مؤتمر ستار ينظم دورات تدريبية لتوعية النساء بحقوقهن
أكدت النساء المشاركات في الدورة التثقيفية التي افتتحت في مقاطعة الجزيرة، أنه لا ينبغي لفتاة لا تزال طفلة أن تتزوج وتنجب طفلاً، ولا ينبغي للأسرة أن تتاجر ببناتها تحت مسمى "السترة".
سوركل شيخو
الحسكة ـ في ظل استمرار نساء إقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم أنفسهن، أطلق مؤتمر ستار دورة تدريبية تثقيفية للنساء في بلدة "قبور القراجنة" التابعة لمدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة، لعدة أيام بهدف توعيتهن وتطوير قدراتهن.
تشمل الدورة النساء اللواتي لم يسبق لهن المشاركة في الدورات التدريبية، وتضم النساء فوق سن الـ 60 عاماً، ويشارك أيضاً في الدورة أمهات حديثات الولادة ويستمعون للدروس في نفس الوقت.
ومن الجدير بالذكر أنه تم افتتاح الدورة في القرى وبيوت النساء نفسها، لمدة ساعتين تقريباً يومياً، تتلقين فيها دروساً يقدمها أعضاء لجنة التعليم في مؤتمر ستار وتبدين آرائهن في المناقشات.
مؤتمر ستار يبدأ مرحلة جديدة لتعليم النساء
وتحدثت عضو لجنة التعليم في مؤتمر ستار ديالا مصطفى عن التدريب الذي بدأ، وكذلك عن النساء المشاركات في الدورة، قائلة إنهم بدأوا دورة تدريبية لـ 24 امرأة من قرية "عين العبيد"، مضيفة "بما أن نساء تلك القرية تشاركن في دورة تدريبية لأول مرة، فقد تم إعطاء الدروس بناءً على ذلك، وتم اختيارها من الحالات والقضايا الموجودة في المجتمع مثل أهمية التعليم، وتاريخ المرأة، والهجرة، والزواج المبكر، وتعدد الزوجات، وما إلى ذلك".
وأشارت إلى أنه "في البداية كانت النساء المشاركات في الدورة خجولات ولم تبدين بآرائهن ومشاكلهن، وكانت المرة الأولى التي تتلقين فيها مثل هذه الدروس، وبعد أيام قليلة من تلقي دروس تاريخ المرأة، جرت محادثات بين النساء وظهرت مناقشات غنية وقوة التعبير عن مشاكلهن وقضاياهن، فالهدف هو أن تعرف المرأة نفسها وأن تكون على دراية بحقها وقادرة على حماية هويتها من خلال حقوقها".
وبينت ديالا مصطفى أنهم سيفتحون الدورات في قرى أخرى "من زيارة النساء من منزل إلى منزل، ننتقل الآن إلى عملية تثقيفهن في مجموعات في القرى. سنقوم بتدريب النساء في القرى وتنظيمهن وتعريفهن بتاريخهن وحقيقتهن، ومن خلال الدورات التثقيفية يزداد تضامن وحب النساء لبعضهن، كما نحاول كسر الصور النمطية التي رسمها المجتمع للمرأة وحصر دورها في المنزل وتربية الأطفال".
"تحت اسم الزواج تتاجر الأسر ببناتها"
من جانبها أبدت سارة حمدو العويس رأيها في دروس الزواج المبكر والجرائم التي ترتكبها الأسر بحق بناتهم "هذه الدورة مفيدة جداً من أجل المرأة التي تريد أن تفهم الحقائق. الزواج المبكر مشكلة كبيرة لأنه بعد ذلك يأتي الطلاق. لا ينبغي لفتاة لا تزال طفلة أن تتزوج وتنجب طفلاً، ولا ينبغي للأسرة أن تتاجر ببناتها تحت مسمى الزواج والسترة، فلا بد من القضاء على ظاهرة الزواج في سن مبكرة".
"يجب على الأمهات أن تكن صديقات لبناتهن"
وأعربت رقية خضر (23 عاماً)، التي تزوجت في سن الـ 16 عاماً وتتحمل أعباء إدارة الأسرة، عن رأيها "الزواج في سن مبكرة يؤدي إلى الطلاق فهو ينهي طفولة الفتيات وحياتهن. من الضروري أن تكون الأمهات والآباء أصدقاء لأبنائهم وبناتهم وتعليمهم وتوعيتهم بشكل جيد. لقد تسربت العديد من الفتيات من المدرسة في الصف السادس فقط لتزويجهن ومزاولة العمل الزراعي لخدمة أسرهن وهذا أمر غير عادل، لكن مجتمعنا لا يؤمن بتعليم الفتيات".
ولفتت إلى أن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها في دورة تثقيفية "من خلال الدورة تعرفنا على العديد من القضايا والحالات التاريخية لمجتمعنا، ونأمل أن تستمر مثل هذه الدورات حتى نتمكن من تثقيف وتعليم أطفالنا ومحيطنا. لقد كان حلمي أكبر من الزواج، كنت أرغب في إكمال تعليمي حتى أعلى المستويات وأعيش حياتي ثم الزواج، لكن عادات المجتمع أجبرتني على الزواج".