متحف الشهداء... يخلد تضحيات الشهداء ويحاكيها للأجيال
استشهدوا في أماكن وبقع مختلفة ليجمعهم متحف ذكريات الشهداء في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب في مكانٍ واحد ويخلد تضحياتهم ويحاكيها للأجيال الصاعدة.
فيدان عبد الله
حلب ـ أسست وحدات حماية الشعب ومجلس عوائل الشهداء في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب في إقليم شمال وشرق سوريا أول متحف لصور وذكريات شهداء المقاومة والحرية باسم "الشهداء هم قادة نضالنا"؛ تخليداً لذكراهم وبطولاتهم التي قدموها في سبيل خلق حياة حرة للشعوب.
افتتح متحف الشهداء في الـ 28آذار/مارس 2024 بعد تحضيره بشكل كامل بجهود ومساعي وحدات حماية الشعب والمرأة ومجلس عوائل الشهداء في المنطقة، ويتضمن المتحف المئات من صور الشهداء الذي استشهدوا في أماكن وتواريخ مختلفة في صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة، وقوى الأمن الداخلي، وشهداء مقاومة العصر بالإضافة لوجود ذكريات لمقتنيات الشهداء كانت بحوزتهم قبل استشهادهم كساعة يد، مفتاح، هاتف، عطر وغيرها ومعداتهم العسكرية كما يزين المتحف بشكلٍ كامل بالورود وأشجار طبيعية من ألوان الربيع المختلفة.
وأوضحت الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في مدينة حلب روشان محمد أنه بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 38 لاستشهاد الشهيد عكيد قورقماز وبالتنسيق بين وحدات حماية الشعب والمرأة ومجلس عوائل الشهداء أنشأ متحف ذكريات الشهداء في مدينة حلب، بعد دراسة وعمل دؤوب دام لأكثر من 6 أشهر "كنا حريصين على تواجد صور شهداء جميع العوائل القاطنة في حي الشيخ مقصود، الأشرفية والشقيف بمدينة حلب في المتحف".
وأشادت بدور الشهداء وما قدموه في سبيل تحقيق الأمان والسلام "الشهداء هم الذين ضحوا بأغلى وأثمن ما يملكون وهي أرواحهم وحياتهم ليخلقوا الحياة لغيرهم ومهما نظمنا من فعاليات ونشاطات لاستذكارهم لن نتمكن من إيفاءهم حقهم".
ونوهت إلى أنه لكل شهيد في المتحف حكاية نضال وكفاح، فكل واحد منهم استشهد في بقعة مختلفة من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وكردستان وتجمعوا في المتحف لكونهم كانوا أصحاب قضية وهدف واحد ألا وهو تحقيق الأمان والسلام للشعوب أجمع.
وأوضحت أنه بالإضافة إلى صور الشهداء وصور القائد عبد الله أوجلان هناك صناديق تتضمن أشياء خاصة تعود لهم تم وضعها في صناديق شفافة للحفاظ عليها.
وشددت على أن المتحف سيكون منبراً وشاهداً للأجيال القادمة على ما قدمه أبناء أرضهم فداء للوطن من خلال زيارتهم ومشاهدتهم لصور وذكريات الشهداء خاصةٍ أن هناك الكثير من الأطفال الذين لم ينعموا أو يتمكنوا من رؤية أباءهم وأمهاتهم أو أخواتهم لذا سيكون المتحف هو مقصدهم وفخراً لهم.
واختتمت روشان محمد حديثها بالقول "نأمل أن يعم السلام والاستقرار في كافة الأراضي السورية ونعيش تحت سقف الأمة الديمقراطية بروح أخوة الشعوب".
زلوخ شيخ عمر والدة الشهيد باكور عفرين الذي استشهد في مدينة الطبقة، عبرت عن فخرها واعتزازها كونها أصبحت والدة شهيد وهذه الصفة هي الأعظم والأقدس "لا يوجد أغلى من الولد على الأم، فدمائهم غالية ونفيسة وفقدانهم كفقدان قطعةٍ من القلب إلا أن الوطن والدفاع عنه يبقى هو الأغلى والأعظم لدى الأمهات".
وأشارت إلى أن متحف ذكريات الشهداء في الحي أصبح كمنزلٍ كبير وواسع لجميع عوائل الشهداء المتواجدين في المنطقة حيث أنهم يقصدونه ويتجمعون أمام صور شهدائهم سوياً وأن هذا المتحف يحمل بصمات وروح الشهداء الطاهرة ولن يسمحوا أن تذهب دماء أبنائهم هدراً وهن سائرات على طريق الشهداء حتى أخر نفس من أرواحهم.