد لإنقاذ المجتمع من هذه السياسة الشريرة وعبودية الحداثة هو وعي المرأة. إن الإيمان بالنفس والاعتماد على الذات هو الذي يمكن أن يساعد المرأة على تطوير مواهبها وقدراتها والسعي من أجل مستقبل جديد بعيداً عن السلطة الأبوية.