مؤتمر الإسلامي الديمقراطي يسعى لبناء مجتمع سياسي أخلاقي
يسعى مؤتمر الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا من خلال رؤيته العصرية إلى تنظيم الشؤون الدينية والمؤسسات التعليمية والبحثية الإسلامية في المنطقة
ليلى محمد
قامشلو ـ ، وإعادة الإسلام إلى جوهره الحقيقي من أجل بناء مجتمع سياسي أخلاقي حر.
يعمل مؤتمر الاسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا والذي تأسس في الرابع والعشرين من نيسان/أبريل 2018، على نشر ثقافة الاعتدال وتنظيف الأفكار التي خلفها تنظيم داعش في شمال وشرق سوريا، والإسهام في إطلاق حرية التفكير، وإعمال العقل ونشر ثقافة الحوار بين المكونات والأديان وقبول الآخر.
تقول الرئاسة المشتركة لمؤتمر الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا دلال خليل لوكالتنا "نظراً لوجود تيارات تخالف تعاليم ومبادئ الإسلام، وتشوه اسم الدين الإسلامي الحقيقي، سواء أكانت تيارات راديكالية أو سياسية، ارتأينا تأسيس مؤتمر إسلامي ديمقراطي يتبنى المبادئ الإسلامية الأساسية، ويوحد جهود العلماء لإحياء الأسس المجتمعية العادلة".
وعن الأعمال التي قام بها المؤتمر منذُ تأسيسه، والمستوى الذي وصل إليه حتى يومنا الراهن، أشارت إلى أنه "قمنا بالعديد من الأعمال والنشاطات والإنجازات، وأهمها بناء أكاديميات دينية ومعاهد شرعية، وجمعية تعدى السلام، ومكتب بحوث المعتقدات والأديان، إضافة إلى إصدار مجلة باسم الإسلام الديمقراطي وسيسيولوجيا الأديان"، وعلى هذا الأساس تم توسيع أعمال المؤسسة أكثر من ذي قبل.
وحول المسؤولية التي تقع على عاتق المؤتمر الإسلامي الديمقراطي اتجاه فضح الذين يتاجرون بالإسلام، خاصة في ظل الانحراف الممارس ضد الدين والإسلام الحقيقي، تقول "نظراً لوجود العديد من الأئمة منهم أئمة مال أو مصالح شخصية يخدمون تيارات سياسية، فبدورنا نقوم بنشر المبادىء الإسلامية التي كانت موجودة سابقاً وإعادة شرحها بطريقة عصرية تلائم المجتمع الحالي، والعقول الحالية، إضافة إلى طريقة تناسب مؤتمر الإسلامي الديمقراطي، للقضاء على الأفكار السوداوية التي انتشرت باسم الدين الإسلامي والتي قام داعش بنشرها في المنطقة".
لمؤتمر الإسلامي الديمقراطي دور في نشر ثقافة الحوار بين المكونات والأديان، وترسيخ الاستقرار في المنطقة وعن ذلك تقول دلال خليل "إن نشر ثقافة الحوار بين الأديان والمكونات يعتبر جزءاً أساسياً مهماً من الأعمال التي نقوم بها ضمن المؤتمر، إن النبي محمد طرح مشروع الحوار بين المكونات والأديان الذي عرف بميثاق المدينة، بهدف تقريب الأديان والمجتمعات من بعضها البعض ليتمكنوا من العيش في المجتمع وليحموا أنفسهم من العدو الخارجي، وأيضاً لم يكن هناك إجبار على اعتناق الإسلام أو أي دين آخر".
وتضيف "لذا إننا كمؤتمر الإسلامي الديمقراطي نتبع ونتبنى هذا المشروع الذي ينص على ثقافة الحوار والعيش المشترك بين الأديان والمكونات، ولنا دور في ترسيخ الاستقرار في المنطقة، إذ نقوم بمناقشة جميع القضايا سواء كانت مجتمعية أو قضايا متعلقة بالوضع الراهن بشكل أكاديمي سياسي أو اجتماعي وأخلاقي، لنتمكن من الوصول لحل هذه القضايا، ونصدر قرارات تلائم المجتمع أجمع".
وأما بصدد سعي مؤتمر الإسلامي الديمقراطي لكشف التطرف والفكر التعصبي خصوصاً في ظل الصراعات التي تعيشها المنطقة، تقول "يعتبر التطرف والفكر التعصبي مشكلة أساسية، إلى جانب التفسيرات والتأويلات، إذ فسر العديد من الأئمة والعلماء الآيات والأحاديث بطريقة تخدم جهة معينة أو منفعة شخصية، لكننا نسعى لأن يكون لدينا مشروع خطاب ديني لنتمكن من الوصول إلى فكرة جديدة تخدم المجتمع عامة".
وفيما يتعلق بكيفية تفعيل دور المرأة ضمن مؤتمر الإسلامي الديمقراطي تؤكد أنه "تضمن انعقاد مؤتمرنا الثاني موضوع وضع المرأة التي تعاني منذ زمن طويل من صراعات الدين أو العرف والعادات، إضافة إلى التفسيرات الدينية، ورأينا من الضرورة إبراز دورها ومكانتها، وعلى ذلك خرجنا بعدد من القرارات".
وعن القرارات المهمة التي تم نقاشها في المؤتمر والتي وافق عليها جميع أعضاء المؤتمر، تقول دلال خليل "أن تكون المرأة صاحبة قرارها وتناقش قضاياها بنفسها، وأن يكون لديها استقلالية في طرح أفكارها، وإنشاء فكرة تخدم المرأة وتعمل على توعية النساء وتثقيفهنَّ فالنساء ضمن مؤتمر الإسلامي الديمقراطي تمكنَّ من الحصول على حقهنَّ في العمل والتصويت، وطرح المشاكل وإيجاد حل لها".
وتقول نائبة الرئاسة المشتركة لمؤتمر الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا هبة الله دبليز "عقد المؤتمر الأول لمؤتمر المجتمع الاسلامي الديمقراطي عام 2018، والذي خرج عنه العديد من القرارات منها افتتاح أكاديمية مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في مقاطعتي الحسكة وقامشلو، وفتح مؤسسات دينية للمرأة المُسلمة في روج آفا، بالإضافة إلى فتح معاهد السلام بمقاطعة الحسكة، وجمعية السلام الإنسانية لتقديم المساعدات بجميع أشكالها".
وتتابع "بعد سنتين من انعقاد المؤتمر الأول، قمنا بعقد مؤتمرنا الثاني تحت شعار "انشروا السلام" في 15 حزيران/يونيو 2021، والذي بدأ بتغيير اسم المؤتمر من مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي إلى مؤتمر الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، حضره أكثر من 400 شخص من جميع أطياف المجتمع والمؤسسات الدينية والأحزاب السياسية".
ونوقش خلال المؤتمر الثاني الأعمال والإنجازات التي قام بها مؤتمر الإسلامي الديمقراطي خلال العامين الماضيين "تم النقاش حول القرارات مع أعضاء المؤتمر، وأصبحت من مخرجات المؤتمر وهي قرارات عامة للمؤتمر وقرارات تخص مكتب المرأة الديني، الذي تغير اسمه لمجلس المرأة الديني في شمال وشرق سوريا".
وحول أهم القرارات التي اتخذت خلال المؤتمر أوضحت "فتح أكاديمية دينية خاصة بالمرأة، وزيادة عدد المكاتب والمؤسسات، وافتتاح أكاديمية الإسلام الديمقراطي في الرقة، بالإضافة لافتتاح أفرع لجمعية السلام الإنسانية لتقديم المساعدات في إقليم الفرات، والعديد من القرارات الأخرى التي تخص المرأة منها زيادة عدد الموظفات، وزيادة إقامة ندوات حوارية، تبادل الزيارات مع الأديان الأخرى والعمل سوياً".