مؤسسات نسوية تصدر العديد من التوصيات بعد مقتل سلمى بهجت

أصدرت مجموعة من المؤسسات النسوية توصيات في بيان مشترك للحد من العنف الممارس على النساء الذي بات يؤدي لذبحهن في الطرقات بدون رادع.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أصبح حفاظ الفتيات والنساء على أرواحهن مطلب صعب المنال في ظل سطوة المجتمع الأبوي الغير مقتنع أن من حق المرأة أن تمارس ما تحب وترفض من تكره، فمجرد تلك الفكرة باتت تخرجه عن شعوره وتجعله يفقد إنسانيته تماماً للتخلص منها.

فقبل شهر قتلت الطالبة نيرة أشرف أمام سور جامعتها، ومنذ يومين قتلت سلمى بهجت بجوار عملها، وكل ذلك يحدث وسط المارة مع تصويرهم للمشهد، وأصبحت تلك الجرائم مرعبة لدرجة أن كل فتاة قد تفكر عدة مرات لمجرد التمسك بإرادتها في اختيار شريك حياتها، وهذا ما جعل المؤسسات النسوية تنتفض لحماية النساء من خلال مجموعة توصيات يرونها الأنسب للحفاظ على حياة الفتيات خلال الفترة المقبلة.

الجريمة الأخيرة ناقوس خطر مرعب

اعتبرت المجموعة النسوية أن سلمى بهجت ضحية أخرى من مسلسل مرعب المتمثل في استباحة قتل النساء والاعتداء عليهن، متسائلين "من أين أتت تلك الجرأة والاستسهال في استباحة وإزهاق أرواح النساء والفتيات".

وأكدت المجموعات النسوية أن النساء أصبحن لا يأتمن على أنفسهن في البيت، الشارع، الجامعات، وسائل المواصلات والأماكن العامة، مشيرين إلى أنه لم يعد لهن حق الاختيار.

واعتبرت المجموعة النسوية في بيانها المشترك الصادر رفضاً وتعقيباً على حادثة مقتل سلمى بهجت بنحو 15 طعنة بسلاح أبيض "سكين" على يد زميلها، أن العنف أصبح ثقافة محاطة بتغذية وتواطؤ مجتمعي يبرره ويدين الضحية متعاطفاً مع الجاني.

 

النيل من سمعة الضحية أداة المجتمع الرجعي لدعم القاتل والتبرير له

إدانة الضحية ووصمها والخوض في تفاصيل حياتها أصبح نهج الراغبين في دعم المجرمين والتبرير لهم فالبعض يرى أن الضحية مستغلة وآخرون يتحدثون عن أخلاقها وسلوكها بل وملابسها وكان هناك سبب يدفع شخص لقتل آخر بعيداً عن نوعهم الاجتماعي.

وأكدت المجموعة النسوية أن هناك كثيرون يتعمدون اختلاق الأكاذيب والنيل من سمعة الضحايا ومحاولة تشويهها، لافتين إلى أن الآراء الدينية المتشددة التي تلقي اللوم على الضحايا ومحاولة إفلات الجاني من العقاب تحت مسمى دفع الدية يخلق في المجتمع سفاحين جدد.

وشجعت المجموعة النسوية النساء والفتيات بسرعة إبلاغ الجهات الرسمية عن أي تهديدات يتلقونها، وطالبوا الجهات المعنية والرسمية بتحمل مسؤوليتهم لاتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية النساء والفتيات كمواطنات لديهن الحق في الحياة والتحرك الآمن.

 

توصيات ومطالب المجموعة النسوية

طالبت المجموعة النسوية بسرعة إصدار قانون موحد لمناهضة العنف ضد المرأة والذي نصت عليه الاستراتيجية القومية لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدين أنه لم يصدر حتى الآن على الرغم من انتهاء الاستراتيجية، وكذلك العمل على استراتيجية إعلامية وخطة واضحة المؤشرات لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة، فضلاً عن ضرورة العمل على بناء ثقافة وقيم مجتمعية تنبذ العنف والتمييز ضد المرأة على مستوى الأسرة والمجتمع العام بمؤسساته "التعليمية والدينية والإعلامية والتشريعية والتنفيذية".

 

قتل سلمى نتيجة حتمية للتعاطف مع محمد عادل قاتل نيرة

بعد جريمة نيرة أشرف حدثت موجة تعاطف مع قاتلها محمد عاطف وانطلقت عدد من الصفحات تطالب بوقف حكم الإعدام الصادر ضده وكأنهم يدعمون القتل والاعتداء على الفتيات وهو الأمر الذي طور مشاهد العنف الممارس ضد الفتيات في الشارع المصري.

وقالت الدكتورة راندة فخر الدين، رئيسة الاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل، إن ما حدث نتيجة حتمية للتعاطف الذي حدث مع قاتل نيرة أشرف فتشجع بعض المهزوزين نفسياً على ممارساتهم العنيفة تجاه النساء.

وأضافت أن الوضع أصبح مأساوي فهناك من باتوا يستسهلون الجريمة باعتبارهم سيجدون من يدعمهم ويبرر لهم، مشيرةً إلى ضرورة وجود حراك قوي من المجتمع المدني والمؤسسات لمواجهة موجة العنف التي تزداد يوماً تلو الآخر.

ورأت أن المواجهة تبدأ من المناهج التعليمية فضلاً عن عمل برامج لتأهيل الشباب مرة أخرى وعلاجهم النفسي لفهم النفس والآخر وضبط التعاملات بشكل عام، وضرورة مراجعة ما يقدم من أعمال درامية قد تساهم في ترسيخ العنف بداخلهم.

والجدير بالذكر أن المؤسسات النسوية التي أصدرت التوصيات والبيان هي "المرأة الجديدة، وكير مصر للتنمية، ووسائل الاتصال من أجل التنمية (أكت)، وملتقى تنمية المرأة، وقضايا المرأة المصرية، والجمعية الطبية النسائية، وإدراك للتنمية والمساواة، والمحاميات المصريات لحقوق المرأة، ونور مصر للتنمية، والقاهرة للتنمية والقانون، والفن للتنمية، والاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل، ومصر للصحة والتنمية المستدامة، وأمان للتنمية، والنزاهة والشفافية لمكافحة الفساد، وحلم إنسان للتنمية، وسيدة المحبة للراعي الصالح، البلد اليوم، والايادي العربية لتنمية المجتمع المحلي، والحياة الافضل للتنمية والتدريب، وراعي مصر".